قيومجيان: لتخطي الثنائيات والمحسوبيات في التعيينات والتوجه إلى حكومة منتجة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 22, 2019


أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان ان منطق الأمور في لبنان يؤكد الا آحادية ولا ثنائية ولا ثلاثية تستمر، مشيراً ان التسوية التي قامت بين كل الفرقاء كانت بأن تكون الحكومة جامعة ومنتجة، ومضيفاً: "كما قامت التسوية ايضاً على تحييد الملفات الخلافية والنأي بالنفس والانكباب على العمل للنهوض بالوضع الاقتصادي، وآمل ان تستمر التسوية وتتوقف الخطابات التي تثير النعرات فالوضع السياسي لا يحتمل والاجدى العودة الى الانكباب على حكومة منتجة".

وفي مقابلة عبر برنامج "اقلام تحاور" من "صوت لبنان" – الضبية، شدد قيومجيان على انه: "اذا سقطت التسوية أو لم تسقط، الواقع اللبناني يتحدث عن ذاته، و"القوات" و"المستقبل" و"الاشتراكي" مكونات أساسية ولبنان لا يقوم الا على التوافق ولا يمكن استبعادهم. لقد جربوا حين شكلوا حكومة الرئيس نجيب ميقاتي واستبعدوا هذه المكونات ولكنها لم تنجح بمعالجة الامور. لبنان لا يقوم الا باعتماد التوافق هذه هي طبيعة نظامنا والديمقراطية التوافقية بغض النظر عن موقفنا منها".

اعتبر وزير "الشؤون" ان نتيجة رسالة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى رئيس الجمهورية إيجابية، متمنياً ان تترجم على أرض الواقع، ومضيفاً: "نحن نتعاطى مع موقع الرئاسة كموقع مستقل وكرئيس لكل لبنان".

قيموجيان الذي اشار الى ان الدكتور جعجع يعي خطورة ما تمر بها المنطقة ولبنان، اوضح ان الرسالة التي نقلها الوزير السابق ملحم الرياشي هي ثلاثية الابعاد.

واردف: "اولاً، هناك سلوك سياسي وتصعيد سياسي غير مجد، لذا تمنى جعجع على الرئيس لجم البعض لتهدئة الوضع السياسي فاثارة الخلافات والمزايدات الشعبوية الرخيصة لن تؤدي الى اي مكسب، إذ يجب على حزب الرئيس أن يضبط خطابه السياسي بشكل غير تصعيدي على الا يطال أفرقاء سياسيين ممثلين لطوائفهم، فالتصعيد ضد الرئيس الحريري او "الحزب التقدمي الاشتراكي" او "القوات اللبنانية" - وهؤلاء افرقاء اساسيين في تشكيل الحكومة وفي المكونات السياسية للبلد- لا يخدم الهدوء في الداخل.

ثانياً، يجب النأي بالنفس عن الوضع الاقليمي والمواجهة الكبرى، لا مصلحة للبنان الدخول في أتون الصراع بين أميركا وإيران، ولا مصلحة ان يدخل "حزب الله" - وهو احد اذرع الحرس الثوري الايراني – لبنان في مواجهة اقليمية. فالوضع الإقليمي خطير ويجب ابعاد لبنان عنه اذ لا يحتمل زجه في صراعات اقليمية، فوضعه السياسي والاقتصادي والمالي دقيق.

ثالثاً، التعيينات ونحن نطالب كقوات لبنانية الا تكون مسألة محاصصة بل ان تعتمد آلية واضحة على أساس الكفاءة لإعطاء الشباب اللبناني الأمل في لبنان وإمكان الوصول اكان حزبيا او غير حزبي بناء على الكفاءة".

رداً على سؤال، اجاب: "لا أرمي كل مشاكل البلد على حزب الله . للصراحة، لدينا معه مشاكل جمة من سلاحه غير الشرعي الى تدخلاته الاقليمية وارتباطه العضوي بإيران، ولكن ليس منطقياً رمي كل الملفات عليه، فنحن نرى ايضا ان مقاربة التيار الوطني الحر داخلياً خاطئة".

وعن العلاقة مع تيار "المستقبل"، قال: "ما يجمعنا بتيار "المستقبل" أبعد من الحكومة، ما يجمعنا ميثاقية متجددة منذ ١٤ آذار ومستمرة للوصول الى دولة سيدة وذات مؤسسات عصرية ولا عودة عنها".

واعرب وزير "الشؤون" عن تفهمه مخاوف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب السابق وليد جنبلاط من تحول التسوية الى ثنائية متحكمة بمفاصل البلد خصوصا عبر التعيينات، مضيفاً: "قد نختلف في اسلوب التعبير نحن وجنبلاط، ولكن اوافقه الرأي ان الثنائية تتحول الى تسوية مذلة سيئة للبلد. ونحن حريصون على تسوية جامعة لما فيه مصلحة البلد من دون اقصاء أي طرف أو الاستئثار بالدولة، على إنجاح العهد والحكومة ولكن لا يمكن ان تستمر الممارسة على ما هي عليه. أي استبعاد أو مس بالأساس الذي قامت عليه التسوية سينعكس سلبا على الحكومة. يجب الا يتم اي استئثار من قبل من لهم مواقع متقدمة في السلطة لاسيما رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية".

واكد قيومجيان حرص "القوات" على المصالحة مع "التيار الوطني الحر"، واسف انه عند كل اختلاف على ملف سياسي يتوجهون الى نبش قبور الحرب ويستحضرون الاحقاد، آملاً ان يعودوا الى رشدهم ويدركوا خطورة الخطاب التحريضي، وليبقى اي خلاف في اطاره السياسي البحت.

تابع: "تدخل رئيس الجمهورية اساسي لتصويب الامور اساسي وهو على سبيل المثال اوفد الوزير جريصاتي الى دار الفتوى. المعادلة الطائفية دقيقة وكذلك وضع البلد، لا تستطيع ساعة ان تصف الرئيس بري بالبلطجي وتعادي الشيعة، ثم تتحدث عن السنية السياسية وتعادي كل السنة وبعدها تتحدث عن ان المسيحي لا يستطيع ان ينام في الجبل خوفاً من الدرزي. هذه الاجواء لا تعكس الواقع اليوم. اللهم الا إذا كان هناك من يسعى اليها في خطوة استباقية للقول انا من أمثل المسيحيين وان لم تعطوني كل الحصة المسيحية فالمسيحيون غير ممثلين".

واردف: "هذا المعادلة خطرة وهذه جريمة بحق لبنان وليس بحقنا نحن. لدى المسيحيين تعددية تاريخية ومن الخطر العمل على احتكار تمثيلهم ووضع اليد على التعيينات من قبل فريق مسيحي واحد. التعيينات كما هي مطروحة اليوم خطرة على قدرة وصول الآخرين وعلى معيار الكفاءة".

كذلك، اعرب قيومجيان عن تفهمه ان يكون هناك بعض التعيينات السياسية أسوة بكل بلدان العالم كتعيين سفير في عاصمة مهمة او تعيين مدير عام الأمن العام من قبل رئيس البلاد، ولكن شدد على انه آن الأوان لاعتماد آلية معينة وترك الكفاءة والجدارة تأخذ حقها فلا يجوز ان يسود التعيين السياسي، داعياً الى تخطي المحسوبيات والثنائيات والتوجه الى حكومة منتجة.

قيومجيان رأى ان هناك عقوبات صارمة وتطبق بشكل حازم على ايران وتشمل في جوانبها المالية "حزب الله" والاذرع الإيرانية الأخرى، مشيرا الى ان ايران باتت مخنوقة اقتصادياً والعقوبات المفروضة سبب أساس.

ولفت الى ان هذا نوعا من حرب اقتصادية قائمة، لا سيما مع الشروط والبنود التي وضعها بومبيو للالتزام بها، معتبرا ان إيران تقوم بردة فعل من خلال بعض التحركات الأمنية والتفجيرات كي تبرهن ان الحرب العسكرية ضدها لن تكون سهلة.

أضاف: "نحن بأجواء حرب في المنطقة، سواء حرب اقتصادية او حرب بالواسطة او حرب مباشرة بين البلدان. الوضع الاقليمي خطر ويمكن ان يتدهور من حيث لا ندري، ولكن امام هذا المشهد الدقيق ما يعنينا كلبنانيين أن نحافظ على وطننا، لان وضعنا دقيق ودخولنا في هذا الصراع سيحرقنا وهذا ما نحذر منه".

وتابع: "هذا ما طلب الدكتور جعجع من الرئيس عون ان يتدخل لاجله وهذا ما طلبه من السيد نصر الله لابعاد لبنان عن هذا الوضع الخطير، وبالتالي أي استعمال لورقة "حزب الله" سينعكس سلبا على لبنان وسيدمره. وضع لبنان سيتدهور إذا انخرط "حزب الله" في المواجهة بين الولايات المتحدة وايران"".

وامل قيومجيان ان ننأى بنفسنا عن هذا الموضوع وان نبعد لبنان من هذا الشر الذي قد يأتي، مشددا على ضرورة العمل لخدمة مصلحة البلد العليا. ورأى ان العلاقات الدولية تعمل لمصالحها ولكن بعض الدول كالسعودية والخليج وفرنسا تحب لبنان، وهي تقدم النصائح له ان في الشأن الداخلي ام الخارجي وبالتالي لا أحد يريد شيئاً من لبنان، الا الاهتمام بأموره وأخذ الحياد الإقليمي والدولي لينجح في تخطي أزمته الاقتصادية.

اما عن عودة النازحين السوريين الى بلدهم، أمل ان تنجح الخطة الروسية التي لا نعرف تفاصيلها وان تضغط روسيا على النظام لعودة السوريين الى بلدهم. واوضح ان الآمال كانت معلقة على زيارة الرئيس عون الى موسكو للمس دفع جدي في الملف الا انها جاءت مخيبة للآمال وبتنا نسمع من روسيا نفس خطاب واشنطن والغرب بما خص العودة الامنة والحل السياسي.

وزير الشؤون الاجتماعية توقف عند التشنج الاجتماعي الحاصل في المناطق اللبنانية كافة، مشيرا الى ان إحصاءات الأمم المتحدة تظهر ان 90% من السوريين يرغبون بالعودة كما ان جميع اللبنانيين يريدون ذلك وبالتالي لا داعي للمزايدة في هذا الموضوع.

وتابع: "المزايدة ليست جيدة ومنتجة وفعالة ولا تؤثر بشكل إيجابي على الملف، كما ان جميع المتهَمين بالعنصرية لا ينجحون بالوصول الى نتائج إيجابية".

وذكر بالخطة التي وضعها وزير العمل كميل ابوسليمان لمكافحة اليد العاملة غير الشرعية، معتبرا انها جيدة جدا.

كما تطرق الى الخطة التي طرحهم لموضوع النازحين بعد عودته من بروكسيل ولكنها لم تطرح على طاولة مجلس الوزراء، سائلا عن الخطوات التي اتخذتها وزارة الخارجية للضغط على المجتمع الدولي لعودة النازحين.

وشدد على ضرورة وضع الحكومة خطة موحدة عوض ان يعتمد كل منا على خطة في هذا الملف. وتوقف عند المعابر غير الشرعية، قائلا: "يجب إغلاق هذه المعابر، فمن يستطيع أن يجزم بانها تسمح بتهريب البضائع ولا يدخل عبرها داعشيون؟! مخاطر الارهاب الاقتصادي لا تقل عن مخاطر الإرهاب الأمني على لبنان الذي يشهد اقتصادين متوازيين: اقتصاد شرعي وآخر غير شرعي".