كمال ذبيان - لقاء بعبدا فرض المصالحة على جنبلاط وأرسلان !!

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 19, 2019


يشكل الرئيس نبيه بري «درعاً» سياسياً يحمي فيه «حليفه» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ولم يخطئ الرئيس سعد الحريري عندما قال من واشنطن انه هو والرئيس بري امنا الحماية السياسية لجنبلاط مضيفاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اليهما، وهو ما يشكل خلطاً للتحالفات السياسية، وهذا مشهد يمكن التأمل به، وما اذا كان ينطبق على الواقع السياسي القائم.
فما حصل في القصر الجمهوري من لقاء جمع جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان بحضور كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب الرئيس بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، فرض على الطرفين الدرزيين المتخاصمين، ولم يكونا حتى صباح الجمعة، وقبل ساعات من الموعد في قصر بعبدا، على علم بما سمي «مصالحة»، تقول مصادر سياسية متابعة لما جرى، اذ سبق اللقاء رفع السقوف من جنبلاط وارسلان، اذ غرد الاول على «تويتر» عن انتقام رئيس الجمهورية منه، في حين اكد الثاني على التحقيق العدلي، مما يؤكد بانهما حضرا الاجتماع الخماسي، مرغمين مع تنازلات قدمها كل منهما، بعد حشرهما من قبل الرؤساء الثلاثة، اذ تشير المعلومات، بان جنبلاط هدد ليل الخميس - الجمعة باستقالة وزيريه من الحكومة، وهو ما ابلغه الى الحريري، الذي اعلن عن اجواء ايجابية، لاجتماع الحكومة بعد لقائه مع الرئيس عون، اضافة الى ان النائب ارسلان كان سيعقد مؤتمراً صحافياً ظهر يوم الجمعة، ليتبلغ كل من جنبلاط وارسلان من الرئيس بري، بان عليهما الحضور الى القصر الجمهوري لاتمام المصالحة، ضمن مبادرته الثلاثية التي طرحها، وهي الامن والقضاء والسياسة، وقد تم ضبط الوضع الامني، ويستكمل القضاء مهامه، ليحدد الجهة القضائية التي ستحقق في حادثة البساتين - قبرشمون، وتبقى المصالحة، التي حدد موعدها الخامسة بعد ظهر الجمعة، وبعد الاجتماع المالي - الاقتصادي، وان غياب اي طرف عن المصالحة سيتحمل عواقب ما سيؤول اليه الوضع المالي، بعد ان ظهرت بوادر انخفاض لسعر الليرة امام الدولار الاميركي، مع التقارير المالية الدولية السلبية عن لبنان.
رسالة الرئيس بري العالية اللهجة، سرعت في انعقاد لقاء المصالحة، مع اتصالات اخرى جرت من قبل الرئيسين عون والحريري، اضافة الى حزب الله الذي وقف مع اي قرار يتخذه حليفه ارسلان، الذي تجاوب مع مساعي المصالحة، التي سبق لجنبلاط ان رفضها، فكانت النتيجة ان الطرفين لم يسجلا انتصار احدهما على الاخر، بل عطلا الحكومة لمدة اربعين يوماً، ورفعا من حدة الخطاب السياسي التحريضي، وكادا ان يوقعا الجبل في فتنة داخلية، لم تكن قوى من خارج الطائفة الدرزية، بعيدة عن مناصرة حلفاء فيها، فوقفت «القوات اللبنانية» و«تيار المستقبل» الى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاء آخرين الى جانب الحزب الديموقراطي اللبناني، وعاد الانقسام الى 8 و14 آذار، وبدأ فك النزاع حول القضايا الاقليمية، وقد ظهرت تباشيره مع بيان السفارة الاميركية في بيروت حول القضاء ورفض تسييسه، في اشارة الى وقوفها الى جانب جنبلاط في معركته ضد تحويل حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي، وادانة اطراف لبنانية لا سيما حزب الله للتدخل الاميركي في الشؤون اللبنانية.
كل هذه التطورات سرّعت في عقد «اللقاء الخماسي» في قصر بعبدا، ورفضت مصالحة ولو بالشكل بين جنبلاط وارسلان، اذ كانت المصافحة بينهما من بعيد، ولم يتوجه الاول بالحديث الى الثاني ولم يخرج اي منهما رابحاً، في العناوين والشعارات السياسية التي رفعاها، وفق المصادر التي تسأل هل فك لقاء بعبدا الحصار عن جنبلاط، وهل حقق مطالب ارسلان، حيث يبقى المواطن في لبنان، خاسراً امام مصالح السياسيين، وتدعيم نفوذهم في السلطة لاكتساب المغانم منها.