قالت مصادر عسكرية أمريكية، إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي بنسبة 100%، إلا أن عناصر التنظيم يتجولون بكل حرية في إحدى المناطق النائية في العراق، وهو ما اعتبرته إعادة تنظيم صفوفه.
وقال مسؤولون عسكريون، إنه بعد أشهر قليلة من فقد داعش آخر أراضيه في سوريا، وبعد أيام من مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في غارة بقيادة الولايات المتحدة، وجد التنظيم ملاذاً آمناً في مكان بعيد غير محكوم في العراق، بينما يتحرك المقاتلون الأجانب عبر الحدود من سوريا، وفقاً لقناة "إن بي سي" الأمريكية.
الحدود السورية وقال الجنرال الأمريكي وقائد فرقة العمل في العراق، ويليام سيلي، إن "المعركة ضد داعش مستمرة، نرى مقاتلو داعش يتنقلون من سوريا عبر مئات الأميال من الصحراء الواسعة، وهدفهم هو إعادة تأسيس (الخلافة) في المنطقة".
في 2014، سيطر داعش على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق، وكان نحو عشرة ملايين شخص يعيشون تحت سيطرته، إلا أن قوات التحالف الدولي أعلنت النصر على التنظيم في مارس (آذار)، ووسط غزو تركيا شمال شرق سوريا الشهر الماضي، أكد ترامب أن الولايات المتحدة هزمت داعش 100%.
تهديد مستمر لكن في تقريرها السنوي، حول العمليات الأمريكية في سوريا، والذي صدر في أغسطس (آب) الماضي، قال المفتش العام بوزارة الدفاع، إن "داعش لا يزال يشكل تهديداً في العراق وسوريا".
وحذر وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس من أن قرار ترامب سحب القوات من الحدود السورية قبل الغزو التركي، قد يؤدي إلى عودة داعش.
يقول المسؤولون العسكريون على الأرض إن ذلك يحدث بالفعل، حيث انتقل داعش إلى واد في منطقة جبلية نائية في شمال العراق.
منطقة غير محكومة وأشار المسؤولون إلى أن قوات البشمركة الكردية تسيطر على الوادي من جهة، والجيش العراقي من جهة أخرى، لكن على طول الخط الفاصل بين الاثنين، هناك مناطق - بعضها بعرض خمسة أميال - لا يقوم أي من الجانبين بدوريات فيها، مما يعطي المتشددين مساحة للتحرك، ويفعلون ذلك بشكل رئيسي أثناء الليل.
وقال قائد قوات البيشمركة الكردية الجنرال سيروان بارزاني: "لديهم بعض الأنفاق وبعض الكهوف، إنهم يتحركون خاصة في الليل، في موقع بعيد على قمة جبل في مخمور يطل على الوادي".
وأضاف البرزاني، أنه هو وقواته يمكنهم رؤيتهم وهم يتحركون، يركبون الدراجات النارية، ويقودون الشاحنات الصغيرة، وحتى سيراً على الأقدام. وعلى الرغم من أن السكان المحليين المتفرقين قد لا يرحبون بمقاتلي داعش، إلا أنهم ليسوا مخيرين.
التاريخ يعيد نفسه وقال اللواء ألكسوس غرينكويش "سيخرجون من تلك المنطقة ليلاً، ويذهبون إلى مدينة أو مزرعة أو قرية وسيحاولون الاستيلاء عليها". في الوقت الحالي، أعداد عناصر التنظيم ليست كبيرة حيث يقدر عددهم بالمئات، وفقاً للمسؤولين الأكراد، إلا أن ذلك يذكّر بوضعهم عندما كانوا مجموعات صغيرة من المقاتلين المصممين على السيطرة. يقول القائد الكردي، إنه يرى التاريخ يعيد نفسه، مشيراً أنه "يمكن القول إنهم في نفس وضع التنظيم في 2012 في العراق، إنه نفس الوضع هناك الآن. لقد بدأوا في إعادة تنظيم أنفسهم".