خاص ــ أزمة النفايات باقية ومطوّلة!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, August 29, 2019

خاص ــ الكلمة وانلاين

قرار إنشاء مطمر صحي للنفايات في تربل بالتنسيق مع وزارتي البيئة والداخلية، لم يلاق ترحيبا من أهالي المنطقة، ولا حتى من اللبنانيين، بل جوبه بمظاهرات عديدة لمنع قيام هذا المطمر. حالُ مطمر تربل كحالِ العديد من المطامر في ارجاء المناطق اللبنانية، حيث تعارضها جهات سياسية وتوافق عليها أخرى، أما الضحية الوحيدة فهي المواطن الذي يتحمل عبء النفايات وتداعياتها الصحية عليه وعلى الاجيال القادمة.

وعلى الاثر، اعتبر رئيس جمعية غرين غلوب سمير سكاف لموقع الكلمة اونلاين ان أزمة النفايات ستستمر حتى بعد اقرار خطة اخفاء النفايات الحكومية، واضاف ان خطة قصر النظر الحكومية التي تعتمد على مفهوم اخفاء النفايات ليست سوى مخدر مؤقت لا يعالج أساس المشكلة، والنفايات ستعود للظهور على الطرقات حتما.

ولفت سكاف لموقعنا، الى انه تم مرارا طرح الخطط البديلة، وتوجه عبر موقعنا بباقة أسئلة الى وزارة البيئة والحكومة:

"كم تبلغ القدرة الاستبعابية لأي مطمر تقترحه وزارة البيئة؟ سنة، سنتان أو أربع سنوات؟ وماذا بعد؟ ماذا اذا فاضت المطامر قبل جهوزية المحارق (وهذا ما سيحدث فعلا)؟

فاضت نفايات مطمر الجديدة-البوشرية. ما الذي تقترحه وزارة البيئة؟ توسيع المطمر البحري!"

ومن الأسئلة أيضا التي طرحها سكاف: "ما هي الخيارات البديلة في إدارة النفايات لهذه المحارق اذا ما تعرضت للتدمير في أي حرب ممكنة؟ وكيف ستتحول الحكومة اللبنانية إلى حكومة نمساوية بشفافيتها وحسن ادارتها؟

هل تقتصر اللامركزية على ترك الخيار للبلديات ولاتحادات البلديات لإيجاد مواقع للمطامر، من دون إقرار أي قانون مساعد لها؟ وهل تعتبر الحكومة أن زيادة الأعباء على المواطن هو دعم للبلديات؟

كيف ستقر الحكومة ضريبة على معالجة النفايات وهي تغطي الهدر والسرقات الحالية، بالإضافة إلى تغطية السرقات الماضية؟ ان اقتراح "تدفيع" الناس لبدلات معالجة النفايات مقبولة لو كانت النفايات تعالج فعلا! ولو كان المواطن يحصل على خدمات من الدولة. ولكن أكثر من ١٠٠ مليون دولار تخسرها مدينة بيروت ومنطقة جبل لبنان سنويا في معامل فرز وكومبوستينغ غير مجدية. لماذا لا تسترد هذه الأموال المهدورة والمسروقة؟ لماذا لا تتحول هذه الاموال إلى مصدر تغطية الاكلاف المنتظرة؟

مؤسفة هي هذه الذهنية التي ترفض المنطق البيئي، فهل تبتكر وزارة البيئة والحكومة حلولا أم انها تزيد من المشاكل؟"

وتابع سكاف في حديثه لموقعنا مشيرا الى اننا حذرنا منذ أشهر عدة من أن فتح مطمر الناعمة هو مفتاح حلول وزارة البيئة، وهو القادر برأي وزارة البيئة على إطالة عمر مطمر المطار (الكوستا برافا)، لا بل ان مطمر الناعمة هو بديل مطمر المطار (الكوستا برافا) بعد سنتين، وذلك لمدة ثلاث سنوات على الأقل بين الأعوام ٢٠٢١ و٢.٢٤. فهل يمكن لوزارة البيئة الاستغناء عن مطمر الناعمة اذا ما أرادت تنفيذ خطتها؟

فالمحارق الثلاثة، بحسب سكاف، لن تستطيع أن تحل مكان المطامر الخمسة والعشرين، اذا الأزمات مؤجلة فقط لا غير، لافتا الى انه سيكون هناك حوالى ٧-٨ محارق أخرى أصغر حجما من المحارق الساحلية في مناطق اخرى بمسميات أخرى.


Alkalima Online