عاصي الحلاني: فقدت الذاكرة ليومين ولن أعتزل ركوب الخيل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 10, 2019

يستعد النجم اللبناني عاصي الحلاني لطرح أحدث ألبوماته الغنائية مع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد أن انسحب من الموسم الجديد من برنامج The voice، الذي يعتبره بيته وأفضل برنامج مواهب غنائية شاهده خلال حياته. في حواره مع "لها"، يتحدث عاصي عن الحادثة الأليمة الأخيرة بعد سقوطه عن صهوة جواده، وتفاصيل ألبومه الجديد، ورأيه في لجنة تحكيم The voice الجديدة، وتعليقه على احتراف نجله الوليد الغناء، وإمكانية مشاركته في عمل جديد مع الفنان مروان خوري.


- "أبو الوليد" نودّ أولاً الاطمئنان على حالتك الصحية بعد الإصابة التي تعرّضت لها إثر سقوطك عن صهوة جوادك.

الحمد لله، لقد تماثلت للشفاء التام، ربما كانت المشكلة الصحية في الأيام الأولى التي تلت الإصابة، حيث فقدت الذاكرة ليومين، وبدأت أسترجعها شيئاً فشيئاً، وأنا اليوم في أفضل حال، وأستعد حالياً لإحياء عدد من الحفلات الغنائية، لعل أبرزها حفل في المملكة العربية السعودية وآخر في مصر.

- هل ستتخلّى عن ركوب الخيل؟

بالتأكيد لا، فركوب الخيل هوايتي المفضلة، وما من أحد يستغني عن هوايته، والخطر لا يقتصر على ممارسة الفروسية، إنما يمكن أن يتأتى من أي نشاط رياضي آخر.

- هل توقعت أن يزورك شخص معين ولم يفعل فخاب أملك...

لم يحدث شيء من هذا القبيل، فجميع أصدقائي وزملائي في الوسط الفني وخارجه تواصلوا معي للاطمئنان عليّ، ومنهم من زارني في المستشفى والمنزل.

- لماذا تأخرت في طرح ألبومك الجديد مع شركة "روتانا"؟

لقد انتهيت فعلاً من تسجيل أغنيات ألبومي الجديد، وكان من المقرر أن يُطرح عقب شهر رمضان الكريم، لكن بعد الاتفاق مع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" اتفقنا على أن نطرح أغنية "سينغل"، ونؤجل إصدار الألبوم لبعض الوقت، لكي نفسح في المجال لعدد من مطربي الشركة لطرح باقي إصداراتها، وبالفعل أطلقت أغنية "اضحكي"، أما عن موعد طرح الألبوم فمن المقرر أن يكون في منتصف الشهر الجاري أو في آخره، حيث أستعد حالياً لتصوير أغنية جديدة على طريقة الفيديو كليب، لتُطرح بالتزامن مع صدور الألبوم، كما سأعمل خلال الأيام المقبلة على تصوير "بوستر" العمل.

- ماذا عن علاقتك بشركة "روتانا للصوتيات والمرئيات"؟

يشرّفني أن أكون فرداً من أسرة شركة "روتانا"، التي تعاقدت معها منذ ما يقرب الـ20 عاماً، قدّمنا خلالها حوالى 18 ألبوماً غنائياً، فأهم نجاحاتي الفنية كانت معهم، وأعمالنا المقبلة ستكون أكثر نجاحاً، فهذه الشركة الضخمة قادرة على الحفاظ على نجومها، ودائماً توفّر لهم سبل النجاح، ويسعدني العمل معهم.

- ما رأيك بلجنة تحكيم برنامج The voice الجديدة والتي كنت عضواً فيها لأربع دورات متتالية؟

هي فعلاً لجنة تحكيم قوية وناجحة، وتضم أسماء كبيرة، كراغب علامة الذي له باع طويل في هذه النوعية من البرامج، وخاض تجربة أكثر من رائعة في برنامجَي "أراب آيدول" و"إكس فاكتور"، وأحلام وسميرة سعيد ومحمد حماقي الذي شاركنا في الموسم الماضي.

- لماذا لم تشارك في الدورة الجديدة من هذا البرنامج؟

لأن برنامج The voice بالتحديد يخضع دائماً لتغييرات وتجديدات، ليس على نطاق المنطقة العربية فقط، وإنما على مستوى العالم، وهذا العام سيُقدَّم بفكرة جديدة وعنوان مميز، هو "The voice سينور"، بحيث يكون مخصّصاً للمواهب الذين تعدت أعمارهم الستين عاماً، فإدارة قنوات mbc تسعى دائماً إلى التجديد والتطوير، وأنا جزء من mbc، ومن عشّاق "ذا فويس" كمشاهد ومدرّب.

- ما تعليقك على قرار إليسا الخروج من The voice؟

إليسا من أقرب الفنانات إلى قلبي، ويلفتني صوتها وأعمالها الغنائية، وهي لا تشبه أي فنانة أخرى، وهو ما يميزها ويبقيها متربعة على قمة الغناء اللبناني والعربي، وقد تعرّفت إليها من خلال "استوديو الفن"، أي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وربما توطّدت صداقتنا بعد أن اجتمعنا في برنامج "ذا فويس"، وأصبحنا عائلة واحدة، بحيث باتت أليسا قريبة جداً من زوجتي كوليت، وبالتالي تعتبر أولادي "الوليد" و"دانا" و"ماريتا" أفراداً من عائلتها.

- لماذا تتفاعل بحماسة مع كل الأحداث المصرية وآخرها بطولة كأس الأمم الإفريقية التي احتضنتها مصر؟

مصر في قلبي مثل كل اللبنانيين، ولا يمكن أن أنسى انطلاقتي فيها مع بداية تسعينيات القرن الماضي، والحياة الجميلة التي عشتها في مصر وقت تسجيل أغنياتي وألبوماتي هناك، بالإضافة إلى المشاركة في أهم حدثين غنائيين في مصر والوطن العربي آنذاك، وهما "ليالي التلفزيون" و"أضواء المدينة"، حيث كنت أظهر في الحفلة وفي اليوم التالي أجد مئات المصريين في الشوارع يلتفون حولي لكي أتحدّث معهم، فمصر من أبرز عوامل نجاح الفنانين اللبنانيين في العصر الحديث، ولا يمكن أحداً أن ينسى عشق وديع الصافي وفيروز وصباح لمصر، فالعلاقات التاريخية بين مصر ولبنان متأصّلة، وهي قلبي ونقطة ضعفي، وقد فرحت بمتابعة حفلات بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقامها المصريون على أرضهم.

- لماذا تسعى دائماً للمشاركة في مهرجان موازين المغربي؟

أنا أسعى دائماً للمشاركة في كل المهرجانات التي تُقام في الوطن العربي، وليس في موازين فقط، فمن واجب الفنان العربي أن يتواجد في أهم المحافل الفنية العربية، كما أن لمهرجان موازين طابعه الخاص على الصعيدين العربي والعالمي، والفضل في ذلك يعود إلى إدارته الناجحة، ولا بد هنا من أن أوجّه الشكر إلى الملك محمد السادس، الذي يولي المهرجان اهتماماً خاصاً، ونأمل أن تكون مهرجاناتنا العربية كافة بمستوى مهرجان موازين.

- كُرّمت أخيراً أنت والفنان مروان خوري من السفارة اللبنانية في المغرب، متى سنراكما في تعاون فني جديد؟

مروان خوري صديقي وأخي، وتجمعنا علاقة صداقة قوية، وربما كنت من أوائل الذين تعاونوا معه في بدايته كشاعر، قبل أن يصبح شاعراً وملحناً، وأذكر جيداً يوم قدّمنا معاً أغنية "متل الكذبة" عام 1989 في ألبوم "شوق الصحاري"، ومن ثم قدمت معه أغنيتين كشاعر وملحن، وهما "لالي" و"هذا مو عدل" في ألبوم "كيد عزالك"، وأتمنى أن نتعاون في الفترة المقبلة ونبدع معاً في تقديم أجمل الأغنيات.

- لماذا كثُرت المواهب العربية في الفترة الأخيرة في بعض الدول العربية على عكس الفترات الزمنية الماضية؟

السياسة لعبت دوراً مهماً في ظهور عدد كبير من المواهب الفنية في السنوات الأخيرة، بل إن كل دولة عربية تشهد أزمة سياسية، تظهر فيها مواهب جديدة أكثر من باقي الدول، ففي فترة من الفترات كثُرت المواهب من العراق، من سورية، ومن لبنان أيضاً، ولا يمكن أن أنسى موهبة محمد عساف الذي كنت شاهداً على فوزه، فهو أوجد حالة فريدة من نوعها بحيث حظي بتعاطف جميع العرب مع القضية الفلسطينية التي هو أحد نتاجاتها، فالأوضاع السياسية تساهم في ظهور نجوم ومواهب فنية واعدة.

- لماذا تهيمن دائماً الأغنية اللبنانية على المهرجانات العربية؟

الأغنية اللبنانية بألف خير، وانتشارها خير دليل على صحة كلامي، فلطالما خالط الأغنية اللبنانية الجيد والرديء، لكن مع مرور الوقت والغربلة يتلاشى الرديء ويبقى الجيد، ولا يزال هناك عدد كبير من المطربين والمطربات القادرين على الحفاظ على هوية الأغنية اللبنانية، وتقديم الكلمات والألحان الجيدة والهادفة، وحديثي هذا لا يقتصر على الأغنية اللبنانية، بل يشمل تلك العربية أيضاً.

- كيف ربّى عاصي الحلاني أولاده؟

لقد نشأت في الحرب اللبنانية، وكان أبي وأمي حريصين دائماً على تربيتي أنا وأشقائي على المبادئ القويمة، ويهتمّان بتعليمنا وبناء مستقبلنا وإبعادنا ما أمكن عن الوقوع في الخطأ، وما زلت الى اليوم أتذكّر كيف كان والداي يفقدان صوابهما حين أتلكأ في الذهاب الى المدرسة، ولذلك بعد أن تزوجت وكوّنت عائلة، حرصت على تربية أولادي مثلما ربّاني والداي، ولا أنكر أنني أخاف عليهم مثلما كان أهلي يخافون عليَّ، وربما أكثر بسبب تقدم التكنولوجيا.

- ما رأيك بما يتردد عن أن صوت نجلك الوليد أفضل من صوتك حين كنت في مثل سنّه؟

هذا صحيح، فالوليد منذ أن كان في عمر الثلاث سنوات وهو يعيش في مدرسة وبيئة فنية، بعكسي أنا تماماً الذي نشأت في الحرب، ولم أجد شخصاً يُصقل موهبتي الفنية، فالوليد لديه من يوجّهه ويبيّن له الصح من الخطأ، كما أنه يختلط بالشعراء والملحنين والموزعين، ويعيش معي في الاستوديو ويتعلّم كل صغيرة وكبيرة في عالم الغناء، كما أن كبار الموسيقيين يعلّمونه العزف على مختلف الآلات الموسيقية، وأنا أيضاً أساعده في اختياراته الفنية.

- هل تخشى أن يقال إن صوت الوليد أفضل من صوت والده؟

ما من أب أو أم يرفضان أن يكون أولادهما أفضل منهما، فبالتأكيد سأكون سعيداً للغاية إذا فاق نجاح الوليد نجاحي، فهو ابني الوحيد، وعلى مستوى الصوت ربما تكون خامة صوته قريبة من خامة صوتي، لكنْ له تكنيك مميز وشكل خاص في خروج الصوت، فالله سبحانه وتعالى خلق كل إنسان ببصمة صوت مختلفة تماماً عن أي إنسان آخر.

- وماذا عن مشوار ماريتا؟

أنا راضٍ عن كل ما قدّمته ماريتا، وكنت فخوراً جداً حين أطلت في برنامج "ديو المشاهير" وقدّمت مع الوليد أغنية لـ"إندريه بوتشيلي" بأسلوب دفع لجنة التحكيم إلى التنويه بصوتها الرائع.

- ما الذي قصدته زوجتك كوليت خلال استضافتكما في برنامج "توأم روحي" بقولها إنك لا تتحدث كثيراً؟

أنا بطبعي لا أحمل على كتفيّ هموم كل من حولي ولا أُكثر من الكلام، وأكتفي بتحمّل مسؤولية منزلي وأولادي وأشقائي وأعضاء فرقتي، وفي الوقت نفسه لا أنقل همومي الى الآخرين.


لها