إبراهيم ريحان- هل التكنوقراط هي الحل فعلًا... ماذا عن الموقف الأميركي؟!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 21, 2019

بعد استقالة حكومة الرئيس الحريري، دعا كثيرون إلى حكومة أخصائيين مستقلين "تكنوقراط"، وذلك باعتبار أنها مطلب الحراك المتواصل منذ 17 تشرين الأول الماضي حتى اليوم، على أمل أن تنتشل هذه الحكومة الوضع الإقتصادي في لبنان وتطبق الإصلاحات المرجوة وتحارب الفساد. كل ما سلف ذكره هو كلام جميل يجعلنا نتأمل لوهلة بخلاص لبنان من الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، لكن هل هي الحل فعلًا؟

ما يخفيه الكثيرون من عارفي "دهاليز السياسة"، هو الموقف الأميركي بهذه القضية، إذ إن الولايات المتحدة تضع شروطًا للتعامل مع أي حكومة مقبلة، حيث أنّ للعقوبات الأميركية تأثيرًا كبيرًا على الوضع الإقتصادي في لبنان، كما أن الفساد المستشري في لبنان هو ليس وليد اليوم لنحمّله المسؤولية الكاملة للإنهيار الإقتصادي، دون أن نغفل الأثر الكبير للعقوبات الأميركية على أشخاص وكيانات مرتبطة بحزب الله.


الإدارة الأميركية، كما يبدو، اتخذت قرارًا واضحًا بمحاصرة حزب الله، وذلك بعد "فائض القوة" الذي اكتسبه عبر السنين وانخراطه بمعارك وحروب الإقليم، عبر الخنق الإقتصادي له بعد أن بدأت بإيران بعيد انسحاب الرئيس ترامب من الإتفاق النووي مع إيران، والقرار بإرجاعها إلى "حدودها الطبيعية" عبر مجابهتها وأذرعها في العراق وسوريا، ومؤخرًا في لبنان.


يكشف مراقبون عن أن الإدارة الأميركية تشترط تضمين البيان الوزاري لأي حكومة تكنوقراط قادمة في لبنان التزامًا بتطبيق القرارين الدوليين 1559 و1701، بالإضافة إلى ضمان عدم تدخل حزب الله بموضوع ترسيم الحدود، وهذا ما بحثه الإجتماع الثلاثي الذي عقد في العاصمة الفرنسية بين مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو ومسؤول دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية ديفيد شينكر ونظيره البريطاني، حيث كان موقف شينكر متصلبًا لجهة معارضة واشنطن لوجود حزب الله بأي حكومة مقبلة، بعكس الموقف الفرنسي الذي يسعى لحكومة تضم جميع الأفرقاء بمن فيهم حزب الله ولو كانوا من الإختصاصيين، وذلك بحسب مصادر الهديل.


الأمور وبحسب المصدر، مرجحة إلى مزيد من التصعيد السياسي، وذلك بالمؤشرات التي ظهرت من الموقف الروسي الداعم لحزب الله ورئيس الجمهورية، ومحاولة فرنسا إعادة الاستقرار التام إلى لبنان، والتصلب الأميركي بالموقف تجاه حزب الله، دون إغفال الدور الإيراني في لبنان والمنطقة.


وعن إمكانية لجوء حزب الله وحلفائه إلى تشكيل حكومة لون واحد، استبعد المصدر أن يلجأ الحزب إلى هذه الخطوة باعتبار أن أي حكومة "مواجهة" ستحول لبنان إلى غزة ثانية، وهذا ما لا يتحمل حزب الله مسؤوليته، خصوصًا أنه لن ينال غطاءً سياسيًا حتى من الإيرانيين.


واعتبر مراقبون مطلعون أن حزب الله والإيرانيين قد يراهنون على عامل الوقت، والنفس الطويل، بانتظار طارئ ما على خط طهران- واشنطن إن حصل..