كمال ذبيان - الـمشنوق قد يطلّ وريثاً رؤيوياً للحريريّة وليس بيولوجياً !!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, February 19, 2020

أعلن الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده الخامسة عشرة بأنه سيعيد تنظيم «تيار المستقبل»، وسيعقد مؤتمراً عاماً لذلك في الأشهر المقبلة، بعد ان لمس الترهل الذي يمر به تيار «الحريرية السياسية»، والانقسام الذي ضرب صفوفها، وخروج رموز عنها، حتى ان ورثة الرئيس رفيق الحريري الماليين والعقاريين من ابنائه، والذين ابتعدوا عن العمل السياسي، وهجروا لبنان، بعد استشهاد والدهم، بان الوريث السياسي سعد، قد أضاع الرصيد السياسي والشعبي لوالدهم، حتى ان النجل الاكبر بهاء، تحدث في الذكرى، عن ان شقيقه فرّط «بالحريرية السياسية» التي منعت بهاء من ان يكون هو قائدها، وقد برز اسمه بعد احتجاز شقيقه رئيس الحكومة في السعودية في 4 تشرين الثاني عام 2017، ليهبّ من يعتبرون انفسهم بأنهم الاحرص على «الحريرية السياسية»، برفض استمرار التوريث وكان ابرز من اطلق موقفاً صريحاً وواضحاً الوزير السابق نهاد المشنوق من دار الفتوى بوجه ان يأتي بهاء مكان سعد، لان ما لا يحق لسعد بعد فشله ، لا يجوز ان يؤول الى بهاء، وفق ما ينقل عن المشنوق الذي يتحضر لاطلاق تيار سياسي، بعد ان تأكد بأن الشيخ سعد، لا يريده، واكثر من ينتقدهم من الذين كانوا من فريق والده، ويغمز من قناة وزير الداخلية الاسبق الذي «كبرت الخسة في رأسه»، وبات يقدم نفسه بأنه «زعيم سني في بيروت»، كما يقول الحريري عنه في مجالسه، وسيحصد في الانتخابات النيابية أصواتاً أعلى مما سيحصل عليه هو، فجاءت النتيجة بأن المشنوق كان الفائز الأخير في لائحة الحريري بعدد الأصوات التي حصل عليها.

«فالحريرية السياسية» التي تحولت الى تنظيم في «تيار المستقبل»، الذي يواجه هجرة لكوادره، فان المهرجان الاخير، لم يأتِ بالحشد الشعبي الذي كان عليه في السنوات السابقة، وفق معلومات لاجهزة امنية واخرى حزبية، فان الحضور الذي جُمع حول «بيت الوسط»، لم يتعدَ الالاف القليلة، وليس عشرات او مئات الالاف، لان الجمهور الذي كان يحضر حباً بالرئيس الشهيد، وانتقاماً لدمه، فلم يعد ما يدفعه الى ذلك، بعد مسيرة لسعد الحريري، بدأت بمصالحة النظام السوري وزيارة الرئيس بشار الاسد، وقبله الدخول في تحالف انتخابي مع «حزب الله»، ثم للمشاركة بالحكومة معه، وبعد ذلك ظهور شهود الزور واعتراف الحريري بوجودهم، اضافة الى تفكك 14 آذار، «وربط نزاع مع حزب الله»، وحصول التسوية الرئاسية كل هذه العوامل اضعفت الوريث الحريري، الذي كان يردد، بأنه يعمل لاستقرار لبنان، وانتظام عمل المؤسسات فيه، لكن معارضيه يؤكدون، بأنه كان يتنازل ولا يقوم بتسويات، فتفرق عنه مناصروه، وابتعد عنه قياديون، وبدأ كل منهم يفتش عن الحالة التي يمكن ان تظهر فيها الحريرية الحقيقية التي ضاعت مع سعد، وفق مقربين عملوا معه، كما اهل بيته.

وفي ظل تردي وضع «الحريرية السياسية»، التي تعاني كما «العونية السياسية»، من انقسامات وبروز اجنحة وتيارات ومحاور كما في احزاب اخرى، فان ظاهرة جديدة ستشق طريقها من رحم هذه الحريرية، ولكن بمفهوم آخر، سيعبر عنها النائب نهاد المشنوق، الذي يعتبر نفسه بأنه اكثر من كان لصيقاً بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، واطلع على تفكيره ورؤاه، فهو وريث افكار ومبادئ، وليس وريثاً جينياً او بيولوجياً في السياسة، وقد يدفعه ذلك الى اطلاق حركة سياسية او تيار، او تجمع، تحت اسم «الحريرية الوطنية»، التي تتحمل راية العروبة الفاعلة، كما عرفتها بيروت في زمن النضال القومي والوطني والتحرري، بحيث يترك للوقت المناسب، الاعلان عن ذلك، وسيطل عبر موقع الكتروني يعبر عن هذا التوجه.


الديار