"أســبوع الغضب" في يومه الخامس: وسط بيروت ساحة معركة مشتعلة..

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 19, 2020

تحوّل وسط العاصمة بيروت الى ساحة مواجهة كبيرة بين مجموعة من المحتجين والقوى الأمنية، بعد أن تحولت التظاهرات التي انطلقت من عدد من المناطق اللبنانية باتجاه وسط بيروت لتتحول عند أحد مداخل ساحة الجمة لناحية البلدية الى مواجهات عنيفة مع قوى مكافحة الشغب.

اندلعت مواجهات في محيط مجلس النواب في وسط بيروت بين القوى الامنية والمحتجين الذين قاموا برمي الحجارة والعوائق الحديدية والاشجار والمفرقعات باتجاه القوى الامنية التي ردت بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.

وفي التفاصيل، عمد شبان إلى إطلاق مفرقعات نارية بشكل كثيف، إضافة إلى قنبلة مولوتوف، محتمين بواجهة زجاجية انتزعوها من أحد المحال، وبأغصان اقتلعوها من معظم الأشجار في المكان، فيما ردت القوى الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع، وبخراطيم المياه التي ساهت بتراجع المتظاهرين قليلا عن مدخل البرلمان، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".

ونفى الناشطون في الحراك الاحتجاجي، على مواقع استحدثوها على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ بدء الحراك في 17 تشرين الأول الماضي، "أي مسؤولية للثوار بالمشاركة في أعمال الشغب الجاري في وسط بيروت"، واصفين المشاركين في هذه الأعمال بـ"المشاغبين بالمندسين الذين يريدون تخريب وتشويه صورة الثورة".

وعمد عدد من الاشخاص بلباس مدني على ازالة خيم المحتجين بالقرب من موقف اللعازارية في وسط بيروت، ومن ثم أضرمت النار فيها.

نقلت عناصر الصليب الاحمر عددا من المصابين سقطوا في مواجهات بيروت بين المحتجين الغاضبين والقوى الامنية.

وأكد أن عناصره نقلت أكثر من 65 جريحاً اثر مواجهات وسط بيروت الليلة الى مستشفيات المنطقة. كما قامت العناصر بتقديم الاسعافات لـ100 جريح ميدانياً.

وكان الصليب الأحمر رفع من عدد فرقه في بيروت اثر المواجهات كما رفع من جهوزيته الى الدرجة القصوى.

الى هذا، افادت معلومات الجديد ان ٣٧ جريحا لقوى الامن بينهم عنصر نقل الى غرفة العمليات و٣٦ مدنيا بينهم شخص نقل الى العمليات في مستشفى الجامعة الاميركية.
وعلى اثر المواجهات التي حصلت في ساحتي النجمة والشهداء بدأ المصابون بالوصول الى بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث قدمت اليهم الاسعافات الاولية قبل ان ينقلهم الصليب الأحمر اللبناني الى المستشفيات.

وذكر موقع "روسيا اليوم" ان المتظاهرين استخدموا أشعة الليزر الخضراء لمحاولة التأثير على رؤية وتركيز عناصر الأمن الذين استخدموا بدورهم خراطيم المياه لتفريق المحتجين.

وكانت قوى الأمن الداخلي قد اكدت أنه يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب.

وطلبت من المتظاهرين السلميين الإبتعاد من مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم.

ولفتت القوى الأمنية الى ان مجموعة من المشاغبين قاموا بإنتزاع "بلاط" الأعمدة وأقدموا على تفتيتها لرشقها على عناصر مكافحة الشغب.

في المقابل أصدر تيار "المستقبل" بيانا قال فيه: "يتداول محللون على بعض المحطات التلفزيونية، معلومات مختلقة، يجري نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن قيام تيار المستقبل، بنقل مجموعات من طرابلس وعكار والضنية إلى بيروت، لتشارك في أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة والضغط على الرئيس المكلف.
إن تيار المستقبل، إذ ينفي هذه الأخبار الملفقة، ويضعها في سياق الحملات المشبوهة، لتعكير السلم الأهلي، ينبه وسائل الإعلام، إلى السلبيات التي تترتب على تبني مقولات تحريضية، لا أساس لها من الصحة، وتحجب الأضواء عن حملات الشغب، التي تتعرض لها العاصمة بيروت، ويؤكد المواقف التي تصدر عن الرئيس سعد الحريري، دون سواها من ادعاءات وتحليلات".


أبرز تغريدات السياسيين:

الرئيس عون: طلب رئيس الجمهورية ميشال عون عبر "تويتر" من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري، وذلك على خلفية الاشتباكات في بيروت بين المتظاهرين والقوى الأمنية.

سعد الحريري: أما رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري فغرد أيضاً مؤكدا أن حلم رفيق الحريري لن يحترق. وجاء في التغريدة: "لن يحترق حام رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان اعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والامنية مدعوة الى حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين".

وأضاف: "‏مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".

ريا الحسن: في المقابل غردت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن عبر حسابها على تويتر كاتبة: اكتر من مرة تعهدت ان احمي التظاهرات السلمية، وكنت دائما اؤكد على أحقية التظاهر. لكن ان تتحول التظاهرات لاعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة، فهو امر مدان وغير مقبول ابدا.

المشنوق: علّق الوزير السابق للداخلية نهاد المشنوق عبر تويتر فقال: دماء اللبنانيين، مواطنين وأمنيين، على أيدي أحزاب التأليف. وأرفق تغريدته بصور لجرحى سقطوا في مواجهات وسط بيروت من قوى الأمن والمحتجين.

جمالي: اعتبرت النائب ديما جمالي، ان ما يحدث في وسط بيروت من عنف ومواجهات بين القوى الامنية والمتظاهرين، فتنة مفتعلة.

وقالت جمالي في تغريدة على حسابها عبر "تويتر"، كفى مواجهة بين الناس والقوى الامنية...هذه فتنة مصطنعة لا تشبه الثورة.

وأضافت، ما تشهده بيروت الآن يتحمل مسؤوليته من صمّوا آذانهم بوجه مطالب الناس ومن عطّلوا البلاد لسنوات بسبب جشع السلطة المزمن.

الطبش: من جهتها رأت النائب رولا الطبش ان هناك مَن يسرق الثورة مِن أهلها، مشيرة إلى ان "الثمن تدمير بيروت".

ولفتت الطبش في تغريدة على حسابها عبر "تويتر" إلى أن، "لن تتحول الثورة لانتقام دفين ولن نسمح أن تكون العاصمة مكسر عصا لأحد".

وخاطبت الثائرين: احموا صفوفكم ولا تُضيّعوا البوصلة فلا القوى الأمنية خصمكم، ولا بيروت عدوتكم، فميّزوا بين من سمعكم واستجاب، وبين من أصمّ أذنيه وغاب"

الجميّل: تعليقا على احداث وسط بيروت قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبر الجديد: "نعتبر أن الثورة كانت خلال 95 يومًا سلمية ومن ارقى واجمل ما شاهده العالم، لكن ردة فعل الطبقة الحاكمة كانت لامبالاة واستخفافا، وفي هذا الوقت الناس تتألم وتجوع وتتعذب ومن الطبيعي أن "يطلع دينها: "وهذا ما حصل اليوم".

الجميّل وفي حديث عبر الجديد قال: "اكثرية الموجودين في الشارع من كل الطوائف والأديان ويطالبون بتغيير جذري في البلد"، معتبرا ان المشكلة ليست في الناس بل في من لا يتجاوب مع مطالب الناس.

وردا على سؤال عن العنف الحاصل قال: "الأكيد أن ما يحصل غير مقبول ولكن عندما يطفح الكيل من الطبيعي أن يحصل ما حصل اليوم، من هنا على الطبقة السياسية ان تعيد القرار للناس من خلال انتخابات نيابية مبكرة".

وتابع رئيس الكتائب: "على مجلس النواب ان يجتمع ويصغي الى الناس ويقصّر ولايته ويقر القانون الذي تقدّمنا به وتنتهي عندها كل المظاهر التي نراها لأن الشعب يعود ويغيّر من يريد".

ورأى ان الشعب أراد حكومة مستقلة من رأسها الى آخر وزير فيها ولكنهم أرادوا رئيسًا يركّب حكومة على قياسهم وهي حكومة "بربارة" وهذا يدل ان افرقاء السلطة لم يفهموا شيئا مؤكدا ان الاستهزاء بالناس سيؤدي الى ما حصل.

واشار الى ان الطابة ليست بيد الناس، فهي ليست طرفا سياسيا ولا قدرة لها على تشكيل حكومة او استقالة المجلس، فالناس تتحمل وزر أخطاء الطغمة التي تجري التسويات وتقرّ الموازنات الكارثية من هنا على السلطة أن تتجاوب مع مطالب الناس بالتغيير.

واعتبر الجميّل ان من السهل إيجاد المبررات، ولكن هناك شعب غاضب نسمعه يوميا ونراه في كل الاماكن العامة وهو يتوق للتغيير.

وعن الحلول قال :"نحن دعونا كل النواب لاستقالة جماعية إن لم يكن هناك إمكانية لتقصير ولاية المجلس، وقد قدّمنا القانون ودعونا النواب للاستقالة".

الجميّل سئل عن سبب عدم تقديمه استقالته من المجلس فسأل: "إن استقلنا نحن وبقوا هم ماذا نكون قد فعلنا"؟

وردًا على سؤال عن شعور النواب بالإحراج في حال قدّم استقالته من المجلس أجاب: لو كانوا سيُحرجون لكانوا أُحرجوا منذ 95 يومًا ولو كانت استقالتي تؤدي الى الهدف أقدّمها الآن.

وختم الجميّل بتوجيه نداء: "رجاء لقد فتحنا المرأب في بيت الكتائب لمعالجة المصابين، من هنا نتمنى عليهم عدم رمي القنالبل المسيلة للدموع على المرأب".

جوزف إسحق: في المقابل غرد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جوزيف إسحق، عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "المشهد المجنون الذي تشهده شوارع بيروت نتيجة لصم آذان الفريق الذي يواصل التمسك بالسلطة، ولا يستجيب لمطالب الشعب بتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين لا حكومة مستشارين، كما يتعمد هذا الفريق ضرب سلمية الحراك، وهذا ينذر بعواقب قد لا يمكن السيطرة عليها. حمى الله لبنان وشعبه".

مسيرة "لن ندفع الثمن":

تحت عنوان "لن ندفع الثمن" كانت انطلقت مسيرات احتجاجية من اكثر من منطقة والتقت في محيط مجلس النواب من اجل اعادة تسليط الاضواء على مطالب الثورة، ورفع صوت الاحتجاج إزاء المماطلة في تأليف الحكومة.

جسر الدورة: وفي السياق، وتحت جسر الدورة في منطقة برج حمّود، انطلقت مسيرة شعبية نحو مجلس النواب لتلتقي بمتظاهرين آتين من مناطق اخرى.

البربير: كذلك، توافد المعتصمون الى ساحة البربير قبل ان يتوجّهوا في مسيرة الى وزارة المال ومن ثم جمعية المصارف في الجميزة، فمجلس النواب.

ساحة ساسين: ومن ساحة ساسين في الاشرفية أيضا، انطلقت تظاهرة في اتجاه وزارة المال قبل أن ينتقل المشاركون فيها إلى أمام مبنى جمعية المصارف، تمهيدا للتوجه إلى مجلس النواب.

طرابلس: كذلك، انطلق اكثر من 15 باصاً من طرابلس نحو وسط بيروت مع موكب كبير من السيارات من مناطق شمالية عدة للمشاركة في التظاهرة امام مجلس النواب.

وواكبت قوى الأمن المسيرات المتوجهة نحو وسط بيروت وطلبت من المتظاهرين التعبير عن الرأي بشكل سلمي ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة وعناصر قوى الأمن الداخلي حفاظاً على المصلحة العامة

قطع الطرقات

إلى ذلك، واصل المحتجون لليوم الخامس من أسبوع الغضب، قطع الطرق في مناطق عدة، حيث افادت غرفة التحكم المروري عبر "تويتر" ان الطرقات المقطوعة ضمن نطاق الشمال هي: اوتوستراد القلمون- البالما، ساحة النور وساحة حلبا. كذلك قُطع السير على طريق عام ضهر العين في اتجاه أبي سمراء والبحصاص، في عاصمة الشمال طرابلس.

الضنية: وكما في طرابلس كذلك في الضنية، حيث اقفل محتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس، بالاطارات المشتعلة في بلدة مرياطة، ما دفع المواطنين الى سلوك طرق فرعية بديلة للوصول الى اشغالهم، والطلاب الى جامعاتهم والتلامذة الى مدارسهم.

عكار: أما في عكار، فقطع المتظاهرون طريق عام حلبا بالكامل بالأتربة والإطارات غير المشتعلة والعوائق الحديدية والبلاستيكية والبراميل، فيما بقيت الطرق الداخلية الفرعية في حلبا سالكة. وفي الموازاة، دعا القيمون على الحراك الشعبي في خيمة إعتصام حلبا إلى المشاركة في مسيرة شعبية، دفاعا عن حقوق عكار.

حاصبيا: في المقابل، ساد الهدوء التام في حاصبيا ، حيث كانت الطرق الفرعية والرئيسية بما فيها طريق الحاصباني البقاع سالكة أمام حركة السير. وفتحت المدارس الرسمية والخاصة ابوابها أمام التلامذة لتعويض أيام الإضراب. بدورها، فتحت المصارف ابوابها، فيما سجلت منذ ساعات الفجر حركة لافتة لدوريات الجيش وقوى الأمن الداخلي، بهدف الحفاظ على الهدوء والامن.

بعلبك: أما في البقاع وتحديدا في بعلبك، فنفذ محتجون على سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إعتصاماً أمام فرع مصرف لبنان في المدينة، ومنعوا الموظفين من الدخول لمزاولة عملهم، ورشقوا مدخل المصرف بالبيض، ورددوا شعارات مناهضة للسياسات المالية المتبعة.