ابتسام شديد- التسوية تجاوزت الخطر

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 6, 2019

كأن شيئا لم يحدث بين المستقبل والتيار الوطني فانتظمت العلاقة بسرعة قياسية بمجرد لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي بدد الحديث عن انهيار التسوية بينهما على خلفية الاشتباك الذي اخذ ابعادا خطيرة تحصل للمرة الاولى بينهما بنبش دفاتر الماضي في السياسة ورمي التهم والمسؤوليات، وبعد ان وجه نائب تكتل لبنان القوي كلاما من الحقبة الحريرية الماضية محملا المستقبل الاسباب في انهيار الدولة ماليا ليرد الجيش الالكتروني للمستقبل على الحملة لاستهدافه بقوة ايضا مما هدد التسوية وجعلها عرضة للشائعات، وذلك ربطا بكلام كثير سيق ايضا عن غياب رئيس الحكومة عن تظاهرة الأحد وتلقي رئيس الجمهورية وحده تبعات التظاهرة مع فريق التيار الوطني الحر وما نسب عن كلام من بعبدا عن «كسل» رئيس الحكومة او ما نقل عن شكوى حملها رئيس الحكومة الى الرئيس الفرنسي عن تقاعص وعرقلة لخططه الاقتصادية.

واذا كان ما حصل من توتر بين الطرفين مرده الى الظروف السيئة او «القطوع» الذي مرت به البلاد ودفعت كل من المستقبل الى تقاذف المواقف تجاه بعض بهدف تبرير عدم الفشل فان الاسباب التي دفعت لترميم العلاقة بين السراي وميرنا الشلوحي متشعبة.

مصلحة البلاد هي وفق اوساط الطرفين الدافع الاول، فالازمة الاقتصادية متلازمة للسياسة والعكس صحيح فاهتزاز الليرة ومعالم سقوط الدولة اقتصاديا التي لاحت في الأفق ولدى الرأي العام والاقتصاديين أدت الى تأزيم العلاقة بين التيارين الأزرق والبرتقالي وكاد سقف التسوية ينهار فوق التفاهم بين السراي وبعبدا، كذلك فان اهتزاز الصورة السياسية والتفاهمات بين الرئاستين مؤشر خطير ينعكس على الوضع الاقتصادي ايضا من هنا سارع كل من الفريقين للملمة خلافاتهما لتدارك الأسوأ.

وما حصل من الغاء لقاء مقرر لوزير الخارجية في مركزية المستقبل في ظل الظروف التي حصلت كان امرا طبيعيا بعد ان توسع الخلاف بين الطرفين ووصل لاتهام المستقبل للتيار بانه كان شريكا في الحكم ويتحمل المسؤولية نفسها وصولا الى ما ساقته قيادات متشددة في تيار المستقبل من كلام بدون ضوابط عن رئيس التيار الوطني الحر وعن التسوية المترنحة وما قدمه رئيس الحكومة من تضحيات سياسية لم تأت لمصلحته.وكان من الطبيعي ايضا ان يبادر رئيس الجمهورية لاستنفار فريقه للدفاع عن العهد ضد هجوم المستقبل واستهداف العهد من قبل جهات اخرى واصدار التعميم باحالة من يعرض سمعة الدولة المالية الى القضاء.

وفق المستقبل فان التسوية تشهد طلعات ونزلات وان التفاهم مع التيار الوطني الحر يخضع احيانا لتجاذبات حول ملفات وعلى طريقة القطعة فهناك موقف خاص لكل فريق بعيد عن التفاهمات العمياء وما حدث في الجلسة التشريعية من انقسام في موضوع انمائي يعبر عن موقف مختلف بطريقة مقاربة بعض الملفات لكن رئيس الحكومة لا يريد تعريض البلاد لانتكاسة في هذه اللحظة الاقتصادية الخطيرة خصوصا انه قدم تنازلات كبيرة في السياسة ولا يزال حريصا على تسهيلات انقاذية تؤمن استمرار الحكم والشراكة مع الرئاسة الاولى.

تعرض رئيس الحكومة لضغوط من رسالة الدولار الى قضية نيويورك تايمز من العام 2013 التي أعيد فتحها في توقيت مقصود تسهيلات الحريري وتعاونه السياسي مع حزب الله ورئاسة الجمهورية لارباك الوضع اللبناني واخضاع الدولة لكن كان هناك حرص على ابعاد التسوية عن التجاذبات.

واذا كان رئيس الحكومة مصر على ان ليس هناك تسوية منهارة ليعاد ترميمها وان «لا شيء من هذا القبيل ، فان ما يحصل وفق مسؤولين لدى الفريقين تجاذب طبيعي بين حزبين كبيرين لديهما قواعد واسعة وجمهورين مختلفين، وليس اكثر من خلاف صبياني عندما تصل الامور الى التراشق على مواقع التواصل

بدون شك فان هناك حاجة للطرفين في التعاون وطي اي صفحة خلافية فنجاح العهد يعني استمرار الحكومة واستقرار الوضع الحكومي يؤمن الاستمرارية للحكم والعهد القوي والتسوية وفق اوساط سياسية مضمونة في السنوات الثلاثة المتبقية من عمر العهد ولو ان التيار والمستقبل كما السراي وبعبدا تفرقهما الاستراتيجيات السياسية ولكن يجمعهما التفاهمات التكتيكية لضمان البقاء في الحكم.

الإلغاء

كشف مصدر رفيع في تيار «المستقبل»، أن أسباب إلغاء لقاء الوزير جبران باسيل مع كوادر من «التيار الأزرق»، ليس الكلام الذي صدر عن النائب زياد أسود، بل بسبب مواقف باسيل نفسه.