تركيا تتقدم إلى ليبيا من أجل الغاز أم دفاعاً عن حضورها في المتوسط؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 26, 2019

الانطباع السائد بأن الاتفاقية التي ابرمتها تركيا مؤخرا مع ليبيا تهدف إلى دعم شرعية حكومة حليفها فايز السراج، وهذا امر مؤكد لكن هناك اسباباً كثيرة دفعت اردوغان إلى التوجه نحو البحر الأبيض المتوسط في سبيل حفظ حقوق بلاده من "كعكةط ثروات المنطقة وأبرزها الغاز و النفط.
المغامرة التالية التي يقدم عليها اردوغان بعد التدخل في سوريا أثارت حفيظة روسيا كونها غير متوقعة وخارج مسار تبريد الجبهات، وهو مسعى جهدت الدبلوماسية طويلا للوصول اليه، ويأتي الامتعاض من تفرد اردوغان وفرض وصايته على ليبيا من دون مراعاة للمصالح الروسية في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، نفى مصدر دبلوماسي متابع لـ"لبنان 24" نية اردوغان عبر اتفاقية التعاون الدخول في تجاذب مع روسيا لكونه يدرك حساسية وضع ليبيا كما سوريا لبوتين شخصيا. فتركيا تخوض حروباً بالجملة بوحداتها العسكرية في شمال وشرق سوريا، فضلا عن مواجهة مفتوحة مع أوروبا وحرب باردة مع أميركا.
بل يؤكد المصدر أن استعجال اردوغان بالسيطرة على عمق المتوسط وإعتباره جزءا من الحدود البحرية لبلاده يهدف إلى قطع مد أنبوب الغاز البحري وفق الآفاق الاسرائيلية – القبرصية، وصولا إلى عمق أوروبا حيث يسعى إلى استبداله بخط لتصدير الغاز انطلاقا من أراضيه عبر البحر الاسود.
وبالتالي، يدرك اردوغان حساسية ملف تصدير الغاز إلى أوروبا عند الجانب الروسي، وهو يقدم بلاده بديلا عن أوكرانيا التي تبتز موسكو لعبورالغازالروسي صوب القارة العجوز، لذلك وفي إطار سعي اردوغان لعودة تركيا للزمن "السلطاني" يحاول اقتحام الميدان من أجل ترتيب الأوراق على طاولة البلدان في شرق المتوسط.
تركيا تسيطر على التنقيب في "المتوسط".. ماذا وراء تحذيرات أردوغان الأخيرة؟



في نفس السياق، تندفع تركيا عسكريا صوب سوريا لاتمام السيطرة على مجمل الأراضي التي كانت تسيطر عليها "داعش"، بما في ذلك حقول النفط الواقعة في دير الزور. و تفيد المعطيات الأولية حول ليونة ملحوظة بالتعاطي التركي في وضع ادلب، بما في ذلك الموافقة على تسليم روسيا مهمة الإشراف على المحافظة بعد اصرار تركي طويل الاحتفاظ بورقة ادلب كونها الضمانة الأساسية لعدم المطالبة بإخراج تركيا من سوريا كما هو حاصل مع إيران.