خاص – درغام "ينتقم" .. ويبعد الخلاف عن داخل البيت العوني

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 3, 2019

خاص – الكلمة أونلاين

ردد النائب في تكتل لبنان القوي أسعد درغام، في مواقفه التلفزيونية الأخيرة، اتهاماته إلى شعبة المعلومات أنها تمارس التعذيب مع الموقوفين، حتى بعد نفي رئيس الشعبة العميد خالد حمود الأمر، إلا أن درغام أصر على المضي في اتهاماته لهذا الجهاز بأنه يعذّب الموقوفين.

ورغم أن وزيرة الداخلية ريا الحسن لا تدخل مباشرة في السجالات الإعلامية السياسية، إلا أن الكلام في أوساط وزارة الداخلية لموقع الكلمة أونلاين أن اتهامات نائب تكتل لبنان القوي تأتي في إطار حسابات شخصية في الدرجة الأولى نتيجة عدم تلبية عدد من مطالب درغام غير القانونية من مدير قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وتحمل في الوقت ذاته محاولة انتقام من شعبة المعلومات بعدما كشفت تحقيقاتها فساد عدد من القضاة محسوبين على العهد بالتنسيق مع سماسرة ومعاونين لهم.

وتتابع الأوساط أن درغام يعيد في كلامه عقارب الساعة إلى الوراء، زمن توقيف القاضية عون للسمسار ج.ع. وما تبع الأمر بعده من خلاف بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس ومديرية قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات التي استجوبت ج.ع.، وطلب جرمانوس وقتها تسلّم ملف ج.ع.، ليتبيّن أنه لا صلاحية له في ذلك لأنه موقوف بطلب من القاضية عون التي زارت رئيس الجمهورية ميشال عون وأطلعته على التحقيقات وإفادات ج.ع. الذي فوجئ بها، إذ سادت قطيعة بين رئيس الجمهورية والقاضي جرمانوس إلى أن تدخّل رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل ورتّب العلاقة مجددا بين الرجلين، "نكاية" باللواء عثمان بعد فشل باسيل في حملته ضد اللواء بهدف إبعاده بعد ردات الفعل واعتبار رئيس الحكومة سعد الحريري بان اللواء عثمان هو خط أحمر، نظرا لنجاحاته ومناقبيته.

وقد جاء ذلك الواقع في ظل إحالة اللواء عماد عثمان عدد من الضباط في المؤسسة إلى القضاء، إذ تشعّبت التحقيقات لتصل إلى إدانة عدد من القضاة ومعاونيهم بمخالفات، واتخذ بحقهم إجراءات، في حين بقيت بعض القرارات المرتقبة معلّقة، وأتت خطوة مكافحة الفساد من اللواء عثمان لتصيب أهدافا غير مقصودة على محسوبين على التيار الوطني الحر في أكثر من قطاع، ما استفز هذا الفريق السياسي يومها.

لذلك، عمد درغام إلى الإنتقام من قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، كرد على ما حصل مع جرمانوس، وفق الأوساط، باتهامه هذه المؤسسة ممارسة تعذيب موقوفين لضرب مصداقية التحقيقات التي رُفعت إلى رئيس الجمهورية من جانب القاضية عون، نتيجة حسابات شخصية مع مؤسسة قوى الأمن الداخلي التي لا تلبي طلباته شبه المستحيلة.

وفي ضوء العلاقة المتوترة بين القاضيين عون وجرمانوس، يسعى درغام لنقل المعركة إلى خارج البيت العوني من خلال التصويب على شعبة المعلومات، في حين أن القاضية عون تعتمد تحقيقات الشعبة ولا سيما ما يتعلق بالملفات المرتبطة بشكل أساس بالفساد، سيما أنه ثمة جبهات داخل المحور العوني ككل في السلطة، يتوزعون بين مؤيد لجرمانوس وآخر للقاضية عون بشأن ما أقدمت عليه تجاه ملف زميلها جرمانوس وخصوصا تبنيها التحقيقات ورفعها إلى رئيس الجمهورية.

وترى الأوساط أن كلام درغام يهدف إلى شدّ العصب "العوني" على غرار ما كان يحصل زمن اللواء الشهيد وسام الحسن عندما كان التيار رأس حربة في مواجهة قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات. كما يهدف درغام إلى توجيه اتهام إلى شعبة المعلومات لإيقاظ الشعور العوني المضاد تجاهها باتهامها بتعذيب الموقوفين، ساعيا إلى تقويض مصداقية التحقيقات ونقل الإشكال من داخل البيت العوني إلى الرأي العام.


الكلمة اونلاين