خاص- بعد الدعوات لنزع الصليب... الوضع بين بشري وبقاعصفرين واقف ع "صوص ونقطة"

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 24, 2019

خاص- الكلمة أونلاين
ميراي خطار

عند الحديث عن بركة مياه وترسيم حدود بين بلدتين أو قضاءين لا تبدو لكَ المسألة أكبر من قضية انمائية بسيطة تحل بالطرق القانونية السلمية أو حتى بالطرق القديمة المعترف عليها أي "الصلح" بين البلدتين عبر المخاتير أو العقلاء والحكماء من الطرفين، ولكن عندما تغوص أكثر في التفاصيل يتبين أن القضية أعمق من ذلك وأن المسألة بين بشري وبقاعصفرين تتعدى مسألة بركة مياه و"مد نباريش"، وتصل الى "قلوب مليانة" في الحد الأدنى بين شبان المنطقتين ما يدفع البعض منهم الى القيام بأعمال فردية لا يغطيها أحد كالذي حصل أمس في القرنة السوداء وتهديد البعض بنزع الصليب الموجود في أعالي القمة.

الكلمة أونلاين وقفت عند وجهتي النظر واطلعت من رئيس بلدية بشري فريدي كيروز ورئيس بلدية بقاعصفرين كنج علي على تداعيات ما حصل وعلى آخر ما توصلت اليه الأمور بين القضاءين خصوصا بعد دخول الرئيس نبيه بري على الخط، في وقت أن الظاهر يشير الى أن المواقف المعلنة تأخذ في الاتساع والجدل يكبر.

كيروز وفي حديث الى الكلمة أونلاين شرح أن المقاربة يجب أن تكون بيئية بامتياز فالقانون اللبناني سنة 1998 منع على أي جهة الحفر خارج أو في باطن الأرض على ارتفاع أكثر من 2400 متر، لان ذلك يؤثر على المياه الجوفية، مشيرا الى أن الرئيس سعد الحريري كان طلب سابقا اجراء دراسة بيئية جيولوجية واتخذ بموجب نتائجها قرارا باعطاء بركة لبشري واخرى لبقاعصفرين على علو 2400 متر في وادي الدبة وليس في المنطقة التي يتم الحفر فيها اليوم والتي تصل الى علو 2700 متر، لافتا الى أن البركة التي يتم العمل عليها اليوم تأتي بالضرر على كل أهالي المناطق والأقضية المجاورة وخصوصا على أهالي الضنية.

اما فيما خص طلب ترسيم الحدود، قال رئيس بلدية بشري للكلمة أونلاين أنه اجراء عادي هدفه التخفيف من المشاكل ولتقدم كل بلدية مستنداتها لدائرة الشؤون العقارية وتأخذ حقها، وأضاف عشنا مع اهلنا في بقاعصفرين آلاف السنوات من دون أية مشاكل ولكن الأمور الاستفزازية التي تحصل والتي لا قيمة لها هي التي تعكر صفو الهدوء بين البلدتين، سائلا عن موكب سيارات الجيب المؤلف من 100 سيارة تقريبا الذي قصد القرنة السوداء أمس؟ وماذا عن الدعوات عبر الفايسبوك لازالة الصليب عن نقطة القرنة؟ علما ان احدا لا يمكن ازالة الصليب لأنه كرامتنا وعزتنا كما قال.

كيروز أكد أن المنطقة المتنازع عليها أصبحت الآن منطقة عسكرية ومن غير المسموح لأحد التوجه اليها، وقال نثق بالجيش وبقائده العماد جوزيف عون ونثق بأن القيادة ستجد من يحاول إثارة النعرات الطائفية وبأنها ستتخذ الاجراءات المناسبة بحق صاحب المنشور على فايسبوك والذي يحرض على نزع الصليب.

كيروز واذ أكد السير بالمسار القانون البحت وبحكم القضاء والدوائر العقارية، شدد على ضرورة عدم تصوير الخلاف على أنه طائفي قائلا هناك نقطة اختلاف يجب على الدولة حسم الأمر واتخاذ التدابير اللازمة ونحن سنسير بما يمليه علينا القانون.

القانون وترسيم الحدود هو الحل الذي يسعى اليه أيضا أهالي بقاعصفرين، وعلى حدّ قول رئيس بلديتها كنج علي للكلمة أونلاين فإن البلدية سترضخ لنتائج ترسيم الحدود بين البلدتين، وقال ما نريده هو فقط تأمين المياه الى الشعب المحروم لري مرزوعاته، أما ما تقوم به السياسة فهذا لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، وأضاف هدفنا ليس إحداث أي مشكلة مع بشري ولا نريد التصعيد.

علي وفي حديث لموقعنا قال إن أحدا من بقاعصفرين لم يقم بأي عمليات استفزازية الا أن هناك بعض المخربين ومن يريد احداث فتنة في بشري، وقال من جهتي أنا مسؤول عن ضبط الأمور ومن سابع المستحيلات أن تخرج ولو حتى رصاصة واحدة من بقاعصفرين باتجاه بشري فنحن نريد المحافظة على العيش المشترك بعيدا عن الدويلات.
رئيس بلدية بقاعصفرين أوضح أن ترسيم الحدود كان قد أجري سابقا ثلاث مرات (2002، 2010، 2014) مؤكدا أن البركة تقع في نطاق الضنية، وبشري تعلم ذلك، مشيرا الى أن وزارة البيئة أصدرت مرسوما بعد دراسة بيئية واقتصادية أجريت في المنطقة وسمحت بحفر البركة لاننا لم نقم بأي شيء مخالف للبيئة.

وفي الخلاصة، يبدو أن الطرفين مقتنعان بأن البلاد يكفيها ما تعاني منه من مشاكل والحل هو بالحوار والوصول الى اتفاق حضاري يرضي الطرفين بعيدا من الاستفزازات التي لا طائل لها، ولكن السؤال من يضبط النفوس المتفلتة التي تسعى وراء الفتنة التي نعرف كيف تبدأ ولكن لا نعرف أين تنتهي.

إشارة الى أن تسمية القرنة السوداء غير صحيحة وقد ترجمت بطريقة خاطئة الى اللغة العربية، والصحيح أنها تدعى بالسريانية "قرنو دي سوهدي" أي قمة الشهداء الموارنة في اللغة العربية.