تم الإفراج عن ثلاثة من عمال معمل إسمنت الأرز في عين داره، حيث أخلي بداية سبيل كل من ربيع عبد الخالق وداني البنا، ولاحقا أفرج عن الشاب جواد زيتوني، ويأتي ذلك بعد ايام على إطلاق سراح العميد المتقاعد في الأمن العام سليمان يمّين الذي أطلق النار على عدد من حراس المعمل على خلفية محاولة محازبي الإشتراكي وبعض الأهالي قطع الطريق المؤدي الى المعمل، ما استدعى تحرك الحرس والعمال ومنع المتظاهرين من قطع الطريق عليهم، فوقع الإشكال وحصل إطلاق النار.
وتأتي خطوة الإفراج عن الموقوفين في ظل السجال السياسي الحاد الدائر بين الحزب الإشتراكي من جهة، وبين الحزب الديمقراطي اللبناني ومعه حزب التوحيد العربي من جهة ثانية، حيث يؤكدون وقوفهم الى جانب رجل الأعمال بيار فتوش، من أجل إستكمال العمل فيه لتشغيل معمل إسمنت الأرز بمنطقة جرد جبل عين داره.
أوساط سياسية داعمة لإقامة وتشغيل المعمل تشير لـ"الكلمة أونلاين" الى أن الأمور خرجت عن إطارها السياسي، حيث بات جزء كبير من أبناء بلدات الجبل، يرفضون ما يتم ترويجه من معلومات عبر الإعلام بهدف إثارة الرأي العام وتجييش أبناء المنطقة ضد المعمل، لا سيما بعد إطلالة رجل الأعمال بيار فتوش الإعلامية عبر قناة الأو تي في، التي لو لم تكن بما يطرحه فتوش لما إستضافته عبر شاشتها، وتشير الأوساط الى الكم الهائل من المستندات والوثائق التي قدمها فتوش والتي تؤكد على قانونية المعمل وبالتالي كشف أن ما يتم ترويجه في الإعلام مخالف للحقائق، خصوصا ما كشفه فتوش عن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي تبين أنه كان قد وقع هو ووزرائه في عامي 1996 و 1997 على القرارات التي شرّعت عمل معمل عين داره بالشكل القانوني.
وفي سياق متصل، تشير الأوساط الى أن عددا كبيرا من أبناء البلدات الدررزية المحيطة بمعمل عين داره، باتوا يكسبون رزقهم من معمل عين داره، والذي سيؤمن بعد إستكماله وتشغيله حوالي 2000 فرصة عمل تتنوع بين العمال العاديين، الى الإداريين والمهندسين والتقنيين والفنيين وباقي المجالات، ما يعني أن مزيداً من اليد العاملة الشابة ستكون أمام فرصة حقيقية لتحصيل لقمة عيشها.
واللافت، بحسب الأوساط، وجود عدد من الشبان المحسوبين على الحزب الاشتراكي سياسيا ضمن عمال معمل عين داره، والذي خلق فرص عمل تعتبر نادرة في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان بشكل عام وأبناء المناطق الجبلية بشكل خاص، حيث يعتمدون على العمل الموسمي الا ان معمل إسمنت الأرز سيتيح لهم وظيفة ثابتة صيفاً شتاء، ما يساهم في التخفيف من معاناتهم وضائقتهم المادية.
وعليه، ترى الأوساط أن الخلاف القائم حول معمل عين داره بات يأخذ منحى ذات طابع اجتماعي - اقتصادي اكثر منه سياسي، ما يعني أن رجل الأعمال بيار فتوش نجح في إمتصاص الحملة وحالة التجييش التي حاول النائب السابق وليد جنبلاط أن يقودها ضده، بهدف منع فتح معمل عين داره، وهذا ما يطرح السؤال عن التطورات المقبلة، بظل تأكيد رجل الأعمال بيار فتوش على تشغيل المعمل، وتحت سقف القانون والقضاء وبظل وقوف العمال من أبناء المنطقة الى جانبه.