لهذا السبب... واشنطن تستعجل حل "النزاع الحدودي" بين لبنان وإسرائيل

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 12, 2019

أنهى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد زيارة إلى بيروت قد تكون الأخيرة له وهو في منصبه، استعرض خلالها مع المسؤولين اللبنانيين إلى أين وصلت جهود الوساطة في ملف النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل.

وقام ساترفيلد بجولة الثلاثاء قادته برفقة السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد إلى لقاء كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيرة الطاقة ندى البستاني لمعرفة الموقف اللبناني من الرد الإسرائيلي على مقترحات ترسيم الحدود، خاصة في علاقة بفصل النزاع البري عن البحري والسقف الزمني للمفاوضات التي ستجرى برعاية أممية.

وزار المسؤول الأميركي أيضا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فضلا عن وزيرة الطاقة ندى البستاني التي غرّدت لاحقا على حسابها على تويتر قائلة “اجتماع إيجابي مع مساعد وزير الخارجية الأميركية وأبلغني أن الإدارة الأميركية تشجع الشركات على الاستثمار في قطاع النفط في لبنان”.

وتقول مصادر مطلعة إن جولة ساترفيلد كانت مفيدة لجهة تقريب وجهات النظر الإسرائيلية اللبنانية، مشيرة إلى أن الأمور بلغت مرحلة دقيقة، مع رغبة أميركية شديدة في إنهاء هذا النزاع، الذي يشكل أحد مسببات التوتر في المنطقة، فضلا عن تداعياته على ملف الاستثمار في الطاقة في شرق المتوسط.

ويرى متابعون أن تسارع الجهود الأميركية لوضع الطرفين على طاولة الحوار لا يعني أن الأمور قد تبلغ خواتيمها السعيدة، ذلك أنه إلى اليوم تصر إسرائيل على فصل النزاع البري عن البحري، كما أنها ترى بضرورة وضع جدل زمني بمدة 6 أشهر، الأمر الذي يرفضه لبنان.

ويشير المتابعون إلى نقطة ثانية قد تفرمل الاندفاعة الأميركية، وهي الأزمة السياسية في إسرائيل بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي جديد والسير في خيار إجراء انتخابات تشريعية جديدة يرجح أن يتم إجراؤها في سبتمبر المقبل.

ويلفت هؤلاء أيضا إلى تعيين واشنطن لديفيد شنكر مساعدا لنائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى خلفا لساترفيلد.

ويعتقد أن انتقال ملف الوساطة من ساترفيلد إلى شنكر قد لا يكون عائقا أمام مواصلة واشنطن لهذه الوساطة، لكنه قد يستغرق وقتا إضافيا مرتبطا بأسلوب شنكر ومقاربته لملفات المنطقة.

ورغم أن هناك عوامل عدة قد تؤخر عملية التفاوض لكن الإدارة الأميركية تبدو متمسكة بتحقيق هدفها. ونشرت صحيفة التايمز البريطانية مؤخرا تقريرا لمراسلها في بيروت، ريتشارد سبنسر، بعنوان “صفقة غاز تفتح الباب أمام محادثات إسرائيلية مع لبنان”.

وتسعى واشنطن إلى استغلال الانفتاح اللبناني على تسريع جهود الحل، والذي ترجم في عرض الرئيس ميشال عون على السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد في 9 أبريل جملة من “الأفكار” حول رؤية لبنان لحل النزاع.

وقالت المعلومات إن السفيرة التي تفاجأت بهذا التحول في الموقف اللبناني جالت على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري لتفقد وجهة نظر القوى الأساسية في البلد حول هذه المسألة الحساسة.

وكان اجتماع ثلاثي ومفاجئ قد عقد في 6 أبريل بين عون وبري والحريري في قصر بعبدا، قيل حينها إنه لبحث مسألة الموازنة، ليتبيّن في ما بعد أنه كان للاتفاق على “الأفكار” التي سلمها عون لريتشارد بعد ثلاثة أيام.

وسارعت السفيرة إلى إعلام الإدارة الأميركية التي أوفدت سريعا مبعوثها ساترفيلد إلى المنطقة حيث قام بجولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل للبناء على هذا التطور.

وقال سبنسر إن الوزير الأميركي مايك بومبيو، مَثّل المحرك الأساسي لهذا التحول، إذ أنه يعتقد أن وجود حقول غاز لحلفاء واشنطن شرق البحر المتوسط قد يقلل من الاعتماد الأوروبي على روسيا.

وقد أسفرت زيارة ساترفيلد لإسرائيل عن بروز أجواء إيجابية. ورأى المراقبون أن التحول المفاجئ في مواقف إسرائيل من الكلام عن الحرب القريبة إلى الكلام عن التنمية والاستثمار يعكس معطيات حقيقية حول قرار دولي لحل أزمة الحدود بين لبنان وإسرائيل من أجل رفع أي عراقيل تحول دون الشروع في استغلال حقول الغاز في كل المنطقة. ويكاد يجمع المراقبون في بيروت على أن العرض اللبناني جرى بموافقة وربما بدفع من حزب الله. وقد أثار الأمر أسئلة حول سر التحول في موقف الحزب لجهة دعم إجراء لبنان مفاوضات شبه مباشرة مع إسرائيل بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، خصوصا أن التوتر على أشده بين الولايات المتحدة وإيران.

وأوضح سبنسر في مقاله في التايمز أنه كان يُعتقد أن حربا على وشك الاندلاع بين إسرائيل ولبنان. لكنّ الجانبين اتفقا على محادثات بوساطة أممية قد تساعد على الاستفادة من حقل غاز في البحر المتوسط. ويقول تقرير التايمز إنه لا توجد ضمانات لنجاح المحادثات.


العرب اللندنية