جاء في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل": "وهناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري، تتحين الفرص لرصد هجمات الآخرين والدخول منها على خطوط التهجم عليه والاساءة إلى دوره من مواقع الدفاع عنه. هؤلاء يهجونه في معرض المدح أو يمدحونه في معرض الهجاء… لا فرق. المهم أن يصاب الرئيس الحريري ولا بأس أن تصاب معه كرامة أهل السنة، إذا كانت النتيجة أن تتهيأ لهم من بعده بيارق الزعامة".
مصادر في المستقبل كشفت ان المقصود في المقدمة هو وزير الداخلية السابق النائب نهاد المشنوق، فالعلاقة بين الرئيس الحريري والنائب المشنوق، يشوبها الكثير من الحساسية والبرودة، حيث مرت وتمر بشكل دائم بمشاكل لكن يبقى الخلاف بعيداً من الأضواء.
لماذا المشنوق ؟
الوزير المشنوق دعا من دار الافتاء الى إنهاء التسوية الرئاسية في معرض رده على وزير الخارجية جبران باسيل بعد كلامه عن ان السنية السياسية أتت على جثث المارونية السياسية. دعوة المشنوق الى إنهاء التسوية اثارت حفيظة القريبين من الرئيس الحريري، لان التسوية، كما أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، كذلك أتت بالحريري رئيساً للحكومة، علماً ان المشنوق أول من روج للتسوية، أي أن إنهاء التسوية هو بحد ذاته إنتهاء للحريري، من هنا جاءت الضربة قوية، لأن من يصوب على التسوية يتخطى الخطوط الحمر بالنسبة الى "تيار المستقبل".
بغض النظر ما إذا كان المشنوق على حق او لا، الا ان ثمة في التيار الأزرق من يكشف ان بعض المقربين من الحريري ينظرون بعين الريبة الى المشنوق، وكل من لديه اي طموح سياسي لخلافة الحريري بالدخول الى السراي الكبير على السجاد الأحمر، لذلك عمدوا الى إطلاق النار عليه من خلال مقدمة "المستقبل"، ولتوجيه رسائل الى اكثر من جهة في البيت الداخلي.
فالتسوية التي دخلها الرئيس الحريري هي تسوية تاريخية، بحسب مصادر في المستقبل، حيث وفرت على لبنان الكثير من المآسي والأزمات، وقد ضحّى الحريري كثير اً في سبيل إنهاء الأزمة وقدم الكثير من رصيده الشعبي والمالي.
المصادر التي تؤيد الهجوم على المشنوق، تعتبر ان الحملة التي شنت على الحريري وسياسته وطريقة مقاربته للملفات والخلافات من بعض الشخصيات السنية يقف وراءها الوزير المشنوق.