حاصباني: الازمات تأتي وتذهب اما التنمية فلنجعلها مستدامة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, August 8, 2019

نظم مؤتمر "يوم الشباب العالمي – 2019” في الاسكوا برعاية وحضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، ووزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيولات خيرالله الصفدي، بحضور، النائب ديما جمالي، الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي فيليب لازاريني، الامين العام التنفيذي للاسكوا رولا داشتي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحشد من الشباب المشارك في المؤتمر.

واعتبر حاصباني ان هذا الحدث مهم جداً بالنسبة لأهداف التنمية والمستدامة وتحقيقها لان الشباب هم الجزء الاهم في وضع الخطط والافكار وطريقة التنفيذ للنجاح والوصول الى اهداف التنمية في اي بلد كان لا سيما في لبنان بحلول العام 2030.

واشار الى ان اهداف التنمية المستدامة وجدت ليكون في كل العالم مساواة وعدالة وبيئة نظيفة ومستوى متقدم في الصحة والتعليم وحياة يعيشها أفراد المجتمع بسلام وتعاون، لافتا الى ان هذه الاهداف وضعت ليكون العالم مكاناً أفضل في حلول العام ٢٠٣٠.

وشدد على اهمية تحقيق هذه الاهداف في لبنان، متوجها للشباب بالقول: “بعد هذه الفترة ستكونون ايها الشباب مسؤولين عن المجتمع، ان كان في سوق العمل او المراكز العامة او عالم الأكاديميا والأبحاث. سيكون هذا العالم عالمكم، فلا بد ان تكونوا مشاركين في صناعته بشكل جدي.”

وتابع: “لا تخافوا من الازمات فأنها تأتي وتذهب، اما التنمية فعلينا ان نجعلها مستدامة لذلك نحن نضع هذه الاهداف في عهدتكم اليوم لتصنعوا عالمكم بايديكم لبناء المستقبل.”

واوضح ان الحكومة اللبنانية شكلت لجنة وطنية للتنمية المستدامة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري الذي اوكله متابعة أعمالها لوضع استراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة وتحقيق الأهداف التي وضعتها الامم المتحدة لعام ٢٠٣٠.

واكد الحرص على اشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب في هذا العمل، الى جانب العمل التي تقوم به الوزارة لهذا اعتبر حاصباني ان هذا مؤتمر سيشكل جزءا من الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة والتي ستعمل على اساسها كل القطاعات من الان الى ٢٠٣٠.

وذكر بان الامم المتحدة وضعت هذه الأهداف وأوصت بان يكون للشباب والأطفال دورا في ايجاد الحلول لتحقيقها قي كل بلد.

وختم بالتأكيد ان المستقبل بايدي الشباب وليس بايدي من دمروا الماضي، متمنيا التوفيق في المؤتمر، وراجيا ان يكون هناك لقاءات اخرى في المستقبل لبلورة الافكار ضمن الخطة التي من شأنها صياغة العالم.

من جهته، أشار لازاريني إلى أن الشباب اللبناني يواجه اليوم الكثير ‏من التحديات حيث أن مئات الآلاف منهم يلتجئ إلى الخارج بحثًا عن ‏فرص عمل. واستطرد متوجّهًا للشباب: “أنتم أمل المستقبل، ومثال ‏على الإمكانات الهائلة في هذا البلد”، مضيفًأ: “أعتقد أن لبنان قادر ‏على إحداث تحوّل مذهل إذا تمّت تعبئة كل موارده الطبيعية والمالية ‏والبشريّة كما يجب. وقال “إن اللبنانيين مشهورون عالميًا بابتكاراتهم، ‏وهم ينجحون أينما حلّوا، لقد حان الوقت أن تتألّقوا داخل لبنان”.‏

في نفس السياق، بدأت الصفدي كلمتها في قول لمارتن لوثر كينغ “I HAVE A DREAM – لدي حلم” واعتبرت انه قالها في عز النضال من أجل الحرية والتخلص من العبودية، وتحقق الحلم وألغي التمييز والتفرقة من النصوص والنفوس.

واسفت لان في لبنان لا زالت التفرقة تطغى في كثير من الاحيان والمصالح تتقدم على الانسانية ولا يسيطر سوى الطائفية، مضيفة: “التفرقة تطغى لاننا ننغلق على ذواتنا ونحدد مصالحنا بغض النظر عما يدور حولنا بغض النظر عما يجري من حولنا من صراعات لا يدفع ثمنها الا الشباب بحيث يدفعون من فرصهم بالتقدم ومن ادوارهم في بناء وطنهم”.

وتوجهت للشباب بالإشارة الى انهم يضعون اليوم بين أيديهم بعضًا من أهداف التنمية المستدامة، بالشراكة مع وزارة الخارجية اللبنانية ومنظمات الامم المتحدة للعمل سويا في ابتكار مشاريع وأفكار لا يستطيع انتاجها الا الشباب.

وشددت على ان المساواة بين الجنسين باتت بحاجة الى ابتكار الشباب للحلول والمشاريع وهي لا تتحقق الا بنضال الشباب وايمانهم، لافتة الى ان النمو الاقتصادي يحتاج الى ابداع ورؤرية شبابية متجددة وكذلك التنمية لا يمكن ارساؤها الا بمساهمة شبابية فعالة.

وشكرت الصفدي وزارة الخارجية بشخص وزيرها على اختيار وزارة تمكين الاقتصادي للنساء والشباب كي تكون الشريك في هذا المشروع الذي لا يشكل هذا المؤتمر الا البداية له.

أيضاً، أكد داشتي، أن توفيرُ فرص عمل منتجة للاستفادةِ من طاقاتِ الشباب العربي خَياراً، بل أصبح ضرورةً حتمية. فشبابنا مصدرُ ثروةٍ ونعمةٍ، وليسَوْا مصدرَ عبءٍ. هم فرصةٌ، وليسَوْا تحدِّياً. لا تنميةَ مستدامةً في البلدانِ العربيةِ في غيابِهِم. فالنهوضُ بشبابنا نهوضٌ بمنطقتِنا بأسرِها.

وتضمن المؤتمر الذي قدمته الزميلة رنا ريشا عيد جلسة تمهيدية حول خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تحدثت فيها مسؤولة التنمية المستدامة في الاسكوا ميساء يوسف، ممثلة مكتب رئيس مجلس الوزراء روعة حاراتي، والرئيس التنفيذي لشركة “TechGenies” في الشرق الاوسط ومؤسس “Rural entrepreneurs” وادارها الزميل جورج عيد.

وتم بعدها إطلاق المبادئ التوجيهية للمشاركة في المنتدى الشبابي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة في نيويورك عام 2020. كما تخلل المؤتمر ورش عمل للشباب. :‏

بدوره اعتبر باسيل ان الشباب هم طلاب اليوم وقيادات الغد، ‏ويشكلون غالبية في مجتمعاتنا لذا يجب التركيز لتقديم الخدمات ‏الاساسية لهم بدء من الرعاية الصحية والتربوية والبدنية ليكون ‏لدينا جيل صحيح بنويا وهذا يحتاج الى خطة وبرامج تقوم بها ‏الحكومة لتؤمن لهم التسهيلات اللازمة وصولا لتأمين التحصيل ‏العلمي من اي منطقة كانوا لا سيما اذا كانت بعيدة ما يساعد في ‏تحصينهم فكريا ويؤهلهم للوصول الى سوق العمل. ‏

ولفت الى ان هذا الامر يجعلنا نتحمل مسؤولياتنا اكثر فاكثر ‏لتامين اقتصاد سليم يؤمن فرص العمل ويرفع خطر الهجرة عن ‏الشباب ويحميهم من ويلات الارهاب. ‏

باسيل رأى ان شباب اليوم طواقون للتغيير والثورة على المفاهيم ‏البائتة سياسيا واجتماعيا، مضيفا: “الشباب يحبون كسر حاجر ‏الخوف من الاخر والانفتاح على الشخص المختلف، في وقت ‏بات العالم متاحا لهم من خلال التطور التكنولوجي ولا احد يمكنه ‏حد هذه القدرة او تحوير الحقيقة او تغيير الواقع او اعادتهم الى ‏الوراء”. ‏

واشار الى ان العادات والتقاليد لا يمكنها ان تحد من تطور ‏الاجيال او تقييد حركتها فالديناميكية الموجودة فائقة القوة ‏وقادرة على اقتلاع اي حاجز في وجههم. ‏

باسيل اكد ان الشباب بحاجة الى انظمة تساوي بين الجنسين ‏وتقوي المرأة لتنخرط اكثر فاكثر في الحياة بعد ان فرضت ‏نفسها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ‏

وتابع: “شبابنا اليوم لن يرضوا العيش تحت كنف عائلات ‏اقطاعية وعائلية وقبلية او كنف انظمة عسكرية ولن يقبلوا ببديل ‏هو الفوضى لذا لا يمكننا ان نخيرهم اما الاقطاع او العسكريتاريا ‏او الفوضى او المؤسسات والانظمة الدينية، فكل هذا يحد من ‏حريتهم وحركتهم”. ‏

وشدد على ان الشباب بحاجة الى ديمقراطية وليس اقل من ‏ذلك، واضاف: “يرغب الشباب باختيار حكامهم، بان يكون لهم ‏القدرة على محاسبتهم، يريدون الانفتاح والحرية، يريدون دولة ‏القانون وحماية الاقليات، يريدون المشاركة بالحكم ويحتاجون ‏الى احزاب وطنية جامعة ومؤسسات دستورية تعمل بانتظام ‏وتكامل. كما يطالبون بقضاء مستقل يحمي الحقوق وبطبقة ‏سياسية تعمل للوطن المحمي بمؤسسات امنية وجيش يحمي ‏الحدود وشرطة تضبط الانتظام العام”. ‏

وختم بالتشديد على انه لا يمكن لاحد السيطرة على الشباب ان ‏بترهيبهم او ترغيبهم، او باستغلال القيم الدينية والاجتماعية للحد ‏من التطور، خاتما بالقول: “يكفي ترويض ثورتهم الاتية لا محال ‏لانهم سينتصرون على كل ظلم او تخلف او رجعية وهم مستقبل ‏الاوطان ومن اجلهم تسقط كل الحواجز". ‏