ميشال جبور- متى ستفهمون يا حكام لبنان...هذه بلادنا وانتم تحكمونها

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 6, 2019

➖متى ستفهمون يا حكام لبنان...هذه بلادنا وانتم تحكمونها...وليست بلادكم ونحن...مجرد قاطنين فيها➖
في خضم ما يجري الآن في لبنان...ليس هنالك من لبناني واحد يريد للبلد أن ينهار...ليس هنالك من لبناني واحد يريد أن تؤول الأمور إلى أزمات ومفاعيل تدميرية...وبالتأكيد ليس هنالك من لبناني واحد يريد أن يرى تلك الطبقة الحاكمة وهي تتقاذف الإتهامات على فعلةٍ هي اصلاً صنيعتها...كما نشهد الآن من شرذمة وضياع...

في خضم ما يحصل أيها السيد الرئيس العماد ميشال عون، وفي عهدك الذي لطالما انتظره اللبنانيون، وهو لا يخضع لنفس الشروط كعهد الرئيس السابق الياس سركيس الذي ارتضى السكوت بالرغم من صلاحياته آنذاك ، بسبب ظروف حالكة ودامسة كانت تهدد الوطن من الداخل، ليس هنالك من لبناني يريد ان يراك عاجزاً عن ضرب يدك على الطاولة والبت بأمر الفساد على الرغم من أن الطائف قد بتر الكثير الكثير من صلاحياتك لكنك بالنسبة للكثير من اللبنانيين انت ما زلت العهد...والوعد...منذ ما قبل الطائف...
ما هذا الذي يجري؟...ما هذه الفوضى التي تتخابط تارة بحائط سيدر وتارة بحائط القضاء وتارة بحائط...الطائف...
البارحة كانت عجلة الإصلاحات تدق ابواب الناس لتخبرهم عن موازنة مرعبة فيها من الضرائب ما فيها...البارحة كانت هنالك أزمة دولار تنبش حفراً في اقتصاد هو اصلاً مهترئ...والبارحة فقط هنالك من تطاول على سقف القانون...وزراء اتضح انهم فوق القانون ولا يريدون المثول امام القاضي لكي تأخذ العدالة الخجولة في عهدك مجراها...ما الذي أو بالأحرى من هو هذا المدمر الخفي الذي يحتمون به...ويتكالبون على الوطن بمؤامرة خيانة...لا أحد يرد على القانون، القرار القانوني الذي يؤخذ مساءً تمحوه شراهة تجار الأزمات وحيتان المال نهاراً...
الشعب بأكمله على تمام المعرفة انك لا تستطيع ان تواجه العالم لوحدك ولكنه متضامن معك لأنه عرفك منذ زمن الطائف وسمع الكثير من الوعود ويريد ويحق له أن يراها تتحقق...الكهرباء والمياه والنفط والغاز والدين العام واعادة الأموال المنهوبة ووضع يد القانون على الأملاك البحرية وبالتالي كسر يد الفساد وقطع رأس الأفعى التي سممت عقول الحكام فاعتقدوا انهم فوق القانون وبات لا احد منهم يستجيب لمطالب الشعب بل يمعنون في الكذب عليه ويحملونه اضعاف ما يستطيع ان يحمل كاهله فقط لتغطية فسادهم وهدرهم للمال العام...الشعب كله معك في محاربة الفساد وبات يعلم أن بؤرة الفساد ليست في شارع من شوارع لبنان ولا في منطقة ولا في بيوت المواطنين بل عند تلك الطبقة من الحكام الذي ارتضوا السرقة والنهب واركاع الوطن.
تبقى لك دائماً الكلمة الفصل...مؤتمر صحفي واحد...بضع دقائق من الجرأة المعهودة فيك، تشير فيها بملء الفم الى الذين يفسدون في لبنان لكي يفسدوا هذا البلد...مؤتمر صحفي واحد تفضح فيه من سرق ونهب المال العام وخبأه في الخارج لأجل الفوائد وعندما حلّت مصيبة التدقيق المالي وضاق الخناق وانتهى شهر العسل في مصارف الخارج، عاد وحوّل ماله الحرام الى الداخل عبر طرق ملتوية لكي يلتهم اضعاف الفوائد مرة أخرى...حلال وحرام تحت سقف واحد... وصلت بهم الحال الى نهب المال العام هروباً الى الخارج ومن ثم الباس اموال الشعب المسروقة رداء المساعدة دخولاً من جديد لكي يكسبوا اضعافها من حيث سرقوها بالأصل... تباً لحكام ازدهرت اوضاعهم عندما جاعت اوطانهم...هذه مؤامرة منهم ويجب ان يُتهموا بالخيانة العظمى لوطن اعطاهم الكثير ولم يبخل عليهم، أما هم فمصّوا دمه الى آخر قطرة...
أيها السيد الرئيس، ألا يحق لشعبٍ إئتمن بعضاً من هؤلاء الذين يتقاذفون التهم على وطنه أن يعرف من منهم الفاسد الفعلي ومن هو الذي يقوض الإستقرار ويعمل على دك نعش الإقتصاد والمعيشة بالمسمار تلو الآخر وهو يملأ جيوبه من فوائد الغرب...ومن ثم يعود ليملأها من لبنان...كالمنشار ذهاباً واياباً...لقد بنى الفاسدون امبراطوريات لهم وشرّدوا الشعب...تكالبوا على مقدرات الوطن واخفوها في الخارج وعند اول فرصة سنحت لهم تكالبوا من جديد ولبسوا رداء الخديعة وعادوا بالأموال المسروقة الى الداخل لكي يكسبوا المزيد... إنها خديعة بنكهة مال الشعب ويريدوننا أن نمتن لهم لأنهم يضخون المال... والحقيقة أن هذا مال الدولة والشعب المسروق وهم ينقلونه من جيب لآخر... الشعب يعلم والقضاء يعلم والقرار بيدك...
فلترفع الصوت رأفة بشعب لبنان العظيم ولتكن القبطان الذي يتجرأ أن يلقي بكل العبء الفاسد والبضاعة العفنة في عمق البحار والمحيطات...
فلتنقذ السفينة من الذين يضعون نصب اعينهم سرقة الغاز والنفط ومقدرات الدولة عبر مؤامرة كبيرة عنوانها عدم الرضوخ لصوت الشارع والإحساس بنبض خوفه وهلعه، عبر التحايل على النظام المالي اللبناني وخلق أزمات مالية فيما هم المستفيدين الوحيدين من كل ذلك...يبدون كالحمل الوديع ولكنهم ذئاب كاسرة... سرقوا ما سرقوا ومن ثم يريدون أن يسرقوا فائدة سرقتهم المهولة... إنهم الدمار بعينه...ليسوا وديعين مودعين بل شلّة لصوص بربطات عنق جميلة تتقاطر منها اموال الشعب...
الشعب كله سيعود الى حضن الدولة عندما تعود اليه الدولة الذي هو اساس سلطتها، الشعب كله سيكون ضد الفاسد وسينبذه عندما تطلق يد القضاء المعني من مدعي عام مالي وتمييزي وشرطة قضائية لكي يصفعون هؤلاء المتآمرين على الوطن بدل أن نضيع الوقت على فتات فساد ورشوات من هنا وهناك...فلتلاحق الفاسد الحقيقي ألذي أوجد له معاونين ضعيفي النفوس...فعندما تقطع رأس الأفعى ينهار جسدها بالكامل وتكون قد انتصرت على المدمر الذي يتربص بالوطن...
الخلاصة ايها السيد الرئيس ان هذا الوطن هو ملك للشعب الذي هو مصدر السلطة فيه وقد أئتمنكم لحكمه وليس الوطن هو بلد لكم ويعيش فيه الشعب لكي يدفع خوة الذل والمهانة وعتمة المستقبل...
لبنان قطعة من السماء وعليك بالحفاظ عليها...
ميشال جبور