ازدادت معدلات حالات الانتحار في الايام القليلة الماضية او محاولات الانتحار فبعد ان كان متوسط عدد هذه الحالات 103 في العام 2008ـ بلغ 155 حالة في 2018، وحتى أيلول 2019 بلغ 105 حالات فضلاً عن زيادة 3 حالات في كانون الاول.
كل هذه الارقام ما هي دليل الا على اكتئاب ويأس شديدين يصيبان الشخص، فحالات اليأس والاحباط والاكتئاب تزداد في المجتمعات الفقيرة، حيث تسود الحروب والبطالة والأمراض، وتزيد الحاجة والعوز والبؤس والحرمان. كما يرتفع مستوى المدمنين على المخدرات والكحول وغيرها، ويتزايد العنف والسرقة وتتشكّل العصابات، بالإضافة إلى المشاكل والصراعات الزوجية والعائلية، وتكثر حالات التمرد على السلطة وخرق الأنظمة والقوانين.
وفي لبنان، نعيش في المرحلة الراهنة إحباطاً نفسياً جماعياً جرّاء فقدان الثقة بالقيّمين على البلاد، والقلق المالي والإقتصادي والخوف على لقمة العيش عند الفقير اكثر من الغني، ولذلك، ادرك مجموعة من الشبان هذا الوعي، وقامت بمد اياديها البيضاء بمبادرات فردية من اجل ازالة ولو جزء بسيط من الخوف من قلوب الناس.
كلنا لبعض: أطلقت جمعية الإرشاد والإصلاح حملة تكافل اجتماعي عاجلة بعنوان "كلنا لبعض"، وذلك لتأمين المواد الضرورية للعائلات المتأثرة بالوضع المعيشي الراهن وتوزيعها بشكل دوري عليهم.
وتوجهت الجمعية الى أصحاب الأيادي البيض نداء "كلنا للوطن...كلنا لبعض! كلنا يعني كلنا يمكننا المساهمة والوقوف إلى جانب بعضنا البعض!"
وقال المدير التنفيذي لدائرة العمل الخيري في الجمعية إبراهيم لبدي: "كلنا على متن سفينة واحدة، تغرق فنغرق جميعا أو تنجو فننجو جميعا. فقدنا أشياء كثيرة وباتت حياتنا في مهب الريح، يلفها الضباب وعدم وضوح الرؤية وقلَّة الأموال وغلاء الأسعار وتراجع الأعمال والبطالة وهجرة الشباب، فعلى الجميع الاستنفار ليتكافل اجتماعيا. كلنا مسؤول وعلينا تحمل مسؤوليتنا في هذه الظروف العصيبة، فالفقراء والعائلات المحتاجة بانتظار حركتنا وسعينا عليهم".
مطعم "المستشار" في صيدا: أعلن صاحب المطعم سامي البقاعي، في حديث لموقع mtv، أنّه "حتّى اليوم، توصّلنا إلى توزيع 780 وجبة غذائيّة على 246 عائلة ضمن نطاق صيدا ومحيطها، وذلك لتخفيف الثقل عن كاهل الناس في هذه الظروف الإستثنائيّة التي تمرّ بها البلاد".
وإذ أشار إلى أنّ "هناك شريحة لا تملك ثمن إطعام أولادها ما أدى الى عدد من حالات الإنتحار في الآونة الأخيرة"، أكّد البقاعي أنّ "مطعمنا سيبقى لكل الناس، خصوصاً المحتاجين منهم، وسنوصل الطعام إلى كلّ عائلة متعفّفة، آملين أن يجتاز هذا البلد الظرف العصيب ويتعافى ليتمكّن الجميع من النهوض من جديد".
بنك الغذاء: تحت هاشتاغ #togetheragainsthunger اطلق بنك الغذاء الباب من اجل توزيع حصص غذائية على كل شخص محتاج.