احتفاء إسرائيلي بمسرحية مصرية عن "الهولوكوست".. والجدل يحتدم

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 8, 2019


حظي عرض مسرحي عن "الهولوكوست" في مصر، باحتفاء إسرائيلي واسع، قابله مدونون عرب بالرفض إذ رأوا فيه "ترويجاً للصهيونية". وحملت المسرحية المثيرة للجدل عنوان "سوبيبور" وهي من بطولة فريق مسرحي لطلاب كلية التجارة بجامعة عين شمس.

ورغم أن المسرحية عرضت في نيسان/أبريل الماضي، إلا أنها أثارت الجدل حالياً بعد تغريدة نشرها مسؤولون إسرائيليون توجهوا من خلالها بالشكر للجهة القائمة على العرض. ونشرت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" في "فايسبوك" مقطع فيديو من المسرحية وقالت: "لأول مرة مسرحية عن الهولوكوست في جامعة مصرية"، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

من جهته، أشاد مدير إدارة مصر والمغرب في وزارة الخارجية الإسرائلية، ليئور بن دور، بالطلاب المشاركين في المسرحية. وقال في تصريح تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية أن "الهدف المشترك عند الاحتفال بأربعين عاماً من توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، هو أن نبني سوياً عالماً تحفظ فيها كرامة أولادنا".

لكن، لم ترق فكرة المسرحية لكثير من المدونين، وخصوصاً من يطلقون على أنفسهم تسمية "الناشطين المناهضين للتطبيع"، حيث اعتبر معلقون العرض دليلاً على "اختراق الصهيونية للمجال المسرحي والجامعي في مصر"، بحسب وصفهم. واستفسر كثيرون عن الجهة التي وافقت على العرض المسرحي، ووصموها بـ"الخيانة والعمالة".

وتساءل أحد المغردين في "تويتر": "ما علاقة الدول العربية بالهولوكوست حتى تقدم عروضاً ومسرحيات حولها؟ أمس سمعنا عن نصب تذكاري في المغرب، واليوم مسرحية في مصر، هذه الخطوة تمثل خيانة للقضية الفلسطينية". فيما دعا مغرد آخر الجامعة إلى "تجسيد أحداث صبرا وشاتيلا ودير ياسين".

ورغم أن مصر تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ اتفاقية السلام بينهما العام 1979، اعتبر ناشطون ومثقفون عرب، من بينهم الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة، أن المسرحية تأتي في إطار الهرولة العربية للتطبيع مع إسرائيل! كما اتهم مغردون حكومات في المنطقة بالخضوع لإسرائيل، وبالعمل على خلق أجيال جديدة تتناسى القضية الفلسطينية من خلال إرسال مدونين لزيارة تل أبيب أو تقديم برامج تمدحها.

من جانبه، دعا محمد زكي، مخرج المسرحية، منتقديها، لمشاهدتها كاملة قبل الحكم على محتواها. وأوضح أن "المسرحية لا تسير على نهج الأفلام الإسرائيلية التي تستغل الهولوكوست لتبييض الصهيونية"، وأضاف في تدوينة في "فايسبوك": "فكرة المسرحية تتلخص في جملة: كيف للإنسان الذي ذاق العذاب أن يذيقه لغيره؟"، موضحاً أن العرض المسرحي كان يتناول قضية معسكر "سوبيبور" للمعتقلين اليهود في ألمانيا، بداية من حشدهم لأعمال شاقة وتعذيبهم ثم قتلهم. كما رفض المخرج "أي محاولات للتشكيك في إيمان صنّاع المسرحية بالقضية الفلسطينية".

ويبدو أن توضيح المخرج لم يخفف حدة الهجوم تجاه القائمين على المسرحية، إذ اعتبرت الكاتبة الصحافية أمنية طلعت أن "الاحتفاء الإسرائيلي بالمسرحية يؤكد تجاوزها لثوابت القضية الفلسطينية"، وفي المقابل دافع آخرون عن المسرحية بوصفها "تبرز مأسآة إنسانية تعرض لها آلاف اليهود".

وانتقد أحمد الرواي، كلام طلعت، واتهمها بإثارة البلبلة، رغم أنها لم تشاهد العرض كاملاً، وهو ما نفته الأخيرة في تدوينات سابقة. علماً أن "سوبيبور" هو اسم أحد أشهر المعسكرات النازية، احتُجز فيه عشرات الآلاف من اليهود، وأنشئ في آذار/مارس 1942 قرب الحدود الألمانية مع بولندا. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1943، حاول العشرات من المساجين الهروب من المعسكر، إلا أن الحراس منعوهم ولم ينجح في الفرار إلا 47 شخصاً فقط.

وتشير تقارير إلى أن أكثر من 260 ألف يهودي قُتلوا في غرف الغاز داخل المعسكر. وبينما بدأ الاضطهاد النازي لليهود العام 1933، فإن القتل الجماعي لهم، المعروف باسم المحرقة، حدث خلال الحرب العالمية الثانية. وبحلول أوائل الأربعينيات، كان النازيون قد أقاموا "معسكرات الإبادة" في إطار ما كانوا يسمونه "الحل الأخير"، ومع قرب نهاية العام 1941، شيد في بولندا معسكر "تشيلمنو"، أول معسكرات الإبادة الست، ثم تبعه معسكرات: "أوشفيتز" (وهو الأكبر)، ثم "بيلزاك"، و"ماجدانيك"، و"سوبيبور"، و"تريبلينكا".