شكلت العاصمة اللبنانية بيروت المحطة الثانية في جولة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بعد العاصمة السورية دمشق، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيارة تمت بدعوة رسمية، وإذا كان كذلك فمن وجَّهها؟ ولماذا لم تعلن عنها الدولة اللبنانية بل السفارة الإيرانية؟
وترجح أوساط سياسية، لـ "العرب"، أن الزيارة التي أتت بعد أيام قليلة من منح البرلمان اللبناني الثقة لحكومة حسان دياب الهدف منها إيصال رسالة للقوى الدولية والإقليمية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن لبنان أصبح ضلعا رئيسيا إن لم يكن مركز ما يطلق عليه "محور المقاومة".
وتلفت الأوساط إلى أنه ليس مستبعدا أن يكون حزب الله الذي بات المتحكم الفعلي بكل أبعاد المشهد اللبناني، من يقف خلف هذه الدعوة، خاصة وأنها تزامنت مع إحياء الحزب لأربعينية ما يسمى بـ"شهداء محور المقاومة" والمقصود هنا مهندس التحركات الإيرانية في المنطقة، قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيا "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية قرب مطار بغداد يوم 3 يناير الماضي.
ويقول محللون إن خطاب نصرالله التحريضي ضد الولايات المتحدة وزيارة لاريجاني يعززان الرأي القائم بتحول لبنان إلى جبهة المواجهة الأولى بين إيران والولايات المتحدة.
ويشير المحللون إلى أن تصريحات زعيم حزب الله تؤكد صحة التقارير الغربية التي تحدثت عن أن السيد حسن نصرالله عمليا هو من خلَف سليماني وقد كلفته إيران بإعادة ترتيب بيت "الحشد الشعبي" العراقي وتولي مهمة تشكيل "جبهة موحدة" لمواجهة الولايات المتحدة.
ويحذر هؤلاء من أن حزب الله يقود لبنان إلى مصير مجهول خاصة مع الأزمة التي يتخبط فيها البلد. وينازع لبنان لإقناع المجتمع الدولي بضرورة دعمه اقتصاديا في ظل أزمة سيولة شديدة وسداد ديون أقربها سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق في 9 مارس. وعلى ضوء تحول لبنان إلى منبر للتحريض على الولايات المتحدة وعلى حلفائها في المنطقة من خلال عودة استهداف نصرالله أيضا للسعودية ودورها في اليمن، فإنه صار من المستبعد الحصول على أي دعم، الأمر الذي يعني أن البلاد تتجه بسرعة نحو الإفلاس.
ويعتقد كثيرون أن المرحلة الحالية ستشهد المزيد من الكباش بين إيران وأذرعها وفي مقدمتهم حزب الله، والولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للتحرك خاصة وأن سيطرة إيران الكلية على لبنان تشكل تهديدا مباشرا لأمنهم القومي.