خاص ــ مؤتمر للمسيحيين العرب في باريس... وهذه أهدافه!
شارك هذا الخبر
Friday, September 6, 2019
خاص ــ يارا الهندي
الكلمة اونلاين
مؤتمرٌ مسيحي منتظر والسبب.. "المسيحيين العرب، أو المسيحيين في البلدان العربية."
فمنذ سنوات، وقلق وجوديّ ينتاب المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط بسبب التدخلات الخارجية والعمليات الارهابية التي تفتك بالمنطقة وطالت المسيحيين بشكل دراماتيكي .
فهذا الإرهاب المنفلت، انخرطت فيه قوى محلية في عدد من البلدان، وساهمت في تأجيجه وتوجيهه دول وقوى إقليمية ودولية ذات أجندات واضحة للعلن، والضحية الوحيدة هي أبناء المنطقة من كل الطوائف والمذاهب الذين كانوا ضحية داعش
لذلك سعت مجموعة لبنانية يترأسها كل من الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد وعدة شخصيات تساهم في التحضير، لاقامة مؤتمر في العاصمة الفرنسة باريس، لوضع "النقاط على الحروف" اذا صح القول، وليقول المسيحييون كفى للتدخلات الخارجية التي تتحكم بمصيرهم، وكفى للارهاب الذي لم يعد يعرف لا دينًا ولا لونا.
ومتابعة لهذه المحطة التي ستضم مسيحيين من لبنان وعدة دول عربية، كان لموقع الكلمة جولة على المهتمين بهذا الشأن، حيث أكد المحلل السياسي سعد كيوان لموقعنا ان هذا المؤتمر الذي يعنى بالشأن المسيحي، جاء ليؤكد ان المسيحيين في لبنان والمنطقة ليسوا أهل ذمة، وليسوا بحاجة الى حماية ووصاية من أحد، وبالتالي في الفترة الاخيرة، كثر الحديث عن أن الاقليات أصبحت مضطهدة مثال على ذلك في سوريا والعراق، والعمل اليوم يتم على اساس ان المسيحيين المشرقيين ليسوا أقليات بل ان دورهم دور ريادي وقيادي وجامع مستقبلي وحضاري، حسب كلامه.
هذا المؤتمر أهدافه ليست سياسية، ولا يخوض معركة ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو العهد، يؤكد كيوان، بل هو محاولة للقول ان المسيحيين في المنطقة ليسوا اقلية وليسوا بحاجة الى حماية، مضيفا ان دور المسيحيين في لبنان ليس الاصطفاف في محور ضد آخر، كما يحصل بل هذا المؤتمر جاء ليؤكد ان للمسيحيين دورٌ جامع وهو الدولة المدنية التي تحفظ حقوق الجميع من اقليات سياسية او طائفية.
هذا المؤتمر الذي سينعقد في باريس، من المتوقع ان يشارك فيه مسلمون، ومسيحيون سوريون، عراقيون، اردنيون، وغيرهم من مسيحيي المنطقة العربية، ولا ينحصر فقط بمسيحيي لبنان. وأشار كيوان الى انه خلال المؤتمر، ستقدم عدة اوراق مسيحية لبنانية، او مسيحية عراقية، او اردنية...
وزارة الخارجية الفرنسية، بحسب كيوان هي احدى الاطراف التي يتم التواصل معها وسيكون لها دور مساهم في عقد هذا المؤتمر.
من جهة أخرى، اعتبر المفكر اللبناني الدكتور رضوان السيد، انه يجري التخطيط لمؤتمر عربي شامل يحضره عرب من كل المنطقة ومنهم المقيمين في باريس ليصدر اعلانا عن العرب وكيف يفهمون دور العروبة، في ظل الظروف الراهنة لجهة الدولة المدنية. وبسبب الاوضاع في المنطقة، اي في العراق وسوريا ولبنان وغيرها، اتت فكرة تحالف الاقليات او المشرقية، بحسب كلام السيد لموقع الكلمة اونلاين، ليؤكدوا انهم مواطنون محترمون، وانهم رغم الانتكاسات، متمسكون بأصلهم وبالمشرقية الوطنية التي تضمنها الدول الوطنية الديمقراطية، وليؤكدوا انهم عرب، وليسوا بحاجة الى هوية اخرى او حماية ايرانية، روسية، او اميركية.
سينعقد هذا المؤتمر في العاصمة باريس ما بعد 15 اكتوبر، حسبما أشار السيد لموقعنا، مؤكدا ان المشاركين سينقسمون بين ثلث مسلم وثلثين مسيحي.
اما دور المسلمين في المؤتمر، فيلفت السيد انه سيكون الاستماع وإبداء حسن النية، وهم كمسلمين يسعون لنفس الاهداف التي يسعى لها المسيحيون اي من مصلحة الجميع ان تكون هناك دولة مدنية ومواطنة وان يكون هناك حرص من جانب النخب العربية، بدلا من تشتت الهوية المشرقية وغير المشرقية .
ما بعد المؤتمر ليست كما قبله، فبحسب السيد وهو الدكتور في الدراسات الإسلامية ، سيكون هناك اعلان يتفق عليه المشرقيون المشاركون بالاتفاق مع المسلمين، كما ان الحاضرين قد يقررون اقامة لجان متابعة في البلدان بعد المؤتمر.
فالفكرة الاساس من هذا المؤتمر، يؤكد السيد انها الابتعاد عن الارهاب والتدخل الخارجي الذي يؤدي الى شرذمة ونشر الفوضى في الدول وسيطرة ايديوليوجية الغلبة التي لا مصلحة للعرب فيها مواطنين ودولًا.