يوسف بزي - الرئيس والحزب المسلح يطلقان الثورة المضادة.. والساحات تحسم

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 3, 2019


نهار الأحد، ربما يكون البداية العلنية المنظمة والواسعة النطاق لـ"الثورة المضادة". فعلى العكس مما قاله في خطابه قبل ثلاثة أيام: "استغلال الشارع في مقابل شارع آخر هو أخطر ما يمكن أن يهدد وحدة الوطن وسلمه الأهلي"، قرر ميشال عون استدعاء "شارعه" تاركاً لقبه الافتراضي "بيّ الكل"، ليكون مجدداً أباً لتياره الوطني الحرّ وحسب، أو بالأحرى أباً لأنصار جبران باسيل تحديداً.


اليوم ستتم صناعة مشهد "جماهيري" لأصحاب هتاف "جبران باسيل منحبه"، لا بد أن يستعيد المشاركون فيه ذاك الظن القديم بأنهم هم وحدهم المستحقون صفة "شعب لبنان العظيم"، طالما أنهم أتباع المخلّص، الذي تعرض ويتعرض لمؤامرة كونية.


وعلى نحو ما انتهجته عصب "الممانعة" وعلى رأسها حزب الله، في تأليف شعب بوجه شعب غداة التظاهرات العفوية والشعبية التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فعمدت إلى تنظيم حشود أتباعها وأحزابها وميليشياتها في تظاهرات متراصة تحت شعار "شكراً سوريا" (سوريا الأسد طبعاً).. سيتم اليوم استنفار مؤيدي التيار البرتقالي من كل مناطق انتشاره واستدعاؤهم إلى جوار قصر الرئاسة في بعبدا. وسيسهم حزب الله بكل ما يمتلكه من قدرة تجييرية وتعبوية على رفد هذا "الزحف إلى قصر الشعب" (حسب رطانة عونية قديمة) بحشوده المنضبطة والجاهزة دوماً لتلبية "التكليف الشرعي".


وإذا كانت ليلة السبت الاستثنائية في طرابلس خصوصاً، وفي صيدا والبقاع أيضاً، على هذا القدر من الزخم، فمن المرجح أن تخرج الناس من بيوتها إلى الساحات في كل مناطق لبنان، وخصوصاً في بيروت، ليس فقط تلبية لدعوات ناشطي الانتفاضة لتجديد التظاهرات ابتداء من بعد الظهر وإلى آخر الليل، إنما كرد فعل على المشهد الذي سيرونه هناك ظهراً بالقرب من قصر بعبدا.


ما سيحدث ظهراً سيكون مغذياً ومحفزاً وصانعاً رغماً عنه لما سينبثق بعد الظهر ومساء.

وعلى هذا، ستفرض السلطة وحزبها المسلح "حقيقة سياسية" مؤداها شطر الجمهورية والشعب شطرين متقابلين، وستبدأ من حينها المناورة إياها، في نسخة تكرارية لما اختبرناه منذ ربيع 2005، مع اختلاف جوهري أساسه أن انتفاضة تشرين 2019 هي خروج من أنقاض 14 آذار ومن خرائب 8 آذار. هي خروج جذري على النظام وعلى السياسة. وهي لهذا السبب لن تكون "شارعاً مقابل شارع". أو هذا ما نأمله بعد ظهر الأحد وإلى آخر الليل حين يأتلف "شعب لبنان العظيم" موجة هادرة واحدة.
أحدٌ مصيري ولا شك.


المدن