المطران منصور في حفل تخريج دفعة من طلاب المعهد المهني الأرثوذكسي في عكار : أنتم الجيش المنتقل إلى معركة التربية والقيم
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 12, 2019
برعاية راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس، المتروبوليت باسيليوس منصور وحضوره،احتفل المعهد المهني الأرثوذكسي في الشيخ طابا- عكار، بتخريج دفعة من طلابه للأعوام ٢٠١٧- ٢٠١٨ في باحة المعهد. حضر حفل التخرج، إلى جانب المطران باسيليوس منصور، فضيلة الشيخ مالك الجديدة، رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار، النائب السابق نضال طعمة، مدير المدرسة الوطنية في الشيخ طابا- عكار، رئيس رابطة التعليم المهني والتقني في لبنان، الأستاذ عبد القادر دهيبي، رئيس دائرة عكار في التعليم المهني والتقني، الأستاذ ورد الورد، مدير جامعة البلمند- فرع بينو، د. الياس خليل، المفتش التربوي، الأستاذ كميل كلينك، مدير المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في رحبة، قدس الأب بولس كوسا، مدير مركز القديس بولس للخدمات الشاملة، الدكتور جوزيف الرشكيدي، مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي، الدكتور أسعد السحمراني، مدير المعهد، المهندس جرجس خليل، فعاليات روحية، دينية، تربوية، أمنية، إجتماعية وإعلامية، أهالي الطلاب. وسط اللافتات العملاقة التي سطرت مشعل التربية في المعهد، وعزف فرق الكشافة، ورفع الأعلام اللبنانية، بارك صاحب السيادة المتروبوليت منصور حفل التخرج، تلاه دخول موكب الطلاب الذين بلغ عددهم ١١٦ خريجا من مختلف الاختصاصات نالوا المراتب الأولى على صعيد لبنان والشمال وعكار. بعد النشيد الوطني، ألقت المسؤولة الإعلامية في المعهد، الإعلامية ليا عادل كلمة قالت فيها: إن المعهد قدم كل ما تحتاجه أسرة قوامها أساتذة ارتقوا برسالتهم حدود الشمس، وها هم اليوم أمامكم وقد علموا وأيقنوا معنى البذل لكي ينيروا بدورهك مصباح العتمة وأمل محتاجيهم هذه المساعي لما كانت تسير وتحقق نجاحات باهرة في رفع راية التربية والتعليم في صرحنا المهني لولا سهر وتفاني راعينا المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، وادارة المعهد بشخص مديرها الأستاذ جورج خليل والمنسقات والمنسقين والاساتذة، جميعهم تطلعوا سويا نحو التطور المطلوب، وها نحن كعادتنا ننتظر التفوق المنشود وهو ليس بجديد على معهدنا. لقد جعل معهدنا من كل طالب قيمة مميزة بحد ذاتها، لأننا تعلمنا كيف نصحح الخطإ وميزتنا في هذا المعهد هي الاستقلالية والأخلاق والتربية ومن ثم التفوق. فبورك هذا الصرح الذي اعطى لعكار دون طلل او تعب وخرج المئات من الطلاب الذين باتوا روادا في حقلي المعرفة والعلم حتى أصبحت منطقتنا تجمعا علميا وثقافيا نفنخر به جميعنا". من ثم، ألقت الطالبة المتفوقة ٱيات الحسن التي حازت على المرتبة الثانية في لبنان كلمة، جاء فيها: "باسمي و باسمكم جميعا أتقدم بالشكر لأفراد الهيئتين التعليمية والادارية و الاعـتزاز لي و لكم أن نكون خريجين لهذا المعهد. ففي هذا اليوم ، تتعانق الارض والسماء، إنه يوم التخرج الأسعد بين الأيام التي مضت و انطلاقة نحو مستقبلا نحقق فيه الامال و الأمنيات من اجل بناء وطن ثقافي حضاري. سنرتدي عباءات تخرجنا، و نسمع أصوات تصفيق من حولنا ، نرى فرحة أمهاتنا و أهالينا في هذه اللحظات التي لطالما انتظرناها وانتظروها ، سنرفع قبعات تخرجنا لنتوج أجمل السنوات التعليمية التي مضت و نستقبل مشوار حياتنا الجديد لنخطو نحو الغد الأفضل."
أعقبتها، كلمة أساتذة المعهد المهني الارثوذكسي العالي، ألقتها الأستاذة لينة السحمراني، جاء فيها: " إنّ المعهد المهني الأرثوذكسي العالي، يشكّل في محافظة عكّار أنموذجاً فريداً، لناحية الأهداف التعليميّة والتربويّة والاجتماعيّة التي يسعى جاهداً لتحقيقها، وهذا بتوجيهٍ حثيثٍ من سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام مشكوراً، الذي يدعونا دائماً في كلّ مناسبةٍ ومحطّةٍ نحن المعلّمين لنكون عائلةً واحدةً، وجسداً واحداً إن مرض منه عضوٌ تداعت له باقي الأعضاء بالتعاون، وما هذا التأكيد من قبله، إلاّ لمعرفةٍ عميقةٍ منه بأنّ الإنجاز والتميّز لا يمكن تحقيقه إلاّ بالاتّحاد والتكامل بين الإدارة والمعلّمين. وهذا الاتّحاد، كان المبادر له المدير الأستاذ جرجس خليل، الذي يحرص دائماً على متابعة المناهج، والدروس، ومعالجة بعض الإشكاليّات البسيطة مع الطلاّب، وتأمين كلّ ما يحتاجه المعلّم من مراجع ومختبرات ووسائل إيضاح، عدا عن اعتماده أسلوب الإدارة المهتمّة بالهيئة التعليميّة والطلاّب معاً. ويسانده في مهمّاته المتشعّبة الهيئة الإداريّة التي تسهر على تسيير الأعمال في المعهد". أما مدير المعهد المهندس جورج خليل، فقال في كلمته: " لَقَد أرادَ سيّدُنا وراعينا باسيليوس، أَنْ يكونَ هذا المعهدُ صرحاً للتربيةِ والتعليمِ، وأرادَ لطلاّبِهِ أن يَتَعايَشوا، ويتلاقوا، ويتّحدوا اجتماعيًّا مَعَ بَعْضِهِم البعض، فَيَتَضامنونَ فيما بَيْنَهُم على إنجازِ الفروضِ والبحوثِ من جهةٍ، وعلى الحُزْنِ والفَرَحِ من جهةٍ أخرى. هَذِه الرؤْيةُ الوطنيّةُ المتقدّمةُ يُشارِكُهُ فيها رئيسُ دائرةِ الأوقافِ الإسلاميّةِ في عكّار، الشيخ مالك جديدة، الذي يلعبُ دوراً هامًّا في توعيةِ وتوجيهِ الشبابِ والشابّاتِ، وإبعادِهِم عَنِ الفَهْمِ الخاطِئِ لجوهرِ الدين، وينادي دائما وأبدا بالوفاق لا بالاختلاف. معهدُنا المهنيّ الأرثوذكسي، هو مشروعٌ مشتركٌ مع مديريّةِ التعليمِ المهني والتقني، وبهذِهِ المناسبةِ ننوِّهُ بالتجاوبِ وبالرعايةِ التي يَخُصُّ بها رئيس دائرة التعليم المهني في عكّار الأستاذ ورد الورد معهدَنا، وله من المعهدِ إدارةً وأساتذةً وطلاّباً وأولياءَ أمورٍ تحيّةً خالصةً. وهنا لا يَسَعُني إلاّ أَنْ أشكرَ أيضاً رئيسَ المشروعِ المُشْتَرَكِ الأستاذة ماري فرنسيس التي مُنْذُ البدايةِ أَدْرَكَتْ جيّداً الرسالةَ التي يُؤَدِّيها مَعْهَدُنا في محافظةِ عكّار، فكانَتْ مِنَ الداعمينَ الأبرز له. أمّا الزملاء والزميلات من إداريّين وأساتذة، فهم من يسهرونَ على تأهيلِ طلاّبِنا ونقلِ العلمِ والخبرةِ لهُم، وهُم الذينَ يَتَكَيَّفون مَع الشخصّياتِ والطِباعِ المتنوّعةِ للمُتَعَلِّمينَ، لتأديةِ رسالتِهِم السامية، لذا أتوجَّهُ إليهم بالشكرِ لحُسن تعاونهم مع الإدارة وللنتائج الباهرةِ، فَهُم أحد أَهَمِّ صُنّاعِها. وطلاّبُنا الأعزّاءُ هُم طرفٌ أساسٌ في العَمَلِيَّةِ التعْلِيمِيَّةِ، ومنْهُم مِمَّنْ تخرّجوا أو سيتخرّجونَ هذا العام، كواكبُ منيرةٌ، ومجموعاتٌ واعدةٌ على المستوى الوطنيّ، وعلى مستوى سوقِ العَمَلِ ونَعْتَزُّ بِهم، ونَأْمَلُ مِنْهُم أَنْ يَبْقوا الأوفياءَ لرسالةِ معهدهِم. أيّها الحضورُ الكريم، معهدُنا المعهد المهني الأرثوذكسي العالي، بِكُلِّ إدارِيِّيهِ ومُعَلِّميهِ، ومِنْ خِلالِ بركةِ توجيهِ صاحبِ السيادةِ سيّدنا باسيليوس، استطاعَ أَنْ يُسَجِّلَ في عديدِ المرّاتِ حالاتِ تفوّقٍ في الشهاداتِ الرسميَّةِ على مستوى لبنان، حَيْثُ حَصَدَ طلاّبُهُ المرتبةَ الأولى في ثلاثِ اختصاصاتٍ عدا عن باقي المراتبِ بَيْنَ الأوائِلِ، وكذلك في مَيْدانِ التحْصيلِ الجامِعِيِّ في الدراساتِ العُلْيا، تَأَلَّقَ طلُاّبُنا وكانوا مَحَطَّ الأنظارِ، وإنَّنا في احتفالِنا هذا نُعاهِدُ طلاّبَنا وأولياءَ أُمورهِم وقَبْلَ الجميع، راعي المعهدِ سيّدنا باسيليوس أَنْ نَبْقى في حالةٍ مِنَ المثابَرَةِ والفِعْلِ الإيجابيِّ كَيْ نَرْتَقي بِطلاّبِنا، ويَرْتَقي بِهِم مَعْهَدُنا." كما كانت كلمة لرئيس دائرة التعليم المهني والتقني في عكار، الأستاذ ورد الورد، أكد فيها ان عكار التي تشهد للعيش المشترك، تشهد أيضا لسيادة المطران باسيليوس منصور، وفضيلة الشيخ الدكتور مالك الجديدة، ولسعيهما الدؤوب في مجال التربية والتعليم. وقال: " لقد تأخر في مجتمعنا نسبيا الإهتمام بالتعليم المهني والتقني، وذلك لأسباب ثقافية وتنموية، حيث كان التعليم الأكاديمي هو المفضل للطالب، لكن بعد أم تفاقمت واستشرت ظاهرة البطالة عند العديد من الخريجين الأكادميين، وازداد الطلب على اليد العاملة المتخصصة في شؤون العمل والانتاج، بدأت تظهر نظرة جديدة نحو هذا النمط من التعليم المهني والتقني الذي بدأ يشكل نجاحات واسعة في شتى الميادين". وأضاف:" إن المعهد المهني الأرثوذكسي العالي يعد من أهم المعاهد في لبنان، كما ونوعا، وذلك بفضل، إدارته الحكيمة الممثلة بالمدير المهندس جرجس خليل، وبتوجيهات المتروبوليت باسيليوس منصور".
بدوره، شدد فضيلة الشيخ د. مالك الجديدة في كلمته على أن العلم هو مفتاح الأرض، والمجتمع بحاجة لكل العلوم لأنها مفتاح الأرض والسلام. وقال: " نحن اليوم في هذه القلعة الحصينة، والربوع الطيبة، التي عودتنا دائما أن نخرج منها أنامل الطيبة والمحبة. ومن هنا دعوني أرفع الصوت عاليا وأقول لأولئك الذين يعيشون في الظلام الدامس، أنه كلما خرجتم لنا رأسا" شيطانيا"، سنخرج لكم رأسا علميا. هذه هي هدية أمتنا. نحن هنا في بلد مقدس، في بلد العلم والمعرفة والأصالة، نحن حنا نتحلق بالجناحين المسيحي والاسلامي، ننشد المحبة في سبيل وطننا، لا وفاء لمن يدعي الدين الدين إذا لم يخلص لوطنه، وكونوا على ثقة أن المحبة هي التي ستنتصر شاء من شاء وأبى من أبى". وتوجه إلى الخريجين بالقول:" لا تجعلوا عتبة السياسة تحبطكم، وتنال من عزيمتكم، فاغلبوها". بدوره، أشار المتروبوليت باسيليوس منصور في كلمته إلى أن" العلم هو طريق النبؤة، وعلى الإنسان أن يفتش دائما عن السلم، لأنه إذا ما تفاقم الحقد والفساد في أي مجتمع، يصبح هذا الأخير، ٱيلا للسقوط". وأشاد المتروبوليت منصور، بنجاحات المعهد وتفوق الطلاب، مهنئا الادارة والاساتذة، بجهودهم المبذولة في سبيل رفع راية هذا الصرح التربوي في محافظة عكار، التي تستحق الكثير والكثير. وتوجه إلى الخريجين بالقول:" كونوا أمناء لوطنيتكم، وحافظوا عليها، واحملوا مشعل العلم، فمن كان مع الله والعلم، فلا أحد يخاف". بعد تلاوة الكلمات، قدم الأستاذ جوزيف سعادة باقة من الأغاني الوطنية التي ألهبت قلوب الحاضرين وسط تصفيق الطلاب وتفاعلهم مع هذا الحدث التربوي الوطني. ثم، كرم مدير المعهد والاساتذة والطلاب، كل من المطران منصور، الشيخ مالك الجديدة، الأستاذ ورد الورد، جوزيف سعادة، وقدم لهم مدير المعهد دروعا تقديرية وهدايا تذكارية. كما خص المدير المهندس جورج خليل الاعلامية ليا عادل بتكريم خاص، سبقته كلمة القتها الاستاذة ديالا بربر أكدت فيها أن" الاعلامية ليا عادل ٱمنت ان الاعلام رسالة وليس مهنة، وقدمت للوطن وللمعهد عطاءات لا متناهية وأقل ما يمكن تقديمه إليها هو التكريم". بدورهم، أساتذة المعهد، ومجلس الطلاب، خصوا مدير المعهد بتكريم مميز، عبارة عن درع تكريمي، وصورة لشخصه رسمتها الأستاذة حنين طعمة. وفي ختام الحفل، تم توزيع الشهادات والدروع التكريمية على الطلاب، وقطع قالب الحلوى، ورمي القبعات، وسط أجواء من الفرح سادت في ربوع عكار.