روي ج. حرب - هي المجتمع ونبضه...

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 4, 2019

لا يكتمل للحياة معنى إلا بوجود المرأة، بحنانها وطيبتها وفلسفتها الخاصة التي تميل غالباً الى الخير والعدالة والحق، وها هي اليوم تتربّع على عرش الصفوف الأماميّة في الثورة اللبنانيّة فتراها على مدى أربعين يوم ونيّف تتصدّر الواجة، تـُبعد الأذى عن زوجها وشقيقها ووالدها وابنها وصديقها، تحميهم من الإشتباك مع متظاهرين معارضين أو مع رجال الأمن، تلطّف الأجواء، فتنطلق من صف الداعم الى صف القائد المتصدّر للمسيرات، للحريّات، للحياة....

وما أدراك ما المرأة اللبنانيّة، وهي عامود كلّ بيت، وربّته، تراها سيّدة الواجب والأناقة والذوق، وتراها متظاهرة تطالب بحقّ ابنها وتدعمه ليحيا حياة أفضل من تلك التي عاشتها؛ تراها تحمل وردة وتغزو بمحبّتها شوارع الحرب الأهليّة، ولو جاءت الخطوة متأخّرة ثلاثين عاماً، ولكنّ المرأة اللبنانية هي التي بادرت وحملت السلام بدل الحرب، وشعلة الحب بدل الكراهية، والمحبة بدل الحقد، فوحّدت بخطواتها الشوارع اللبنانيّة، وبلسمت جراحاً عمرها سنين وثمنها دم.

وهي المرأة الحديديّة التي تدافع عن البيئة وتحوّل النفايات الى طائر الفينيق، وهي المرأة العصريّة الرائدة بالفكر والعلم والثقافة، ولذلك استحقّت ان تُذكر في النشيد الوطني اللبناني المستحدث "منبتٌ للنساء والرجال"، ولو كان الثمن كسر الوزن، فلأجلهنّ تُكسر كلّ الأوزان لأنهنّ عرفن كيف ينثرن بذور الغد المشرق، وإن طال الحصاد...

هذه هي المرأة اللبنانية التي أعرفها، لا تلك الكافرة بحقدها من أجل زعيم، كائناً من كان هذا الزعيم، ولا تلك الحاقدة ولا تلك الثملة، هنّ شاذات عن قاعدة نساء بلادي، لا تمثّلن المرأة اللبنانية المؤمنة التي ترسم الصليب وتتشّح بالحجاب لتقول للعالم "أنا الوحدة... والثورة أنثى"...

لكِ يا أمي .. يا أختي ... يا صديقتي ... يا رفيقتي ... يا حبيبتي ... يا قديستي ... كلّ المحبة والإحترام والتقدير لجهودك المثمرة وطناً.
#لبنان_ينتفض
#خدوني_ع_قد_عقلاتي