انطوان سعادة- الوضع المالي والاقتصادي في لبنان ليس وليد الساعة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 20, 2019

ان الوضع المالي والاقتصادي في لبنان ليس وليد الساعة ولا الصدفة ولا انتفاضة الثورة ولا نستطيع تحميله للناس المتواجدين على الطرقات وفي الساحات ونتهمهم بإفساد الوضع النقدي والاقتصادي وتدهور الوضع المصرفي.
من اربع سنوات او لاصدقكم القول ان السياسة المالية والنقدية وخاصة المصرفية في لبنان سياسة هرمة متهالكة اكل الدهر عليها وشرب
يعني كل مفهومنا عن المصارف والنقد مبني على سياسة التحفظ والرفض على مبدأ من لا يعمل لا يغلط
نعود الى اربع سنوات ونرى ان المشكل بدا عندما قررت الدولة تخفيض الدعم على القروض المنتجة (سياحة صناعة زراعة تكنولوجيا) وهي القطاعات الأساسية في اي اقتصاد وخاصة الغير متكل على النفط
بدأت أسعار السلع بالصعود مما ادى الى بداية انكماش التصدير
الى ان أوقفت الدولة كامل الدعم مما ادى الى تخبط وضياع في هذه القطاعات وخسارات بالجملة وبداية رحلة الإفلاسات بظل اهم قانون افلاس بالعالم يعني أسوا قانون عرفه التاريخ
وأيضا إكمالاً في نحر الاقتصاد اتخذ اخطر قرار واعبطه
إيقاف تام للقروض السكنية
القطاع السكني اهم قطاع بالاسواق يرتبط به ٣٧ قطاع بالمباشر وكل القطاعات بغير المباشر
ضرائب جديده مما يشل القدرة الشرائية عند الناس وتنخفض جباية المالية فورا الى خطوطها الحمر كمن يطلق الرصاص على قدمه
الى ان وصلنا الى وضعنا الراهن وبدات الإشاعات تصب على القطاع المصرفي مثل الشتأ وكل هذا ممنهج لضرب هذا القطاع الذي يوظف ما يقارب ٣٠ الف مما ادى الى نوبة هلع عند الناس وزاد منسوب السحوبات
والاخطر كان ما يشاع عن الهار كات الشهيرة من دون ان تدري الناس ما المعنى لهذه الكلمة واين تستعمل
الهار كات تقتطع من الديون ومن الفوائد وليس من الودائع الا في حال افلاس المصرف
المهم ان تكون الناس واعية وتتصرف بمسؤولية وان لا تساهم بسقوط هذا القطاع فقط بالاستجابة للشائعات.

انطوان سعادة- خبير مصرفي ومالي