عماد موسى- لماذا يحبّون جبران باسيل؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 17, 2020

لأنه جذّاب، بذقن حليقة أو نابتة. سبور أو شيك. بشورت أو ببنطلون جينز. بكرافات وبلا كرافات. بنظارات "أنتلّكتو" أو من دون نظّارات يحبونه. كيفما كان وبأي لوك أطلّ تموت النساء لتحظى منه بالتفاتة. هذا إن لم يفه بكلمة. يذيبهن فقط بإطلالته وبسحره ومتى تكلم يغشى عليهن.

يحبون جبران باسيل لكونه صاحب قيم ومبادئ، ما وقّع اتفاقاً إلّا واحترمه وما حالف أخاً إلاّ وكان نعم الحليف الوفي المضحّي في سبيل أخيه.

يحبونه لأنه خدوم، وعلى ذمة إحدى الباسيليات، لم يبقَ باسيلي في لبنان والمهجر، عونياً كان أو على خصومة مع الخط البرتقالي، لم ينل حظوة أو وظيفة في وزارات ومؤسسات يمون عليها جبران وأقله حظي بعمود إنارة على الطاقة الشمسية، وشخصياً أميل إلى الإعتقاد أن باسيل لا يميز بالمعاملة بين لبناني من عرسال ولبناني من سمار جبيل أو بين لبناني من محمرش ولبناني من تبنين. حتى أنه يوزع محبته بالتساوي بين أنطوان زهرا وآلان عون.

يحبّون باسيل لأنه يشبه الناس الفقراء والمعدمين. يقاسي ما يقاسونه. يفرح لأفراحهم. ويبكي لآلامهم ويعيش مثلهم على حافة الطفر. من ينسى يوم وقف بالـ"نص كم" أمام جمهوره قبيل انتخابات الـ 2018 ليعلن "ما معي دولار بجيبتي. دولار واحد" يومها خطرعلى بالي أن أتصل بفاعل الخير الأستاذ سركيس سركيس للتوسّط بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر لانتشاله من وضعه كمعدم ليس في جيبه ثمن منقوشة إكسترا. يومها أدمعت عيناي.

يحبّون باسيل، لأنه لا يخجل بانتمائه إلى الطبقات الشعبية، فزوجته السيدة شانتال تقف في طوابير المنتظرين أمام شبابيك المصارف لتحصل على 200 دولار، في الأسبوع! يعني غداء صاحب المعالي يوم مجدرة، يوم مدردرة، يوم شوربة عدس، يوم عدس بحامض، يوم ريشتا بالعدس يوم سلطة عدس بالخضار للريجيم يوم ريزوتو بالعدس وهي وصفة إيرانية!


يحبّون باسيل لأنه قاطع تذاكر وان واي تيكيت لخصومه.

يحبّون باسيل لأنه عون على زغير، ونجم ما "بينطال".

يحبّون باسيل، لأن فيه كلّ صفات عمّه تقريباً. يفهم بكل شيء كما أنه يقرأ في الغيب.

يحبّون باسيل لأنه "شغيل"، يعمل ليلاً ونهاراً للنهوض بالوطن ويقاتل من أجل تحرير شبعا وملحقاتها من رجس الإحتلال، لم يذق طعم النوم منذ أعوام وإن غفا فإنه يستطيب الغفوة على مقاعد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دوراتها العادية. ينام استثنائياً. تصوروا يسافر إلى نيويورك كي يغط قليلاً.

أمّا لماذا أحبّه أنا بالذات وأستمرئ تصريحاته وتغريداته وشطحاته، فلأنه يمدّني بأفكار صالحة للتفكّه وإن ظنّ هو أنها كاملة الدسم.
نداء الوطن