حكومة نتنياهو تصادق على مشروع قانون لنصب كاميرات في مراكز الاقتراع

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 8, 2019

استجابت الحكومة الإسرائيليّة، الأحد، بالإجماع لطلب رئيسها بنيامين نتنياهو بالمصادقة بكل ثمن على مشروع قانون لنصب كاميرات مراقبة في صناديق الاقتراع يوم الانتخابات، في محاولة لخفض نسبة التصويت لدى المواطنين العرب وفق تأكيدات مراقبين ومحللين كثر، عربا ويهودا.

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية الأحد أنه سيتم طرح القانون للتصويت أمام الكنيست بالقراءات الثلاث، الإثنين، رغم تحفظات المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة، أفيحاي مندلبليت، خلال جلسة الحكومة، عارضا عددا من المصاعب القانونيّة إن تم الاستئناف ضدّه للمحكمة العليا.

وتعرض المستشار القضائي للحكومة لهجوم من قبل نتنياهو وبعض وزرائه خلال الاجتماع لكنه لم يغير رأيه في هذا المضمار. وقالت القناة 12 الإسرائيليّة، إنّ نتنياهو قال خلال الجلسة، ردا على مندلبليت: “أنا لا أفهم لماذا تقوم جهات قضائيّة بطرح ادّعاءات تقنيّة مفنّدة بدلا من التجنّد للحفاظ على طهارة الانتخابات“. وخلال افتتاحه جلسة الحكومة، الأحد، كرّر نتنياهو ادعاءاته حول الحفاظ على “طهارة الانتخابات”، وعن ضرورة “منع تزييف الانتخابات”. وتؤيد أحزاب الائتلاف الحاكم، بالإضافة إلى حزب “يسرائيل بيتينو” برئاسة أفيغدور ليبرمان، مشروع القانون، ما يعني، وفق مراقبين، أنه لن يواجه صعوبات في تمريره.

وانتقد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، تصريحات نتنياهو ضد مندلبليت، وقال: “أشدّ على أيدي أعضاء لجنة الانتخابات المركزية برئاسة نائب رئيس المحكمة العليا، القاضي حنان ملتسر، وعلى أيدي مندلبليت، أمام الهجمات السياسية التي لا أساس لها وغير المسؤولة. ودعا ريفلين إلى “دحض كل المحاولات لتقويض ثقة الجمهور بهذه المؤسسات، وبالمهنية التي تقودها ضمن التجهيزات للانتخابات المقبلة.

ودرج نتنياهو على القول، في الفترة الأخيرة: “إنهم يسرقون لنا الانتخابات”. ولفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرطر، إلى أن نتنياهو يقصد بـ”هم” الناخبين العرب والأحزاب العربية، مشددا على كونها صيغة جديدة لـ”العرب يهرولون نحو صناديق الاقتراع” في انتخابات العام 2015، و”العرب يتحركون بكميات هائلة” في انتخابات نيسان/أبريل الماضي. وتابع: “هذه عبارات عنصرية لا يتردد نتنياهو في إطلاقها، في محاولة لحث ناخبي اليمين على التوجه إلى صناديق الاقتراع، وذلك خوفا من نجاح فلسطينيي الداخل من حسم المعركة وترجيح كفة منافسه في ظل حالة تعادل كبيرة جدا بين القطبين المتنافسين على الحكم وفق استطلاعات ودراسات كثيرة”.

وبالإضافة إلى “قانون الكاميرات”، يعمل حزب الليكود على تأهيل مراقبات على العملية الانتخابية في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، توكل إليهن مهمة كشف غطاء الوجه لدى النساء المنقبات العربيات، بزعم التحقق من هوياتهن في مراكز الاقتراع، وذلك ضمن حملته المتواصلة لردع المواطنين العرب عن ممارسة حقهم في الانتخاب الديمقراطي، بحسب ما كشف تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، مساء الخميس.

وأوضح التقرير أن الليكود يعمل على إعداد عشرات النساء للعمل كمراقبات في مراكز الاقتراع في المدن والبلدات العربية، بهدف التحقق من هوية النساء العربيات المحجبات والمنقبات خلال مشاركتهن بعملية الاقتراع. ولفت التقرير إلى أن النساء اللاتي سيتم إعدادهن في هذا الشأن، سيتم تعيينهن كمراقبات رسميات من قبل حزب الليكود.

من جهته، قال رئيس قائمة “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، إن الليكود يسعى إلى إحداث فوضى في صناديق الاقتراع يوم الانتخابات، وعلّل ذلك بأنه حصل على معلومات من أحد مقار الليكود تفيد بوجود تعليمات باستخدام عنف وحشي، وبخلق شجارات وحالات فوضى، “لخلق وضع يؤدي إلى إلغاء نتائج صناديق معيّنة”.

دعوى ضد منظمة حقوقية
وفي سياق متصل، يسعى حزب الليكود ورئيسه، بنيامين نتنياهو، إلى ضرب الصوت العربي في انتخابات الكنيست المقبلة، وقدم الأحد دعوى إلى لجنة الانتخابات المركزية، بادعاء أن حركة “زازيم” الإسرائيلية اليسارية “تحاول التدخل في الانتخابات” لأنها ستعمل على نقل مواطنين من القرى العربية البدوية مسلوبة الاعتراف في النقب إلى صناديق الاقتراع.

وزعم الليكود في بيان أن “زازيم” تحاول التدخل في الانتخابات ونقل أربعة أضعاف المصوتين إلى صناديق الاقتراع أكثر من الانتخابات الماضية، بهدف تقوية الأحزاب العربية كجزء من حكومة يشكلها لبيد وغانتس”.

وأكدت “زازيم” على أنها تعمل بموجب القانون ولا تخالف، مشيرة إلى أن “السلطات تتعمد منذ سنوات تجاهل عشرات الآلاف الذين ليس بإمكانهم ممارسة حقهم الديمقراطي والوصول إلى صندوق الاقتراع.

واعتبرت أن الاستجابة المذهلة التي نشهدها في هذا المشروع تثبت أنه يوجد جمهور كبير يرفض التحريض الأرعن ضد الجمهور العربي. “ونحن فخورون بناشطينا وناشطاتنا، الذين يدركون ما تعمدت السلطات تجاهله، وأن لكل واحدة وواحد حقا متساويا بالتصويت”، بحسب ما تقول. وتستعد “زازيم” لنقل 15 ألف مصوت من القرى العربية المسلوبة الاعتراف في النقب إلى صناديق الاقتراع، خلال يوم الانتخابات، في 17 أيلول/سبتمبر الجاري.

الكرسي يهتز من تحت نتنياهو
ودعت الحركة سائقات إلى التطوع من أجل نقل النساء البدويات إلى صناديق الاقتراع. وكانت هذه الحركة قد عملت على نقل حوالي 4000 ناخب من القرى مسلوبة الاعتراف إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات السابقة، التي جرت في نيسان/أبريل الماضي.

ويؤكد رئيس القائمة “المشتركة”، النائب أيمن عودة، على أن نتنياهو دخل على ما يبدو في حالة هستيريا بسبب استشعاره أن كرسي الحكم يهتز من تحته، مما يدفعه للمزيد من التحريض والتهويش. وتابع عودة: “عندي ثقة بأن شعبنا سيرد الصاع صاعين ويقبل على الانتخابات، وبحال صوت 65% منا نتنياهو سيسقط حتما ونلقنه هو وغيره درسا تاريخيا لا ينسى”.

يشار إلى أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” نشرت الأحد في هذا السياق رسما كاريكاتيريا يبدو فيه نتنياهو يخرج فجأة من صندوق اقتراع وأمامه امرأة عربية بحالة اندهاش وهي تهم للتقدم لممارسة حقها بالاقتراع.

يشار أيضا إلى أن وزير القضاء الأسبق، دان مريدور، قد حمل على نتنياهو وقال للإذاعة العامة متسائلا بلهجة ساخرة: “كيف يمكن لشخص فاسد أن يتحدث عن طهارة اليد؟”، وتابع مريدور: “واضح أن الهدف هو ترهيب المواطنين العرب”. وسبق أن قال أحد قادة “الليكود” قبل شهور إن نتنياهو نجح في الترهيب بخفض نسبة التصويت عند المواطنين العرب في الانتخابات الماضية.

ويشكل الفلسطينيون في إسرائيل 17% من السكان، وهم نحو 15% من أصحاب حق الاقتراع، وبلغت نسبة التصويت لديهم في الانتخابات السابقة في أبريل/نيسان الماضي 50%، بينما صوتوا عام 2015 بنسبة 65% مقابل 72% في الجانب اليهودي.


القدس العربي