ثعابين البطن: أهمية النظافة وخطر التلوّث

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 6, 2019

من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعاً وانتشاراً ديدان المعدة. علينا أخذ هذا المرض على محمل الجد، ومعالجته بأسرع وقت ممكن، كي لا يؤدّي إلى مشكلات صحية خطيرة. كما من الضروري الوقاية منه، لا سيما مع ارتفاع نسبة تلوّث المياه والخضار والفاكهة...
ديدان المعدة، أو ما يُعرَف أيضاً بديدان أو «ثعابين» البطن، نوع من الجراثيم الطفيلية التي تعيش في أمعاء الإنسان، وتتغذّى من الغذاء الموجود في الأمعاء. وهي ليست فقط جراثيم، بل كائنات حية، لديها خلايا عدة، وتؤدي إلى عوراض كثيرة، لا سيما الشعور بألم وضعف في البطن. وتتعدَّد أنواع ديدان البطن، ولكن أعراضها متشابهة، على رغم وجود نوع لا عوراض له.

وفي حديث خاص لـ«الجمهورية»، عدَّدَ الدكتور إيلي مبارك، رئيس الجمعية اللبنانية للطب الداخلي، أهم عوارض ديدان المعدة التي يجب أن ننتبه إليها:
«الآلام في البطن، الإسهال، اللعيان، التقيؤ، الانتفاخ والغازات في البطن، التعب والإرهاق، وأحياناً الحكاك والطفرات الجلدية، والقلق، وقلة النوم، وفقدان الشهية أو الجوع الدائم... وتتميّز الإصابة بديدان البطن بنقص أو فقدان الوزن بطريقة غير مبرّرة، حيث يتّبع المريض حمية غذائية طبيعية، ولكن يخسر كثيراً من الوزن سريعاً. ما يحصل هو أنَّ الديدان تأخذ الغذاء من الأمعاء، فلا يستفيد الجسم منه. وفي بعض الحالات، يشعر المريض بالدوخة جراء عدم وصول الغذاء إلى الدم».

الأسباب

• شدَّدّ مبارك على ضرورة الاهتمام بالنظافة على جميع الأصعدة، «فالسبب الأساسي للإصابة بديدان البطن هو قلّة النظافة. لدينا أولاً النظافة الشخصية: عدم غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده، وعند الدخول إلى الحمام، والاستحمام وتنظيف الجسم باستمرار، استعمال المراحيض العامة، خاصة من دون تطهيرها أولاً... كلّها تسبّب ديدان المعدة. فضلاً عن ذلك، تتراكم أحياناً هذه الجراثيم والميكروبات تحت الأظافر، فتؤدي إلى ديدان المعدة.

• ثانياً، نظافة الطعام: لا نعرف اليوم في لبنان نوعية المياه التي نسقي فيها المزروعات. هي أحياناً مياه ملوثة، أو حتى مياه مجارير. كما قد تكون مياه الشرب أو الطهو ملوثة. وبالإضافة إلى استهلاك الأطعمة والمياه الملوثة، قد يسبب لمس الأتربة الملوثة ديدان البطن. كما يشكل تناول الأطعمة غير المطهوة جيدا سبباً لهذا المرض، ففي الكثير من الأحيان، تعيش الديدان في اللحم وتتكاثر (فهي بويضات).

• ثالثاً، قد تنقل بعض الحشرات الديدان إلى الإنسان، عبر لدغات ولسعات البرغش أو الذباب أو غيرها. كما يمكن نقل ديدان المعدة عبر العدوى من شخص إلى آخر».

الأكثر عرضة
عندما تظهر أي من العوارض المذكورة أعلاه، على المريض استشارة الطبيب فوراً لإجراء فحص زراعة البراز. وينبّه مبارك أنّ الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بدود المعدة هم «الأطفال (لا سيما عند بلوغ عمر الذهاب إلى المدرسة) نظراً لعدم وعيهم الكافي على النظافة الشخصية، الأشخاص ذوو ضعف في جهاز المناعة، المصابون بأمراض مزمنة، والمسنّون».

العلاج
أوضح مبارك أنَّ «علاج ديدان المعدة بسيط وقصير، ويقتصر على جرعة واحدة أو اثنتين، أو على علاج يدوم ثلاثة أيام كحدّ أقصى. ومن الأدوية، لدينا «الشربة»، التي تشلّ حركة الديدان وتقتلها فوراً. كما لدينا الأدوية المضادة لطفيلات الأمعاء، وغيرها. وقد يساعد العلاج ببعض الأعشاب على تطهير المعدة وقتل الديدان». وأضافَ: «أحياناً، نرى ديدان ظاهرة في البراز، وهذا أمر خطير يجب معالجته فوراً».

الوقاية
شدَّدَ مبارك على أهمية الوقاية من ديدان المعدة، وقدَّمَ لكم النصائح التالية:

• طهو الطعام بشكل جيد، على حرارة عالية للقضاء على الميكروبات فيه (اللحمة: أكثر من 36 درجة مئوية لقتل الديدان في حال وجودها)، وتفادي أكل اللحوم النيئة.

• استعمال المياه النظيفة وغير الملوّثة للشرب كما للطهو، لا سيما في المناطق الملوّثة وحيث لا رقابة على نوعية المياه. وفي حال أثارت نظافة المياه شكوكم، يمكنكم غليها ومن ثم استعمالها للطهو. فالغلي يقتل كل الجراثيم.

• غسل اليدين بشكل جيد بالمياه والصابون، لا سيما قبل تناول الطعام وبعده، وبعد استعمال الحمام، ويجوز استعمال المعقمات.

• قص الأظافر.

• تخصيص لكل فرد من العائلة أغراضه الشخصية: منشفة، ثياب، ليفة، إلخ.

• تناول الدواء المناسب، فسوء استعمال المضادات الحيوية قد يضرّك. إذاً لا يجب أبداً تناول هذه الأدوية من دون استشارة الطبيب.

ملحوظة: في حال إخراج قطعة لحم مجلدة من الثلاجة، علينا طبخها فوراً ولا يجب تجليدها مجدَداً بعد الذوبان».


الجمهورية