معركة الرئاسة تهدّد الحكومة؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 18, 2020

يقول قطب سياسي بارز لـ"الجمهورية" ان أخطر ما سيُسيء الى عمل الحكومة، وقد يمنع نجاحها في لجم الازمة واستعادة ثقة اللبنانيين والثقة العربية والدولية، هو انّ معركة انتخابات رئاسة الجمهورية قد فتحت الآن بقوة، مع العلم انها كانت فتحت منذ الاشهر الاولى لولاية الرئيس ميشال عون على يد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بالدرجة الاولى، ثم على يد بعض منافسيه بالدرجة الثانية، ما قد يجعل ما تبقّى من الولاية الرئاسية الراهنة أشبه بمرحلة تصريف أعمال.

وفي رأي القطب نفسه، انّ الرئيس سعد الحريري أصاب في توصيفه عندما قال انه كان يتعامل مع رئيسين، «رئيس أصل» هو عون و»رئيس ظل» هو باسيل الذي أدّى دوراً يتجاوز دوره كرئيس اكبر كتلة نيابية، حيث اختبأ خلف صفته النيابية الكبيرة ليمارس فعلاً دور «رئيس الظل». لكنّ الحريري في المقابل لم يساعد عون على لجم باسيل، لأنه قدّم مصلحته الخاصة في السلطة على مصلحة التعاون والانسجام الواجب الوجود بينه وبين رئيس الجمهورية، فكل اهتمامه كان أن يضمن بقاءه في رئاسة الحكومة طوال عهد عون، ولكنه ربما يكون أخطأ في الاعتقاد انّ التعامل مع «رئيس الظل» باسيل والرهان عليه يضمن له البقاء في رئاسة الحكومة، ولكن مثل هذا البقاء لا يمكن أحد غير عون ان يؤمّنه له، خصوصاً اذا كان التعاون بينهما مثمراً. فلو كان الحريري تعاونَ فعليّاً مع عون انطلاقاً من التسوية التي جاءت بهما الى السلطة، لكان ذلك أفضل له من الذهاب بعيداً في العلاقة مع جبران الذي اتّضح أنه لا يأمَن جانب الحريري في سَعيه الى خلافة عون في رئاسة الجمهورية.


الجمهورية