منظمة العمل أحيت ذكرى انطلاقة جمول وكرمت أحد قادتها

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 8, 2019

أقامت "منظمة العمل الشيوعي"- فرع البقاع، مهرجانا سياسيا في بلدة قب إلياس في البقاع الغربي، لمناسبة ذكرى انطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية - جمول"، وتكريما لأحد قادتها الكاتب الراحل خالد غزال المعروف ب"واصف"، حضره النائب السابق أمين وهبي، رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط، رؤساء بلديات: المرج منور الجراح، سعدنايل حسين الشوباصي والمريجات جمال مشعلاني، ممثلو الحزب "الشيوعي اللبناني"، الحزب "التقدمي الاشتراكي"، الفصائل الفلسطينية وحشد شعبي وحزبي.

بعد النشيد الوطني، ألقى عمر غزال كلمة باسم أهالي قب إلياس، نوه فيها ب"مزايا ودور الكاتب الراحل خالد غزال، المفكر والسياسي وابن البلدة، الذي يعرف كيف يتخذ الموقف الصائب في زحمة المتناقضات الضيعوية المتشابكة بين السياسة والمصالح الآنية، انحيازا إلى مصالح الناس الإنمائية".

ثم تحدث الدكتور فارس ساسين، عن "أفكار ومبادئ رفيقه الراحل، واستحضارها في كتب أغنت المكتبة العربية".
سلوم

وألقت زوجة الراحل عائدة سلوم كلمة وجدانية، سردت فيها "أفكار خالد ومصالحته مع مبادئه ونفسه، وقدرته على متابعة كافة الأمور، انطلاقا من مبادئه الانسانية والوطنية، حيث كان الزوج والأب المثالي المنفتح، والآخذ بيد المرأة، زوجة كانت أم ابنة، أم أختا، أم صديقة".

وقالت "كان ضد سياسات التهجير والتكفير، وإلغاء الآخر، وضد انفلات الغرائز والطوائف وتهشيل الشباب".

طه

وألقى أمين سر المكتب التنفيذي زكي طه، كلمة سرد فيها "المراحل التاريخية لمسيرة خالد غزال الحزبية والنضالية"، لافتا إلى أنه "كان لغزال الجهد الأكبر في التحضير للمؤتمر الرابع، الذي اختتم به مسيرته النضالية، وهو يسابق المرض الذي يفتك بجسده"، معتبرا أن "المؤتمر إنجاز فاصل في تاريخ المنظمة، وتتويج لمسيرة امتدت نصف قرن من الزمان".

ورأى أنه "حق الشهداء والمناضلين والقادة، الذين رحلوا أن يكرموا، لأنهم قدموا أغلى ما لديهم في سبيل قضايا، آمنوا بها وضحوا من أجلها".

وقال: "حملنا السلاح معا من أجل فلسطين، التي رأينا في قضيتها وثورتها، رافعة تحررية تتجاوز لبنان، لتعم العالم العربي، وهزمت الثورة وشرد الثوار، وحوصرت قضية فلسطين، لكن شعبها لم يزل ويظل ثائرا"، مستذكرا "مشاركة المنظمة في مواجهة العدو الصهيوني، حيث لبينا نداء القائدين، الشهيد جورج حاوي والرفيق محسن ابراهيم، وأطلقنا جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ثم أجبرنا وإياكم العدو، على الانسحاب من أكثر المناطق المحتلة، وكان منا شهيد المقاومة الأول مهدي مكاوي، وشهيدها الأول في الجنوب فضل سرور، ثم اتسعت صفوف مسيرة التحرير وأوقعت خسائر بالعدو، وكبرت لائحة الشهداء"، لكن بنتيجة الحرب الأهلية، جرى تطييف العمل المقاوم، تحت راية المقاومة الإسلامية، ولم يمنع تحقيق إنجاز التحرير المجيد، بقوة تضحيات مقاتلي حزب الله، والاحتضان الأهلي له والدعم الخارجي، لكنه في المقابل كرس التحرير والمقاومة والسلاح، مادة انقسام بين اللبنانيين، وعطل مفاعيله الوطنيه وجعله موضع نزاع داخلي، ووسيلة استقواء وارتباط بالخارج".

وتناول "تزامن انكفاء جبهة المقاومة الوطنية وهزيمة مغامرة التغيير، وفشل مشروع الحركة الوطنية للاصلاح، بقيادة شهيدها الأكبر كمال جنبلاط، مع قرار خروج منظمتنا من الحرب الأهلية".

وقال: "كانت الاستحقاقات أمامنا كثيرة، والخيارات صعبة كلها، والأسئلة صادمة ولا أجوبة، لم يكن مفاجئا أن يستسلم كثر، ويسلموا بالهزيمة تعبا ويأسا، وأن تتنازعهم مقاعد المتفرجين، وأحضان الطوائف وأحزابها الزاحفة لتقاسم السلطة، ونحن كغيرنا، لم ننج من الانهيارات والانقسامات والشرذمة، التي حلت بجميع القوى والأحزاب اليسارية والشيوعية أينما كان"، مشيرا في هذا السياق إلى أن "خيارات خالد غزال بالاستمرارية لم يكن بالأمر السهل، في ظل انهيار المنظومة الاشتراكية، وما تلاها من انعكاسات".

أضاف: "نرى في المبادرة التي أقرها المؤتمر، خطوة أساسية على طريق التجديد ليسار ديمقراطي علماني، قادر على قراءة أزمة البلد، يسار يميز هدف التغيير، عن الأخطاء المرتكبة في سبيله، ولا يخشى الاعتراف بها والاعتذار عنها، وتميزه عن الآخرين وخطاياهم وأخطائهم، فهذا مصدر حصانة لعدم تكرارها وأساس لاستعادة الثقة به، وفيه أيضا، وفاء وتكريم لتضحيات اللبنانيين، وكل من حاول وناضل وضحى واستشهد، يسار يساهم في بناء معارضة ديمقراطية مستقلة، تعمل على شق طريق معاكس، لمسارات الانقسامات الأهلية الطائفية المتناسلة، من خلال إعادة بناء كتلة شعبية تؤطر في صفوفها أكثرية الفئات المتضررة في حقوقها ومصالحها، وتحويلها قوة ضغط تحاصر الطبقة السياسية المتسلطة، على الدولة ومؤسساتها، باسم حقوق الطوائف، وتعارض سياساتها التي لا تنتج سوى الأزمات والكوارث".

وأمل "الوصول إلى معارضة قادرة على فرض سياسات بديلة، تبعث الأمل بإمكانية بناء دولة، لا يسترهنها حكامها لصراعاتهم وفسادهم، ولا تجر البلد إلى الديون والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وخطر انفجار الاقتتال ثانية، والارتهان دوما للخارج".

واعتبر أن "الأزمة الأخيرة في الجبل، ما هي سوى لحظة في تاريخ البلد، موصولة بما سبقها وما يليها، مما يبشرنا به أصحاب الخطب الشعبوية والعنصرية، للتحشيد الطائفي وتزخيم طموحات الهيمنة وأوهام إلغاء الآخر وتصفية الحسابات، غير عابئين بمصالح الوطن والمواطن".

وقال: "إن استمرار الفساد والنهب لموارد الدولة سياسة يتحمل مسؤوليتها الفريق الحاكم، وهي تدفع بالأوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية نحو الانهيار، غير أن التلاعب الأهم والأشد خطورة، يتمثل في إصرار أهل الحكم على إبقاء البلد ساحة، وربط أزماته بالخارج والارتهان لمحاوره المتحاربة، على حساب المصلحه الوطنية، وبما يكرس لبنان ساحة مشرعة أمام مخاطر الدمار الإسرائيلي، وتوظيف قضيته الوطنية في خدمة ولاة الأمر الإقليمي، ويربطه بمسارات الحروب المدمرة، التي لا تنتهي والمدارة أميركيا ودوليا وإقليميا، كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن وليبيا، فيما شعب فلسطين يواجه منفردا، تحديات محاولات تصفية قضيته، ويعاني الحصار والمخططات الإسرائيلية - الأميركية، لمنعه من ممارسة حقه في لإقامة دولته الوطنية المستقلة".

وختم "إذا كانت التحديات أمام شعوبنا ومجتمعاتنا العربية، ونحن منها، كبيرة وأكثر من أن تحصى، فإننا لا نرى أمامنا بديلا، سوى المطالبة بوقف الدمار والخراب والقتل المجاني، مقابل تجديد التزام أهداف ومبادئ التقدم والحداثة، والتحصن بالديمقراطية والعلمانية الرحبة، والتمسك بالحقوق والمطالب المشروعة، والسعي إلى تحقيقها وإعادة بناء موقعنا الاجتماعي ودورنا النضالي كيسار".