خاص - لقاء "الإشتراكي" - "حزب الله" حاصل.. ماذا عن الثقة؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 18, 2019

خاص - الكلمة أونلاين
يوسف الصايغ

بعد إتمام اللقاء الخماسي في قصر بعبدا والذي طوى صفحة الخلاف الدرزي – الدرزي، بات السؤال عن اللقاء التالي الذي سيجمع بين الحزب الإشتراكي وحزب الله، حيث يعتبر البعض أن لقاء بعبدا يعتبر المدخل أو الممر لهذا اللقاء المرتقب.

وبالطبع فإن عملية دقيقة من أجل إعادة الحرارة الى العلاقة بين حارة حريك والمختارة، لا يمكن أن يتولاها الا جراح سياسي من طراز رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يسعى بعد نجاحه في بلسمة جرح قبرشمون عبر لقاء بعبدا الخماسي الى عملية سياسية نوعية جديدة تكسر جبل الجليد بين الاشتراكي وحزب الله، خصوصا بعد التصعيد الأخير من قبل رئيس الإشتراكي وليد جنبلاط الذي إتهم عبر تصريحاته الإعلامية وتغريداته التويترية حزب الله بالوقوف خلف حلفائه على الساحة الدرزية من أجل تحجيمه سياسياً، كما وضع زيارة الوزير محمود قماطي الى خلدة عشية حادثة قبرشمون في هذا الإطار.

وبإنتظار أن يُخرج بري أرنباً جديداً يكون كفيلاً بتهيئة أجواء اللقاء المرتقب بين الإشتراكي وحزب الله جاءت الدعوة التي وجهها حزب الله للحزب الإشتراكي الى إحتفال بنت جبيل بذكرى انتصار تموز، ما يشكل علامة إيجابية تسبق لقاء عين التينة، فهل سينجح في طي صفحة الخلاف أم سينظمه مجدداً، وماذا عن إستعادة الثقة بين الجانبين؟

من جهته يشير أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر في حديث لـ"الكلمة أونلاين" الى أن الدعوة التي تلقاها الحزب الإشتراكي تأتي في سياق الدعوات التي لم تنقطع بشكل كامل مع حزب الله وهي مرحب بها ونحن سنشارك، لكنه يشير الى أن بعض الصعوبة على صعيد إعادة إطلاق الحوار".

وبينما يضع ناصر أمر اللقاء في عهدة الرئيس بري الذي يعمل على تهيئة الأجواء، حيث من المفترض أن يستأنف مساعيه بعد عطلة الأعياد، يجيب رداً على سؤال حول طبيعة اللقاء وعنوانه، وإن كان سيأتي على غرار لقاء بعبدا بأن "المشكلة مع حزب الله كانت سابقة للقاء بعبدا الخماسي وحادثة قبرشمون، وهي ترتبط بالعلاقة المباشرة التي انقطعت مع الحزب وليس نتيجة حادثة قبرشمون".

كذلك يدعو ناصر الى عدم إستباق الأمور وإنتظار نجاح المساعي لإعادة اطلاق الحوار، ويشير الى أن الحوار هو الذي يحدد النتائج التي يمكن على ضوئها أن تتحدد طبيعة العلاقة مع حزب الله".

الا أن مصادر أخرى رفيعة في الحزب الإشتراكي تشير لـ"الكلمة أونلاين" إلى انهم لم يتبلغوا بأي جديد من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإذ ترفض المصادر التعليق على المعلومات التي تحدثت عن لقاء جمع شخصية بارزة من "الإشتراكي" بعد زيارة قامت بها الى حزب الله، تؤكد أن منطق الامور يتجه نحو الإنفتاح ولكنها لا تزال بإنتظار مساعي الرئيس بري الذي أكد على إعادة التواصل بين الجانبين، لكن لا شيء عملي أو ملموس حتى الساعة، وتختم المصادر لافتة الى أن "المناخ في البلد بعد لقاء بعبدا يعزز الاجواء الايجابية".

بالمقابل تشير مصادر مطلعة على أجواء حزب الله الى أن "اللقاء الذي يعمل الرئيس بري على إنجاز ترتيباته في عين التينة بين حزب الله والحزب الإشتراكي أمر ممكن بهدف تنفيس الإحتقان وإزالة التشنج وتعزيز السلم الأهلي، لكنه لن يكون على مستوى قيادات في إشارة الى أن مستوى التفاؤل على ضفة حزب الله من اللقاء ليس كبيراً، خصوصاً بعد مواقف جنبلاط الأخيرة على خلفية حادثة قبرشمون، وما سبقها من تصريحات له حول عدم لبنانية مزارع شبعا، يضاف الى ذلك ما قام بها الوزير وائل أبو فاعور، بخصوص الغاء الترخيص الذي منحه سلفه وزير حزب الله حسين الحاج حسن لمعمل ترابة الأرز في عين داره".

ووفقاً للمصادر فقد "جاء بيان السفارة الأميركية حول حادثة قبرشمون والذي شكّل مظلة سياسية لجنبلاط والذي أدانه حزب الله، ليضيف مزيداً من التعقيد على صعيد العمل على إستعادة علاقة الثقة بين حزب الله والحزب الإشتراكي، وتحديداً رئيسه الذي رفع سقف خطابه بعد حادثة قبرشمون، ورفض الجلوس وعقد المصالحة مع النائب طلال أرسلان وطالب بالتفاوض مع ممثل عن أمين عام حزب الله، لكن يبدو أن جنبلاط إقتنع بأن مد جسور الثقة بينه وبين حزب الله، لا تتم من خلال التفاوض لحل إشكال مع أحد حلفاء الحزب على الساحة الدرزية".

وعليه يبدو أن مصالحة بعبدا شكلت إحدى العوامل المساهمة على تذليل العقبات على خط العلاقة بين حارة حريك والمختارة، بإنتظار أن تتبلور الأمور بصورة أكثر وضوحاً لدى حزب الله وقيادته، لكن ذلك لا يعني أن الأمور ذاهبة نحو إستعادة الثقة التي كانت قائمة بين الطرفين قبل العام 2005، خصوصاً وأن أمين عام حزب الله تحدث عن العلاقة مع جنبلاط في الحوار الإعلامي الذي أطل به قبل فترة مع الإعلامي عماد مرمل، حيث فند آنذاك ما قام به جنبلاط من خطوات أدت الى تردي العلاقة بين الجانبين".


الكلمة اونلاين