خاص - حوادث السير تحصد حياة برنار ومارك... فإلى متى هذا الإهمال؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 24, 2019

خاص الكلمة اونلاين
عبير بركات

في هذا البلد الصغير المُصِرّ على الفرح دوماً رغم الخذلان المتكرر والاستهتار المتعمد من قبل المتربعين على عرش السُلطة، الذين يتقاذفون كـالكرة فيما بينهم حسب ما تمليه مصالحهم و نفوذهم، هناك استهتار من نوعٍ أخر أشدُ إيلاماً وأعمق تأثيراً، هو الاستهتار الذي يمارسهُ الإنسان تجاه نفسه ضارباً بـعرض الحائط قلوب كُلّ من أحبوه ومسبباً ندوباً في القلوب من الصعب تجاوزها

فلا يكاد يمرّ يوم دون أن نسمع عن حادث سير في لبنان بالرغم من تطبيق قانون السير الجديد، إلاّ أن حوداث السير في تزايد مُستمر وتحصد سنوياً مئات الأرواح، فقد سجلت غرفة التحكم المروري 4551 حادث سير في لبنان خلال العام 2018 كان نتيجتها 496 قتيل و5948 جريح وقد توفي مؤخرا المهندس الشاب برنار فاضل عن عمر 26 سنة والشاب مارك بو عون فيخرجون من صفوف جامعاتهم حاملين أحلاماً يتوقون لتحقيقها فتتحطم أحلامهم وقلوب أمهاتهم بسبب سرعة زائدة ام طرقات لا تصلح واشارات لا تحترم..

هذا الأمر يمثل كارثة حقيقية نعيشها في هذا البلد الذي باتت الفوضى سيّدته في شتّى الإتجاهات، فحوادث السير باتت تخطف من الأوراح أكثر ما تخطف الحروب والكوارث الطبيعية مما يجعلنا أمام العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقة التي تقف وراء هذه الكارثة

في الواقع لا يغيب عن بال أحد أن هُناك جزءًا كبيراً تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانيّة التي لا تزال إلى اليوم تسير بنفس العقلية البالية التي أوصلتنا وأوصلت لبنان إلى الهاوية والإنهيار الشامل، فالعديد من الطرقات تفتقد للإنارة بالإضافة إلى الحفر والتزفيت غير المُنظم، ولطالما تمت المطالبة من قبل الأهالي بضرورة صيانتها حفاظاً على السلامة العامة لكن لا حياة لمن تُنادي .

لا يكفي أن يتم وضع قوانين السير، بدون وجود أساسيات السلامة المرورية على الطرقات، كما أن هذه القوانين لا فائدة منها إذا لم يكن هناك حزم في تطبيقها .

إذاً فالدولة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية لكن لا نستطيع أن نبرئ السائقين من المسؤولية، فالكثير من حوادث السير تحدث نتيجة السرعة الزائدة من قبل البعض بالإضافة إلى أن البعض يقود وهو في حالة سُكر تامة.

فلماذا كُلّ هذه اللامبالاة الموجودة لدى البعض، فإذا كنا في بلد نطالب فيه الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها تجاهنا علينا نحن كأشخاص أن نكون مسؤولين تجاه أنفسنا وتجاه الأخرين الذين قد يصابون بالأذى بدون سبب سوى أن القدر جعلهم أمام سائق لا مسؤول.

و أخيراً ليس من حلّ لهذه الظاهرة المخيفة سوى قيام الدولة بكامل واجباتها في صيانة الطرقات بشكل يوفر السلامة المروريّة للجميع بالإضافة إلى قيامها بتطبيق حازم لقانون السيّر و بذلك تضع حداً للتهور واللامسؤولية الموجودة لدى الكثيرين

كفى دموع أمهات وآباء تسيل وأعمار تضيع.. انهم أثمن ما نملك.. هم أمل تغيير غدنا..

Abir Obeid Barakat