انهارت "قوات سوريا الديموقراطية" بشكل مفاجئ، ليل الأحد/الإثنين، بعد خسارتها عشرات القرى والبلدات شرقي نهر الفرات لصالح قوات "الجيش الوطنية" المدعومة بقوات تركية، بحسب "المدن".
وسيطرت قوات المعارضة على مدينة تل أبيض شمالي الرقة، وبلدة سلوك، بالإضافة لقرى تل خنزير وخربة البنات والبالوجية والعزيزية والمرورية وأبو الصون في محور مدينة رأس العين. وتمكنت من السيطرة على طريق رأس العين-تل تمر وقطعه. وفي محيط تل أبيض، وصلت قوات "الجيش الوطني" إلى الطريق الدولي حلب-الحسكة "رودكو" بالقرب من بلدة عين عيسى، وتمكنت من قطعه قرب قرية الشركراك، لتقوم بتقطيع أوصال مناطق سيطرة "قسد" في محيط مدينة عين العرب "كوباني".
اشتداد وتيرة المعارك، دفع "قسد" لعقد اتفاق مستعجل مع النظام، برعاية روسية، يقضي بدخول قوات النظام ومليشياته إلى المناطق الحدودية في كل من عين العرب "كوباني" ومنبج والقامشلي.
مصدر عسكري من "قسد" قال لـ"المدن"، إن الاتفاق يقضي بتسليم قوات النظام نقاط المواجهة مع المعارضة شمالي منبج، ونقاط المواجهة ضد قوات عملية "نبع السلام" في محيط مدينة عين العرب "كوباني"، وفي القامشلي، على أن لا تسيطر قوات النظام على مراكز تلك المدن.
وأشار المصدر إلى أن بعض قوات النظام دخلت بالفعل نقاط رباط ضد "الجيش الوطني" شمالي منبج، وتسلمت بعض النقاط بشكل كامل، مع بقاء مسؤولي النقاط من "قسد".
وأكد مصدر عربي في "قسد"، لـ"المدن"، أن 60 عنصراً من قوات النظام تمركزوا في نقاط عرب حسن وأم جلود والدنغل في مواجهة قوات المعارضة، ولكن بأسلحة خفيفة فقط. وأوضح المصدر أن "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد"، سحب عناصر الرباط على خط الساجور، واستبدلهم بعناصر من قوات النظام.
بدورها، منعت القوات الأميركية دخول رتل عسكري لقوات النظام حاول الانتشار في خط الساجور بسلاحه الثقيل من جهة بلدة العريمة.
ووفقاً لمصادر "المدن"، فإن القوات الأميركية لم تنسحب حتى اللحظة من مدينة منبج، وتتمركز بقواعدها بشكل اعتيادي، وهو ما يشير إلى أن الاتفاق مع قوات النظام "شكلي" حول منبج، على غرار ما حدث في مدينة عفرين أثناء عملية "غصن الزيتون".
وأكدت مصادر "المدن" أن قوات للنظام دخلت مدينة الطبقة، وتوجهت شمالاً فجر الاثنين، ومن المتوقع أن تتسلم نقاطاً مواجهة لـ"الجيش الوطني" في بلدة عين عيسى، وفي محيط عين العرب. وأشارت المصادر إلى أن تلك القوات هي عبارة عن 200 عنصر من مليشيات "الدفاع الوطني" بلا عتاد ثقيل، ترافقهم فقط عربات دفع رباعي.
من جانبها حشدت قواع المعارضة من الجيش الوطني قواتها على الحدود الشمالية لمدينة منبج، كما قصفت المواقع التي سلمتها "قسد" للنظام بقذائف المدفعية. ومن المتوقع ان يشن "الجيش الوطني"، الإثنين، عملية باتجاه مدينة منبج، لطرد "قسد" منها، وضمان عدم تسليمها للنظام.
ودخلت ثلاثة ارتال عسكرية تركية ضخمة، ليل الأحد/الإثنين، بهدف تعزيز نقاط خط الساجور، وضمت عشرات الدبابات ومئات العناصر، وجسور اضافية لتسهيل العبور فوق نهر الساجور.
وقال قيادي من "الجيش الوطني" لـ"المدن"، إن دخول النظام إلى منبج هو "مسرحية"، وخلال الساعات المقبلة "سنشن هجوماً كبيراً للسيطرة عليها، لقد إتضحت حقيقة قسد الآن للجميع أنها الوجه الآخر لنظام الأسد ومليشياته". وأشار القيادي إلى امكانية تنفيذ هجوم باتجاه مدينة عين العرب، أيضاً.
وأصدرت "الإدارة الذاتية" تعميماً، صباح الإثنين، جاء فيه: "بناء على مقتضيات المصلحة العامة، ولحسن سير العمل في الإدارة الذاتية يعمم ما يلي:
في ما يتعلق بالاتفاق بين قوات سوريا الديموقراطية والحكومة السورية، هو اتفاق عسكري لحماية الحدود السورية والسيادة السورية ضد الاعتداء التركي. وتتابع كافة الإدارات الذاتية والمدنية السبعة ومؤسساتها أعمالها كما كانت سابقاً فلا تغيير بأي شيء، وتراقب تطورات المرحلة التي نمر بها. يتم شرح هذا الاتفاق لكل العاملين في الإدارات والمؤسسات وحثهم على عملهم في خدمة أهلنا وشعبنا وتقديم العون والمساعدة لهم".