إيلي حبيقة... بطل... لم ينصفه الزمن- بقلم ميشال جبور

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 18, 2020

من عرفك أيها الصديق، عرفك منذ نشأتك في صفوف الكتائب وتقدمك بفضل شجاعتك وتركيزك على العمل الحزبي والعسكري والأمني.
كنت من الأقوياء الذي حسب لهم العدو ألف حساب وتهيب منك لحنكتك، فصلابتك كانت عنواناً للأمن في المناطق المسيحية يوم كان الوطن مشتتاً.
كنت من رجال القائد بشير ومن مداميك الكتائب في استبسالك الأمني لأجل قضية آمنت بها من صغرك فانضممت للكتائب ومنها انطلقت الى العمل العسكري والأمني الأوسع في القوات اللبنانية، الكتائب كانت البستان الذي ولدت منه بطولات وابطال ومنهم انت أيها الرفيق والصديق إيلي حبيقة.
أنت من القادة المسيحيين القلائل الذين كان مقدراً لهم أن يضعوا بصماتهم في العمل الحكومي والوزاري غير أن القدر وزمنه لم ينصفوك فاغتيل وعدك للبشير وبقيت ذكرى إيلي حبيقة الساعد القوي لبشير ورجل مرحلة حساسة اثبت فيها جدارته.
أنت الذي وقفت بجانب الشيخ بشير يوم توج رئيساً فكانت فرحتنا التي لم تكتمل يا صديقي.
في ذكرى اغتيالك نقول لك فقدنا بطلاً جريئاً حافظ على وعده لقضية ولذلك ذكراك محفورة في قلب كل من عرف يوماً القامة العالية، اغتيالك كان حلقة من مؤامرة كبيرة تحاك ضد كل رجل مسيحي قُدّر له أن يكون عنواناً لمرتبة عالية في لبنان وفي المشرق.
ما زلت اذكر موقفك الوطني العالي يوم زرتك في مكتبك في ميرنا الشالوحي ناصحاً إياك بالغياب عن لبنان قليلاً لأن مؤامرة ما كانت تحاك ضدك، بغية تنفيس الأجواء المحتقنة لكنك بعنادك الوطني الذي عهدته أجبتني بكل ثقة أنك لا تريد ترك الوطن الذي ناضلت لأجله ولا تريد ترك الناس والشباب الذين يتطلعون إليك، لكن أيها الرفيق يد الغدر كانت متربصة ومتحينة الفرصة لاغتيال الشجاع وتدمير أحلام الكثير من الشباب الذين كانوا يرون فيك جبلاً عنيداً مسيحياً من صلب لبنان الشامخ.
أيها الرفيق في ذكرى اغتيالك أقول لك أنك لم تكن فقط رجل المرحلة ورجل الكتائب بل كنت المرحلة بحد ذاتها التي كان الكثير من الوطنيين بحاجة اليها للعبور الى الدولة المؤسساتية غير أن يد الغدر ضربت كعادتها في الصميم وغيبتك عن عيوننا ولكن ذكراك لن تفارق من أحبك وكلماتك الشجاعة لن تخذل كل من حملها في وجدانه، حملت لبنان في قلبك من صغرك إلى آخر لحظة حتى استشهادك ولذلك أنت بطل وستبقى البطل الجبل الذي منه تعلم الناس العناد الوطني والرغبة الجامحة في بناء دولة تحضن كل الشباب المقدام الذي يتوق الى الرقي بالدولة.
في يوم ذكرى غيابك أيها الصديق الشجاع أتذكر كل لحظة صمود مررنا بها وكل موقف لبناني وطني قبلنا به على حساب أنفسنا، كنت عنواناً للمرؤة والشهامة وستبقى أبداً مثالاً الشخصية الفذة التي انطلقت من صلب المجتمع المسيحي لكي تصنع امجاداً تطبع بها نفوس الأعداء قبل الأصدقاء، رحمك الله رجلاً من رجالات لبنان الأقوياء التي لم تفارق الإبتسامة محياها رغم كل الشدائد واللحظات الحرجة التي مررت بها.