كمال ذبيان- «صفقة الـقـرن» تـهدئ المخيْمات الفلسطينيّة فـي تـوحيد الموقـف مـنـهـا

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 21, 2020

بعد «صفقة القرن» التي اعلنها الرئىس الاميركي دونالد ترامب مع رئىس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وفيها تصفية نهائىة للمسألة الفلسطينية، وليس حلا نهائىا، توحّد الفلسطينيون على موقف رافض لهذه الصفقة، التي هي استكمال للمشروع الاسرائىلي التوراتي باستعادة ارض الميعاد، والعمل على هجرة اليهود اليها، باعتبارها حسب زعمهم، بأنها بلا شعب، لشعب بلا ارض موجود في «الدياسبورا» حيث عملت المنظمة الصهيونية العالمية على تنظيم عودتهم اليها، منذ مؤتمر بال في العام 1897 وبعد وعد ارثر بلفور وزير الخارجية البريطانية لهم بأرض فلسطين.

فالصفقة لا تعترف بوجود فلسطين، لذلك فإن الفلسطينيين المنتمين الى فصائل ومنظمات او خارجها، باتوا يدركون ان حربهم مع الكيان الصهيوني، هي حرب وجود، لذلك توحدوا على هذا الهدف، بعد ان فشلت كل الرهانات على تسويات سلمية وسياسية، ومنها «اتفاق اوسلو» الذي سقط قبل ان تنفذ بنوده، واغتيل احد اطراف الموقعين عليه اسحق رابين من قبل يهودي قيل انه متطرف، الى موت ياسر عرفات مسموما، وهو الشريك الثاني في التوقيع على اوسلو، الذي وبحسب مصادر فلسطينية، فإن النقاش بين ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل المناهضة للتسويات السلمية، هو حول آليات البقاء في الاراضي الفلسطينية سواء التي احتلت في العام 1948 او في العام 1967.

فلا توجد مشكلة داخلية فلسطينية حول سقوط الرهان على الحل السياسي والتفاوض السلمي، بل الاستفادة من وحدة الموقف الفلسطيني، لتقديم خطة استراتيجية فلسطينية، بالاستناد الى الايجابيات التي ظهرت من كل الاطراف الفلسطينية برفض الصفقة، وهو ما يجري في الاتصالات واللقاءات التي تعقد بين مختلف الفصائل، كما تؤكد المصادر سواء في الفصائل المنضوية داخل منظمة التحرير، او الاخرى المستمرة في المقاومة، اذ ان الجميع في مربع واحد كما يؤكد قيادي في حركة «حماس» لـ«الديار» ويؤكد على ان لا خلافات فلسطينية لا استراتيجية ولا تكتيكية بل تقنية وان وفد منظمة التحرير او من حركة «فتح» سيتوجه الى غزة بعد ازالة بعض المطبات التي تؤخر الزيارة، التي كان متوقعاً ان يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، لكنها لم تتأكد بعد، ولكن احتمال زيارة وفد يمثله، فانه ما زال قائماً.

والايجابيات التي ظهرت من خلال الموقف الموحد ضد «صفقة القرن»، فانها انعكست ايجاباً على الوجود الفلسطيني في لبنان، الذي يشهد هدوءاً في المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة الذي كان يشهد اشكالات واشتباكات، بين فصائل متنوعة، وتحديداً «فتح» والقوى الاسلامية الفلسطينية، حيث تكشف مصادر قيادية فلسطينية، عن توافق حصل بين مكونات الشعب الفلسطيني السياسية، على ان يكون لبنان ساحة مستقرة، لا سيما مخيمات اللجوء فيه، لان «صفقة القرن» تستهدف اللاجئين الفلسطينيين بمنع عودتهم، وان لا مصلحة لاي فصيل فلسطيني، ان يوتر الوضع في المخيمات، بل يجب ان تتم المحافظة على الامن والاستقرار بداخلها، وانعكاس ذلك على الجوار في المدن والمناطق اللبنانية، وهذا التوافق الفلسطيني ابلغ الى السلطة اللبنانية، والى لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني التي اجتمعت لتبحث في الشؤون الحياتية والانمائية للمخيمات مع تعثر «الاونروا» في تقديم المساعدات الصحية والتربوية والغذائية الخ...

فوحدة الموقف الفلسطيني من «صفقة القرن»، وفر الهدوء للمخيمات كما للبنان، وهذا يحصن الساحة الفلسطينية، التي وان ظهرت فيها خلافات تبقى بسيطة وجزئية وليست استراتيجية او تكتيكية، حيث تؤكد المصادر، على ان التوجه هو نحو تثبيت الامن وحل اي مشكلة بالحوار وعبر هيئة العمل الفلسطيني المشترك.