ميشال جبور- عندما ساورتنا الفتن...

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 14, 2019

سنقول اليوم كفى، سنقول اليوم كفى وألف ومليون كفى...سنقول كفى لمن يسمون أنفسهم قادة المسيحيين...للأسف... عدنا لنتكلم بواقع طائفي مرير، لأن ما جرى في اليومين الأخيرين إنما يصب في قناة الفتنة المسيحية-المسيحية...
القوات والتيار،وقصة إبريق الزيت التي لم تحلها التسوية الأخيرة... التيار وحراك الثورة والذي احترنا فيه من هو صاحب المطالب...
البارحة مساءً، بدا وكأن من زرع بذور الفتنة بدأ بحصادها، كان قد سبق ذلك تبادل اتهامات، ومظاهرة مقابل مظاهرة، وشعارات مقابل شعارات... وكل ذلك للأسف مخاضه في الساحة المسيحية وعلى سبيل المثال لا الحصر ساحة جل الديب المتنازع عليها من قبل كل الأطراف حتى وصل الأمر اليوم إلى إطلاق نار... وكأن القادة المسيحيين لم يتعلموا أي شيء من تاريخ حروبهم العبثية على بعض، وكأن القادة المسيحيين لم يشبعوا من تحليل دماء بعض... وكأن القادة المسيحيين لا يستسيغون سوى خرافات دراكولا ومجازر الهنود الحمر كأمثلة ليحكموا بها شعوبهم... وكأنك يا زمن عدت على عودك ببعض الزعماء الذين لا يرضون إلا عندما يسيل الدم أمامهم...
قادة مسيحيون... كلمة كبيرة عليكم... أنتم "زعران" وفي كل مرة تتاجرون بشعبكم وبمواجع شعبكم وتضربون الأخماس بالأسداس لحسابات ضيقة وصغيرة... تشعلون الحروب الأهلية لكي تبقوا أمراء فوق جثث الشباب المسيحي... كفى... وصلتم إلى الدُرك الأسفل من السفالة المقيتة والخبث العفن ورأيتم فرصتكم في ركوب موجة المطالب والأوجاع في الشارع فدنستموها... هذا إجرام يندى له الجبين، نكركم أهل الحراك فتسللتم فيه كفيروس عابق برائحة الموت وبدأتم ببخ السموم وتنتظرون اللحظة المناسبة لكي تغرسوا أنيابكم في اعناق المسيحيين مجدداً... خسئتم... أنتم مكشوفون...أنتم عراة... وسيبصق التاريخ في وجهكم...
البارحة مساءً، استشهد عريس الثورة علاء أبو فخر فهرع وليد جنبلاط وبكلمتين ساد الهدوء وهدأت النفوس في الشارع الدرزي الذي كان على موعد حار مع الفتنة والفوضى ولكن على ما يبدو رجالات الدروز صنديدون... أما رجالاتنا فيحاولون بشتى الوسائل تقسيم وتفريق الناس بدوافع سياسية وتجييش سياسي واجتماعي وطائفي الى أن يتحول الشارع المسيحي الى مغارة سوداء وغابة وحوش... وعندها فقط يهنأ لهم العيش...
قولوا لنا، لو خرج المشهد في ساحة جل الديب اليوم عن سيطرة القوى الأمنية والفعاليات الإجتماعية هل كان باستطاعتكم أن تقفوا كوليد جنبلاط وقفة واحدة لدرء الفتنة وهو يستحق التحية والثناء لما فعله... هل كنتم ستظهرون في الشارع بين الناس لكي تهدأ النفوس... سنقول لكم لا وألف ومليون لا، لا أنتم ابطال هذا الزمن كما لم تكونوا ابطالاً في سابق الزمن.
لقد ملئتم جيوبكم أموالاً...هجرتمونا وتريدون تهجيرنا مجدداً... تريدون احتكار السلطة والكراسي يا جبناء تخافون من النزول عن عروشكم كي لا تلقون العقاب... تريدون شرذمتنا لكي نذبح بعضنا البعض، ألم تشبعوا حروب إلغاء وتقسيم مناطق وحواجز خوات... تريدون التوطين على حسابنا، ألم يكفي ما قبضتم من أموال وسرقتم ونهبتم وأنتم تدعون العفة وتستترون بمسيحيتكم، أنتم كالدجال الأعور... أنتم كزعماء العصابات... كارتيل الموت...لم تنجزوا سوى الموت ولم تحصدوا سوى القتل في وطن القداسة... أنتم رخيصي النفوس وضعفاء الإيمان وفاقدي الشرعية أمام الشعب.
أضرمتم فينا نار الحرب لكي تقتاتوا على اجسادنا والآن عدتم لنفس النهج العقيم الذي لم يجلب سوى الموت والخراب وبكاء الأمهات.
لم تشبعوا من صفير الرصاص... لم تشبعوا من جنازات الشباب المسيحي... لم تشبعوا من دماء المسيحيين...
صحيح أن وليد جنبلاط له ايضاً باع طويل في الحرب الأهلية وربما له من الفساد ما يمد للعين والنظر... لكنه يوماً لم يقتات على ابناء طائفته بل حمى وحامى عن قومه في كل خطوة، والبارحة قال لهم نعود سوياً إلى الدولة ولا خلاص لنا إلا بالدولة... فأين أنتم يا من تدعون قيادة المسيحيين، أنتم قد تنكرتم لتعاليم المسيح منذ زمن بعيد وانضممتم الى لصوص الهيكل...
إتقوا الله وكفوا أيديكم عن الشارع المسيحي، لا تحاولوا تحريف أو إستنساخ الثورة، لا تسرقوا حلم الشاب اللبناني كما سرقتم أحلام اللبنانيين في ما مضى...
أيها المسيحيون الموجوعون أبقوا في الساحات وطالبوا بأعلى ما أوتيتم من قوة بحقكم وتمسكوا بإخوتكم في لبنان وانبذوا كل من يحاول أن يتسلل إلى ثورتكم وكل من يحاول تحريفها وكل من يحاول تشويهها وأقطعوا عليه الطريق، ولا تنتظروا شيئاً من قيادات فاشلة تتقاذف التهم وتمتطي ظهوركم لكي تحافظ على عروشها وإن فشلت أيضاً تعيد الزمن إلى الوراء فتعود الفتنة...ويعود الرصاص والقتل والدم...