بالصور- افتتاح معرض لوحات عن الموّحدين الدروز في قصر بيت الدين للمصوّر دبغيان بحضور جنبلاط

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 16, 2019

في اطار مهرجانات بيت الدين، وبرعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبالتعاون مع اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي والمركز الثقافي الفرنسي في دير القمر، افتتح في قصر بيت الدين معرض صور ولوحات للمصوّر جاك دبغيان بعنوان "سادة الاسرار" الذي يجسد تراث الموحدين الدروز عبر التقاط صور للمشايخ تفتقر اليها المكتبات العالمية وهي المرة الاولى التي يقام فيها معرضا من هذا النوع.

 وشارك في المناسبة الى جانب رئيس التقدمي وليد جنبلاط وعقيلته رئيسة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، ومدير المركز الثقافي الفرنسي سيد رويس، ورئيس الاركان في الجيش اللواء الركن امين العرم، وحشد غفير من الشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والاهلية والثقافية، واعضاء من اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي ومشايخ من مؤسسة العرفان التوحيدية.

افتتحت المناسبة السيدة نورا جنبلاط مرحبة باسم لجنة مهرجانات بيت الدين بافتتاح هذا المعرض الاول من نوعه بعنوان"سادة الاسرار" الذي يعكس صورا معبرة وحقيقية لمجتمع الموحدين الدروز في الجبل، جاك دبغيان بفنه الراقي وتقنية الفوتوغرافية القديمة "الكولوديون الرطب" استطاع ان يحول هذه اللقطات من مجرد صور جامدة الى لوحات تحكي التاريخ والحاضر، وفي هذه المناسبة اتوجه بتحية الى رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الراحل الشيخ علي زين الدين رحمه الله الذي شارك في التحضير لهذا المعرض وكان متحمسا له، والشكر للمؤسسات المشاركة وهي المركز الثقافي الفرنسي في دير القمر والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ومحمية ارز الشوف، وطبعا شكر خاص لراعي هذا المعرض وليد جنبلاط".

والقى مدير المركز الثقافي الفرنسي سيد رويس كلمة اعتبر فيها ان "مهمة المركز الثقافي الفرنسي في لبنان المشاركة في الحوار بين الطوائف في هذا البلد بهدف كسر الأحكام المسبقة خاصة في هذه الظروف والمعاناة والمشكلات. وهذا ما فعلناه مع جاك دبغيان وكسرنا بعض الأحكام". وأكد أن "فرنسا ومن خلال المركز الثقافي الفرنسي تتوجه إلى جميع اللبنانيين بتنوعهم ووجودهم الذي هو مصدر قوة استثنائية ومهمة للحوار بين الأديان".
واضاف، "عمل جاك دبغيان لإبراز الوجه الحضاري والإنساني لدى طائفة الموحدين الدروز في لبنان بعدما قرر الدخول الى خصائص العائلات الدرزية من خلال الصور، على الرغم من ان الدروز ليس من السهولة الدخول إلى مجتمعهم وقد نجح جاك بهذه المهمة وفي هذا المعرض الذي يجسد مسيرة المجتمع الدرزي بعاداته وتقاليده وثقافته".

ابي المنى
وتحدث رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي ابي المنى، ناقلا تحيات سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن. وقال، "قيل بالأمس ويقال اليوم في ما يتعلَّق بالدور والتاريخ: إنَّ الدروزَ يلعبون دور المُدافع عن الأرض والعرض والوجود، ويصنعون التاريخ ولكنَّهم لا يكتبونه، وهذا ما ينطبقُ على ما يحتويه تراثُهم الروحيُّ والاجتماعيُّ والأدبيُّ والوطنيُّ من مواقفَ بطولةٍ وقِصصِ مودَّةٍ ومحبةٍ وأمان، ممَّا لم يُدوَّن ولم يُصوَّر ولم تتناقلْه إلَّا الألسنُ وحكاياتُ الأجداد، وقد ذهب معهم ومعَ الآباء جيلاً بعد جيل، ولم يبقَ منه إلَّا القليلُ القليلُ من صورٍ ومشاهدَ ووثائقَ ومدوَّنات، حتى تكاد تكون معدومةً إذا ما قورنت بما قدَّمه الموحِّدون من تضحياتٍ وبطولاتٍ ومن نماذجَ مشرِّفة في التقوى والأخوَّة والعيش الواحد المشترَك. وما مشروعُ المصوِّرِ الفنَّان الأستاذ جاك داباغيان اللبنانيِّ الأصل والمقيم في فرنسا إلَّا صورةً عن هذا القول وهذا الواقع، وقد لمسه بإحساسه المرهف وتفكيره النيِّر ومحبته لبلاده وتَوقِه إلى التعريف عن جماعةٍ لبنانيةٍ عربيةٍ احتلَّت الصدارة في حكم لبنان وبعضٍ من بلاد الشام لردحٍ طويلٍ من الزمن، وكانت من الطوائف المؤسِّسة للكيان اللبناني المتنوِّع، وهو بذلك يحاول إنصافَ التاريخ والجغرافيا، وإنصافَ الموحدين الدروز، وإنصافَ المكتبة التراثية والمتاحفِ الفنيَّة التاريخية، بقدر ما تسمح له تلك التقنيةُ التصويرية القديمةُ والمستحدَثة من إمكانيات العودة إلى الوراء والعيش في الماضي وكأنَّنا أمامَ وجوهِ الآباء والأجداد، ولو بوجوهٍ كريمةٍ من أهل الواقع الحاضر".
 
واضاف،"تحيةً لجاك المؤرِّخ الفنَّان الذي أحبَّ عملَه وعشق فكرتَه واحترمَ أصدقاءه الموحدين وغدا وكأنه واحدٌ منهم، فهمهم وفهموه، مدَّ يدَه فمدُّوا إليه الأيدي، لا لشيءٍ، سوى لأنَّه أوحى لهم صادقاً أنَّه حريصٌ على الأمانة التاريخية وعلى التراث، وتحيةً للمركز الثقافي الفرنسي ومديره الصديق الأستاد سيد رويس الذي عرَّفني بصديقه جاك، فأصبح وإيَّاه بالنسبة لنا من أعزِّ الأصدقاء، ورسمنا المسارَ معاً وتعاونَّا على إنجاز المهمَّة، وتحيةً لإخواننا المشايخ الذين أبدَوا للاستعداد وتطوَّعوا للمساعدة عندما اقتنعوا بالفكرة، وقبلوا أن يكونوا جزءاً من المشهد التراثيِّ العتيد، أو انبرَوا للمواكبة باندفاعٍ واستعدادٍ للتضحية، وتحيةً لمؤسسة العرفان التوحيدية وللقيِّمين على الخلوات المباركة والبلديات المتعاونة. وإننا نتطلَّع والأستاذ جاك إلى استكمال العمل مستقبَلاً، على أن يُشكِّل هذا المعرضُ الخطوةَ الأولى، تتبعُها خطواتٌ لاحقة معَ أهلِنا الموحِّدين في كامل منطقةِ ما كان يُعرَفُ ببلاد الشام، على أمل أن يصدرَ العملُ الكاملُ في كتابٍ مُوثَّقٍ يحكي التاريخَ والتراثَ بالصورة المُوحية والكلمة المعبِّرة". 

دبغيان
 
والقى المصور جاك دبغيان كلمة شرح فيها مهمته منذ القدم عندما كان مصورا صحفيا لوكالة أنباء خلال حرب الجبل، وبعدها عندما اعلن وليد جنبلاط السلام من هنا في بيت الدين وانتهاء الحرب. ولم انسى صورة الشيخ الدرزي التي تعبر عن حضارة هذه الطائفة، وكان العمل تقليديا وفيه من الصعوبة الكبيرة لنقل الصور والاحداث. لكني بعد ذلك رغبت بالعودة إلى هذه الخطوات وجئت الى الشوف وقد فتحت لنا الست نورا جنبلاط الابواب".
 
وشدد انه في "المرتين الاولى والثانية لم تنجح المحاولة في تصوير المشايخ وبعدها دخلنا الى القرى وصورنا في الخلوات ومنها البياضة".
 وقال: "ميزة المجتمع الدرزي حفظه للتاريخ متجذر بالارض وفي هذه الارض في الشوف الذي لا يزال الوحيد اخضرا وحينما نرى الحفاظ على الطبيعة نعلم أنهم الدروز، اهل الكرم وحفاوة الاستقبال وما رأيته في المجتمع الدرزي لم اره في المجتمعات". 

 بعد ذلك جال جنبلاط والسفير الفرنسي والحضور في ارجاء المعرض الذي يحمل صورا لرجال دين وشيوخ من طائفة الموحدين الدروز من مختلف الاعمار والفئات التقطت بشكل مميز وتشير الى التصاق هذه الشريحة بتراث الموحدين وتمسكهم بالارض والحضارة والتراث والتاريخ، في عمل استغرق قرابة العام، ويستمر المعرض لعدة ايام.

وقدم المصور دبغيان لجنبلاط لوحة تذكارية لشجرة ارز.