ابراهيم ناصر الدين - «بروفة» اميركية «فاشلة» وباريس تنصح: «لا تلعبوا بالنار»

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 3, 2019

لا استقالة لرئيس الحكومة سعد الحريري، ولا ضغوط عليه «للرحيل» من السلطة، لان احدا في الداخل او الخارج لا يملك ترف ادخال البلاد في المجهول- المعلوم اي «الانهيار»، ولا احد ايضا يملك ترف الاستمرار في «لعبة» اضعاف العهد لاسقاطه لان اخفاقه يعني حكما السقوط في «الهاوية»..ولا امكانية للاستمرار في «استهداف» حزب الله بمعزل عن حصول اضرار كارثية. هذه خلاصة واقعية «لاسبوع الآلام» الاخير، ما يطرح علامات استفهام حول اسباب ما حصل في الايام القليلة الماضية؟

تجزم مصادر وزارية بارزة، بان التطورات المتلاحقة خلال الاسبوعين الاخيرين كانت بمثابة «بروفة» او «جس نبض» مارسته واشنطن كاختبار عملي «للخيارات» البديلة في حال واصلت ضغوطها على حزب الله، لكن النتائج لم تكن ايجابية، وهذا ما انعكس عودة الى «لغة العقل» داخليا حيث ستترجم بخطوات تزيد من «جرعات» التفاؤل الايجابي على المستويين السياسي والاقتصادي، وهذا يعني حكما المزيد من تحصين التسوية السياسية بين بعبدا والسراي الحكومي بعدما اكتشف الطرفين استحالة حصول «الطلاق» في هذه المرحلة الدقيقة، مهما كانت الضغوط الخارجية قوية، وهو امر سيتم التشديد عليه خلال خلوة جانبية بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قبيل جلسة مجلس الوزراء اليوم،حيث ستحصل «الصيانة» المطلوبة كما يدرس الحريري نصيحة بعض مستشاريه بضرورة الخروج عن «صمته» بعد الجلسة او خلالها للرد على اكثر من نقطة مركزية اثيرت خلال الايام القليلة الماضية، وخصوصا طبيعة علاقته مع الرئاسة الاولى، وما رافقها من حديث عن «نميمة» امام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فضلا عن الحملة الشخصية ضده..

وفي هذا السياق، تشير تلك الاوساط الى ان «الخضة» الاقتصادية «المفتعلة» لم تكن سوى «بارومتر» راقبت من خلاله الولايات المتحدة الاميركية ردات الفعل على رفعها لسقف العقوبات على حزب الله و«بيئته الحاضنة»، فالمناخات السلبية في البلاد لم تات من «فراغ» وثمة «جوقة» معروفة الهوية السياسية طلب منها مواكبة العقوبات المفاجئة على «جمال ترست بنك» التي ادت الى تصفيته، باثارة «الهلع» في الاوساط المصرفية والنقدية حيال ما يمكن ان تقدم عليه واشنطن من خطوات خصوصا ان هذا الفريق السياسي المحسوب على واشنطن تقصد تعميم اجواء سلبية من خلال الحديث الممنهج عن عقوبات باتت «قاب قوسين او ادنى» وهي تستهدف حلفاء حزب الله وتم التركيز على الحلفاء المسيحيين اي التيار الوطني الحر اكثر من غيره.. ترافق هذا الامر مع تاخير غير مفهوم في معالجة ازمة «شح» الدولار في الاسواق، وحديث ثبت عدم صحته عن تهريب الدولار الى سوريا، تزامنا مع زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركي الى بيروت واعلانه عن «استراتيجة» «خنق» حزب الله مطالبا اللبنانيين بالمساعدة على ذلك... هذه المناخات دفعت الرئاسة الاولى الى «الاستنفار» لانها تدرك ان العهد ليس وحده مستهدفا، و«السقوط» هذه المرة يعني انعدام اي فرصة «للقيامة» مرة جديدة..

ووفقا للمعلومات دخل الفرنسيون بقوة على خط الاتصالات مع الاميركيين «لتهدئة» «اللعب» قليلا بعدما ثبت خلال الايام القليلة الماضية ان «العبث» على الساحة اللبنانية لن يصيب حزب الله وحده بل سيدخل البلاد في «فوضى» كارثية بنتائجها العابرة للحدود، وعبر الفرنسيون عن رفضهم استخدام بيروت «صندوقة بريد» تعويضا عن اي ساحة اخرى ونصحوا واشنطن بعدم «اللعب بالنار»..وفي الانتظار تبقى «الكرة» في «ملعب» واشنطن التي اكتشفت ان ما حصل كان «بروفة» فاشلة و«استهداف» حزب الله سيؤدي الى انهيار «السقف» فوق رؤوس الجميع»...فهل ستعدل ادارة ترامب استراتيجيتها؟

وفي الانتظار، فان المعطيات الواقعية في بعبدا، لن يحصل انهيار مالي واقتصادي ولا شيء تغير عن الاشهر السابقة، ولذلك لا داعي للذعر، لكن هذا «التفاؤل» مشروط بعمل جدي من قبل الجميع ومن لا يريد مواكبة عملية «الانقاذ» عليه الخروج من الحكومة وعدم لعب دور «حصان طروادة» من خلال «التخريب» من الداخل. وفي الخلاصة، فان العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة محكومة بالتعاون والاستمرار بالتسوية لانه لا خيارات بديلة، ثمة عمل دؤوب يجري «لصيانة» العلاقة بين تيارالمستقبل والتيار الوطني الحر بعدما «اهتزت « مجددا وجاء تأجيل لقاء الوزير جبران باسيل مع كوادر التيار «الازرق» لتهدئة النفوس وعدم «صب» «الزيت» على «النار».. في المقابل يقف «الثنائي الشيعي» «صامتا» يراقب تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الازمة ويحاول من وراء «التسار» «تبريد» الاجواء لمواجهة حملة الضغوط الاميركية - السعودية التي طالت «شظاياها» رئيس الحكومة «المكبل».