خاص- هكذا يأتي رد قائد الجيش على إستهداف باسيل له رئاسياً

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 22, 2019

خاص- الكلمة أون لاين

المحرر السياسي

شكلت زيارتا قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون إلى كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية مناسبة لإطلاق النار بطريقة غير مباشرة عليه من قبل رئيس "تكتل لبنان القوي" الوزير جبران باسيل، لاعتباره ان هذا الحراك يعتبر بمثابة دخول القائد الحلبة الرئاسية كما حصل مع قادة سابقين للجيش اللبناني انتقلوا من وزارة الدفاع الى قصر بعبدا وآخرهم الرئيس العماد ميشال عون.

وأتى التضييق على المؤسسة العسكرية من باب تقليص موزانتها بهدف تسجيل نقطة معنوية على العماد ميشال عون بأن عهده شهد تقلصا لحقوق المؤسسة واحتياجاتها، وصولا الى حد تقليص تغذية أفرادها، ليتم على سبيل المثال اقتطاع غذاء أسبوعي كان يتضمن "السمك" الذي هو حاجة نظرا لاحتوائه على مادة يحتاجها الانسان بحيث يعتمد الجيش اللبناني دراسات دولية لتغذية أفراده لكن بكلفة أقل عن البروتوكول المعتمد في تلك الدول.

والأخطر من ذلك هو الفخ الذي يعد لقائد الجيش من خلال الضغط السياسي لإلغاء التدبير رقم 3 بحيث يؤثر ذلك على المهمة الداخلية الموكلة للجيش بقرار من مجلس الوزراء، لأن ذلك يؤدي إلى نقص في العناصر التي تؤمن الدوريات والأمن بحيث قد يشكل الأمر فرصة لبعض الإرهابيين والمشاغبين للاستفادة من عدم وجود واقع أمني سليم فيستغلون هذا الوضع لممارسة خططهم، بحسب خبراء عسكريين.

إلا أنه في كل ذلك يجب القول ان قائد الجيش بعيد كل البعد عن الحسابات الرئاسية وهو ينصرف الى متابعة شؤون المؤسسة وعناصرها على اكثر من صعيد، حتى انه يتجنب استقبال زوار خارج اطار الحاجة للقاء بهم لينهي يومه الطويل والضاغط بالانتقال الى منزله والانصراف الى القراءة، على ما لاحظ سفير سابق أحب أن يقدم له كتابه، حيث استنتج منه بأنه ينصرف الى القراءة والمطالعة لمواضيع استراتيجية وحيوية في منزله ليلا.

اي ان الرجل الذي هو محط ثقة رئيس الجمهورية ويعمل على التأكيد عليها في أكثر من محطة، لا ينسج علاقات تدخل في الحسابات الرئاسية التي هي غير موجودة في ذهنه، ويطلق بعضهم عليه النار من زاوية الحذر منه بعد تنامي الكلام الدولي بأن الرجل يشكل في حد ذاته حالة خاصة تميزت بابتعادها عن السياسة وتجاذباتها وانصرافه الى تحديث الجيش اللبناني من خلال تلبيته الدعوات الى كل من واشنطن والسعودية، إذ في واشنطن طلب القائد تزويد لبنان باسلحة تقوي قدرات جيشه لمكافحة الارهاب وضبط الامن وحصل على وعود بتلبيتها وبعضها باتت متطورة تكنولوجياً.

كما ان زيارته السعودية تأتي تلبية لدعوة سابقة اجلتها الظروف السياسية في البلاد، وهو حمل اليها حاجة الجيش اللبناني الى دعم من اسلحة وذخائر نظرا لكون تسليحها اميركي المصدر اسوة بالجيش اللبناني.

لكن في الوقت ذاته يعيش الرجل، الذي اطلق صرخة من "مجمع فؤاد شهاب" رفض فيها المس بحقوق المؤسسة العسكرية ودافع عن مطالبها، في واقع بعيد كل البعد عن الحسابات السياسية مقدما همه العسكري على اي طموحات لا بل هو الى ذلك واضح في مواقفه، حيث سمعوا منه في واشنطن، كما يروي دبلوماسيون، ان تقوية الجيش اللبناني هي خيار استراتيجي لكلا البلدين وانه لا يقبل ان يصطدم الجيش مع حزب الله لان ذلك مشروع حرب اهلية، وهذه القناعة يقولها في اي زيارة واي لقاء بحيث لا يتكلم الرجل لغتين انسجاما مع مسيرته وتاريخه وترجمة لمصداقيته التي جعلته محط انظار، نظرا لإدارته المؤسسة العسكرية وانسجاما مع مسيرته وتاريخه بما استدعى اطلاق النار عليه ومحاولة تطويقه لاستدراجه نحو الانزلاق الى الساحة الداخلية بهدف تسجيل نقاط سلبية عليه وحرقه لاقصائه عن الحلبة الرئاسية التي هي بعيدة عن حساباته.

وإذ كان باسيل فتح النار على قائد الجيش لحسابات خاصة كما هو الأمر مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فإن اللافت تحول "التيار الوطني الحر" من داعم للمؤسسة العسكرية الى هادف للتضييق حتى على المتقاعدين من ابنائها ليأتيه الرد من ضباط تميزوا بولائهم لهذا الفريق السياسي من زاوية تأييدهم للعماد ميشال عون يومها، ليلمس المتقاعدون كما بات الأمر داخل المؤسسة العسكرية، ان وزير الخارجية يشكل خصما لهذا الفريق الذي قدم شهداء وجرحى دفاعا عن لبنان، لحساباته الرئاسية، كما ان باسيل لم يستطيع ان يكون له تأثير على المؤسسة العسكرية التي نجح قائد الجيش بابعادها عن السياسة.

والذي يحصل مع العماد جوزاف عون، حسب المراقبين، هو ان الرجل يدفع ثمن مصداقيته ومناقبيته كضابط ناجح في المؤسسة مع فريق عمل من الضباط الذين اختارهم ليشكلوا فريق عمل ينهض بالمؤسسة ويقوي دورها وسط ثقة رئيس الجمهورية والحكومة والمواطنين بها، خلافا للذي يشهده البعض من الذين يأخذون البلاد من معركة إلى أخرى ومن أزمة إلى أخرى على غرار ما حصل بعد عملية الإرهابي عبد الرحمن مبسوط في طرابلسن كحادث يحصل في اكثر الدول امانا، في حين ان لبنان متاخم لكل من سوريا والعراق بقي يمنأى عن هذا النوع من العمليات، نتيجة سهر المؤسسة العسكرية والأجهزة الامنية كافة، التي تقوم بعمليات استباقية وتشل حركة الارهابيين.

لكن الذي حصل هو ان بعضهم هدف لتسجيل نقاط سياسية على حساب المؤسسة العسكرية واجهزتها التي قدمت شهداء في طرابلس، وذلك لحسابات خاصة كما حصل مع قوى الأمن الداخلي دون أن يكون المسؤول مسؤولا عما يقدم عليه بحيث تشكل مواقف السياسيين احيانا مسا بالاستقرار والامن في حين يفترض بهم ان يكونوا الداعمين للمؤسسة العسكرية الى جانب الغطاء الشعبي الذي يوفره المواطنون لها نظرا لثقتهم بانجازاتها وقياداتها.

كما ان قائد الجيش البعيد عن الحسابات الرئاسية يرفض الإجابة والدخول في سجالات رئاسية ويأتي رده من خلال تأكيده على دوره كقائد للجيش المؤتمن على الأمن بحيث يشكل هذا الرد الجواب الكافي لمن يطلق نيرانه الرئاسية عليه.