نصرالله يكشف مضمون رسالة تلقاها من خامنئي في حرب تموز... ويروي تفاصيل اللقاء الأخير مع سليمانيني
شارك هذا الخبر
Thursday, February 13, 2020
كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلالمقابلة تلفزيونية في ذكرى أربعين قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أن "اللقاء الأخير مع سليماني كان يوم الأربعاء، هو استشهد فجر يوم الجمعة ويوم الأربعاء هو كان عندنا في بيروت"، مشيراً الى أن "قبل صلاة عصر يوم الأربعاء جلسنا لساعات وصلينا صلاة المغرب سويًا ودّعني وذهب إلى دمشق".
واضاف، "طبعا هو لم يكن مقررا أن يأتي إلى لبنان يعني كان قبل اسبوعين لم يكن أي حاجة الى مجيئه إلى لبنان"، لافتًا الى أن "يوم الأثنين قبل الأربعاء قبل مجيئه الينا بيومين انا سألت أحد الأخوة المسؤولين هنا الذي كان يتواصل مع الحاج بشكل دائم، قلت له ما هي أخبار الحاج أين هو الآن في طهران في بغداد، قال أنا تكلمت معه اليوم وسألته هل ستأتي إلى لبنان قال "لا أنا قبل مدة قليلة كنت عندكم وانا مشغول أريد ان أذهب إلى العراق"، ثم الثلاثاء ليلًا أتصلوا بنا وقالوا الحجي وصل إلى دمشق في آخر الليل، وسينام في دمشق، وغدًا سيأتي الى بيروت وأنا استغربت فهو قبل أسبوع أو ثلاث اسابيع كان هنا وهو مشغول في قضايا العراق الأخيرة".
وتابع، "عصر يوم الأربعاء التقينا وجلسنا وأنا كان لديّ مواعيد في الليل وألغيتها، كنا نصلي سويا ونجلس إلى 6 أو 7 ساعات. قال أتيت لكي أراك وأنا ليس عندي شغل معك وليس عندي شيء أبحثه أنا قبل أسابيع كنت هنا ولذلك انا سأبقى ساعة لا أكثر نجلس سويًا ونتكلم سويًا وبالفعل جاء الحجي وجلسنا ولم يكن هناك موضوعاً خاصاً، أنا تفاجأت انه لماذا جاء الى الضاحية وقلت له لماذا زاحمت نفسك وأتيت، قال أنا فقط أتيت لكي أراكم وليس لديّ أي شغل آخر وسأل عن الأوضاع والأحوال وبعض النواقص وبعض الصعوبات التي يساعد بمعالجتها بشكل شهري أحيانا فهو حلّ مشكلة 4 أشهر دفعة واحدة، وقال انتم كونوا مرتاحين ومطمأنين ولا مشكلة على الإطلاق".
وأضاف، "تحدثنا وكنا نمزح وكان الحاج أكثر مرة سعيدًا فيها مع أنه لديه هموم كثيرة في أماكن أخرى وكان يمزح كثيرًا ويضحك كثيرًا، وأنا خفت عليه وكنت في اللقاء السابق قبل أسبوعين أو ثلاث قلت له حجي في اميركا يركزون كثيرا عليك في وسائل الاعلام وكان يوجد مجلة عندي نسخة فيها صور الحجي على الصحفة الأولى من أهم الصحف والمجلات الاميركية والمقال عنوانه الجنرال الذي لا بديل له، قلت له "بعض الأصدقاء الذين يعرفون جيدا في الولايات المتحدة الاميركية يقولون هذه المقدمات عمليات اغتيال يجب ان تكون محتاط وهو يضحك ويقول هذا جيد ويحقق امنيتي"".
وأشار الى "انني قلت له أنت الليلة تبقى عندنا قال لا هو يريد الليلة أن يرجع الى دمشق ويريد أن يرى الأخوة في دمشق ويسافر إلى بغداد"، مشيراً الى أن "عندما يأتي الأخوة في المكتب هم يأتون بالكاميرا ويبدأون في التصوير لكن هذه المرة الأخيرة هو قال لهم أين الكاميرا تعالوا نريد أن نتصور أنا والسيد وكنا نتصور في حالات بالصلاة ووقوفًا وجلوسًا وهو يتوضأ ونحن لم ننشر كل هذه الصور لكن كان ملفتًا جدًا إصراره على الأخوة أن يأتوا بالكاميرا، وهذا كان آخر لقاء بيني وبينه، وأنا طبعًا قلت له حجي أنا أرجوك لا تذهب إلى بغداد لأن الوضع ليس جيداً ومقلقاً وقال يجب أن أذهب أريد أن ألتقي برئيس الوزراء هناك وهناك رسائل مهمة نريد أن نوصلها ونسمع إليها ولا يوجد طريقا آخر".
وحول كيفية السماع بخبر استشهاده، قال نصرالله، "في الليل بعد الساعة 12 وعادة عندما أقرأ، أبقي التلفزيون مفتوحًا أمامي لكن بدون صوت واحيانًا أضع على بعض القنوات الاخبارية، فوجدت خبرًا عاجلًا على القناة الفضائية يقول "قصف صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد"، أنا قلت ممكن لأنه كان يوجد توترًا في العراق بعد أن قام الامريكيون بقصف قواعد الحشد الشعبي في منطقة القائم، وما حصل في محيط السفارة الامريكية في بغداد. بعد قليل جاء خبر عاجل يقول أن الاميركيون استهدفوا سيارات ينتمون إلى الحشد الشعبي، كانت قرابة الساعة 1 ليلاً وانا كنت أعلم ان الحاج سليماني سيذهب في تلك الليلة من دمشق إلى بغداد.".
وتابع، "اتصلت بالأخوة لأن الذين يذهبون مع الحج الى دمشق هم من المجموعة التي تعمل في حمايتنا وسألت الأخوة "من المفترض في أي ساعة ان تنطلق الطائرة من دمشق"، قالوا الساعة 6، لكن قلت لهم اتصلوا بمطار دمشق واسألوا أي ساعة تتحرك الطائرة فقالوا الطائرة تحركت متأخرة الليلة".
واضاف، "أنا في تلك اللحظة أنتهى الموضوع عندي وقلت أن الحاج أستشهد وأيقظت أحد الأخوة المسؤولين وقلت له أتصل بطهران وتابع الموضوع لأننا كنا نتواصل مع الأرقام عندنا في بغداد ولكن لم نجد الأخوة وهنا ازداد القلق فاتصلوا بطهران وايضا من طهران بدأوا يتصلون ببغداد وتقريبا خلال وقت قصير تبين خبر استشهاده يعني استطيع أن أقول أنا منذ اللحظة الأولى للحادثة أدركت أن هذا الموكب هو موكب الحاج قاسم لأنه عندما ذكروا بعض الأسماء من الأخوة العراقيين من "آل جابري "، فسألت بعض الأخوة قالوا أن هذا الأخ هو الذي يأتي الى مطار العراق لاستقبال الحاج قاسم".
وقال، "في جميع الأحوال أنا في تلك الليلة ومنذ الدقائق الأولى للحادث كنت أتابع هنا مع الأخوة في طهران وفي بغداد إلى أن تأكدنا من حصول هذه الحادثة المؤلمة".
واضاف، "ما قامت به امريكا وتبنيها العلني هذه خطوة كسرت كل الخطوط الحمراء وكان خطر جدا والذي تجاوز الخطوط الحمراء هي الإدارة الاميركية، هذا سيضع محور المقاومة وشعوبنا وأمتنا في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأميركية، هذا جديد وسيكون على مستوى المنطقة".
وشدد على أن "المواجهة الأعم قد تأخذ أشكالاً متنوعة ومختلفة سياسية واقتصادية وامنية وهي فتحت الأبواب للمواجهة، من جهة أخرى عندما تتجه الأمّة لتكتشف عدوها الحقيقي وتشخص الشيطان الأكبر كما شخصه سماحة الأمام قبل أكثر من أربعين أو خمسين سنة وتتجه في معركتها الشاملة باتجاه العدو الاساس وهذا سيؤدي الى تحولات كبيرة جدًا ومهمة جدًا ومصيرية وتاريخية في المنطقة".
وتابع، "راهنوا بقتلهم للحاج قاسم والحاج أبو مهدي وأخوانهم الشهداء أن محور المقاومة سيضعف وايران ستخاف، ايران كان موقفها صلبًا وشجاعًا عندما اتخذ قرار بضرب القاعدة الاميركية في العراق وبهذه الحجم من الصواريخ وبهذه الطريقة، واما في محور المقاومة افترضوا انه سيتراجع محور المقاومة أو الشعوب التي تواجه أميركا وأدوات اميركا ومثلا في اليمن الانتصارات التي حصلت قبل ايام في المعركة التي سماها الأخوة اليمنيون بـ "البنيان المرصوص" كانت انتصارات عظيمة وكبيرة وحاسمة في مسار الأمور في اليمن وهذا حصل بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني".
وشدد على أن "اليوم هناك في سوريا واليمن تقدم جدا وفي العراق الحشد الشعبي والقوات العراقية تكمل تنظيف الخلايا التي برزت من جديد لداعش وفي جبهة فلسطين موقف المقاومة والشعب الفلسطيني موقف صلب وقوي وصلب جدا وفي كل الساحات وأنا أعتقد أن دماء الحاج قاسم وأبو مهدي والشهداء بلا شك أعطت دفعاً كبيرا ودفقاً هائلا لحركات المقاومة. وعندنا في حزب الله بعد استشهاد الحاج قاسم كثير من الأخوة كتبوا لي رسائل يطلبون الإذن وتوفير فرصة العمليات الاستشهادية لهم".
وأضاف، "هذا التحول الروحي من جديد في الحقيقة أضيف اليوم، أنا قلت مرحلة تاريخية جديدة وبالنسبة لإيران هي ولادة جديدة للثورة الإسلامية وأنا أقول لك اليوم هي ولادة جديدة للمقاومة ولمحور المقاومة ولثقافة المقاومة".