كمال ذبيان- حركة النهضة تقاطع انتخابات القومي وتدعو لانتخاب قيادتها

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 9, 2019



في الوقت الذي يتحضر الحزب السوري القومي الاجتماعي، لانتخابات المندوبين في الوحدات الحزبية، الى المؤتمر القومي الاجتماعي العام الذي يعقد دوريا كل اربع سنوات، وخلال ايار او حزيران المقبلين، فإن حركة النهضة السورية القومية الاجتماعية التي اعلنت عن وجودها قبل حوالى عام في فندق مسابكي - شتورا، وشكلت قيادة موقتة برئاسة يوسف زيدان، فإنها بدأت اجراءاتها لانتخاب قيادة جديدة في 3 تشرين الثاني المقبل، وبذلك تكون اعلنت مقاطعتها للانتخابات في الحزب القومي، وقررت السير بقيام تنظيمها المنفصل عن الحزب الذي يرأسه حاليا فارس سعد.
ويأتي قرار قيادة حركة النهضة، التي بدأت حالة اعتراضية من داخل الحزب، لأنها استنتجت ومن خلال الممارسة والتجربة بأنها لا يمكن تحقيق اصلاح داخلي عبر المؤسسات التي يتحكم فيها قرار فرد هو حاليا بيد رئيس المجلس الاعلى اسعد حردان، والذي تولى رئاسة الحزب لدورتين متتاليتين، وفق ما يؤكد قيادي بارز في حركة النهضة، الذي يكشف ان قرار خروج مجموعة لا بأس بها من قياديين ومسؤولين واعضاء من الحزب، كان صعبا واخذ نقاشا واسعا لسنوات عدة، وجرت محاولات لتغيير الواقع المتردي للحزب من الداخل، لكنها باءت بالفشل بسبب العقلية الفردية المتسلطة على الحزب والذي تحوّل من حزب الامكانات والطاقات الفاعلة، والمتجسدة بمقولة الانسان - المجتمع، الى مجرد تابعين لفرد او افراد، وفق القيادي الذي يشير الى ان النداء الذي اصدرته مجموعة «المعارضة الداخلية» ومكونة من اعضاء مستقيلين من المجلس الاعلى وموجه الى القوميين تحت عنوان «الاصلاح والوحدة» لسنا ضده، وهو يقارب توصيفنا لوضع الحزب وفق ما يقول القيادي، ولكن الخلاف هو حول آلية الاصلاح من الداخل او الخارج، وانشاء حالة نهضوية مختلفة عن ما هو واقع الحزب ومركزه في الروشة.
فالتفاؤل الذي تبديه «المعارضة الداخلية» في الحزب، بإمكانية حصول التغيير من داخل المؤسسات، لم يكن محل تطابق مع وفد من قيادة حركة النهضة، في اثناء جلسات الحوار بينهما، بعد تقديم احصاءات للامناء والمندوبين الذين سينتخبون وهي ما زالت راجحة لصالح القيادة الحالية في الحزب، بسبب عدد الامناء البالغ حوالى 480 امينا، بعد منح نحو 120 امينا خلال ثلاث سنوات.
لذلك لن تشارك حركة النهضة في الانتخابات الحزبية الداخلية، مع ابقاء التعاون مع المعارضة الداخلية، وعدم اقفال الحوار معها، وفق تأكيد القيادي في حركة النهضة الذي يكشف لـ «الديار» عن مؤتمر قومي عام ستعقده في اذار من العام 2020، يسبق مؤتمر الحزب وستشكل لجنة للاعداد له، وباستقبال الدراسات، بحيث ستكون نتائجه مؤثره في عمل حركة النهضة التي تعتمد في انتخاباتها التي اجرتها وستجريها على النسبية وفق معادلة النصف ناقص واحد، وليس ما هو معتمد في الحزب الذي تجري انتخاباته وفق النظام الاكثري، الذي يرفضه في قانون الانتخاب للنظام اللبناني، ويمارسه داخل الحزب في ازدواجية معايير.
فتكوين السلطة في الحزب القومي، هو احد اسباب الصراع عليها، منذ ما بعد استشهاد مؤسسه انطون سعاده، وقد جرت تعديلات دستورية عدة، لم توصل الى نتيجة، وكان الصدام دائما بين رئيس الحزب كسلطة تنفيذية والمجلس الاعلى كسلطة رقابة وتشريع، وان العمل بالدستور الاساسي الذي اعطى القوميين الاجتماعيين على انهم مصدر السلطات هو ما تعمل به حركة النهضة التي ستدعو الى هيئة عامة لانتخاب قيادة جديدة مباشرة في 3 تشرين الثاني المقبل.