في الحالتين استشهدوا دفاعا عن لبنان... ان احتُفل بذكراهم في في كنيسة سيدة إيليج، سلطانة الشهداء في ميفوق - القطارة، او احتُفل بذكراهم في معراب.
نعم الحديث عن انقسامٍ في شهداء المقاومة اللبنانية هو الشغل الشاغل، وخصوصا بعد قداسي الشهداء في معراب، والثاني في سيدة ايليج الذي شارك فيه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، علاماتُ استفهام عديدة تُطرح حول هذا الموضوع... فهل تليق الانقسامات بالشهداء؟
حقيقة هذه الانقاسامات أوضحها الكاتب والصحافي كلوفيس شويفاتي لموقع الكلمة اونلاين، مشيرا الى ان القداس السنوي الذي يقام كل عام في معراب يخصّ شهداء القوات المقاومين، أي ينحصر في المحازبين. أما قداس سيدة ايليج في ميفوق، التي لطالما كانت مقرًا بطريركيًا لمدة 400 عام، يشارك فيه البطريرك الماروني باعتبار هذا المقر هو مقر أسلافه.
وفي ايليج، دُفن حوالي 20 بطريركًا، لكونه المقر البطريركي الثالث للموارنة، واستقر فيه البطاركة لـ420 سنة، بحسب شويفاتي، الذي أضاف ان في هذا المقرّ هناك شهداء رهبان على مرّ التاريخ الماروني، كما انه في حقبة الحرب دُفن شباب وشهداء المقاومة اللبنانية الذين قاتلوا ولم يتمكن أهلهم من دفنهم في ضيعهم بسبب الاوضاع المتأزمة، علما ان سيدة ايليج هو المكان الوحيد في لبنان الذي توجد فيه مدافن شهداء. وبعد انتهاء الحرب أقامت مجموعة من الشباب المقاتلة والتي لم تعد ملتزمة حزبيًا، في طبريه، كنيسة وغابة أرز لكي يخلّدوا وجدانيا ذكرى رفاقهم، بحسب كلام شويفاتي.
اذا اليوم الخلاف والانقسام حول قداس الشهداء غير موجود يؤكد شويفاتي لموقعنا، فالقوات تستذكر شهداء المقاومة بأسرها من دون اي استثناء، اما في سيدة ايليج فهي تشمل الشهداء الحزبيين من كتائب وأحرار وقوات لبنانية، وأشخاص غير حزبيين استشهدوا دفاعا عن بلدهم، وبالتالي كل قداس له رمزيته الخاصة.