خاص- المفتي الشعار لـ"الكلمة أونلاين" هكذا نواجه "داعش" فكرياً

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 6, 2019

يوسف الصايغ - الكلمة أونلاين
أرخت عملية طرابلس الإرهابية بظلها على المشهد العام في لبنان وجاءت بمثابة جرس إنذار، للتحذير من خطر التنظيمات الإرهابية ومخططاتها المُبيتة لتفجير الساحة اللبنانية والعبث بالأمن والإستقرار، من خلال الأفراد والعناصر المتأثرة بالفكر الداعشي المتطرف، وما يثير المخاوف بعد عملية طرابلس عن مدى تغلغل الفكر الإرهابي بعقول الشباب المسلم وجعلهم قنابل موقوتة، يمكن أن تنفجر في أي لحظة على غرار ما حصل خلال عملية طرابلس الأخيرة، التي نفذها الإرهابي عبد الرحمن المبسوط، حيث تبين أنه تأثر بفكر تنظيم داعش الإرهابي وخضع لدورة شرعية في الرقة".
فكيف يمكن العمل على مواجهة الفكر المتطرف، وما هي الخطوات التي تتخذها المؤسسات الدينية، لا سيما دار الفتوى للحد من ظاهرة التطرف ومواجهة الفكر الإرهابي؟
في هذا السياق يشير مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في حديث لـ"الكملة أونلاين" الى أنه سبق وأعرب عن أمله بأن تكون هذه العملية فردية، وألا يكون لها أي علاقة بمجموعات يمكن ان يكون لها تأثير سلبي، ويلفت الى أن التقارير الواردة الينا عبر الأمنييّن تشير الى أن العملية فردية وتعود الى رجل ليس طبيعياً وعنده ردات فعل كأنه يائس من هذه الحياة".
ويضيف: "لا أعلم أن طرابلس تحتضن مثل هذا الارهاب او الفكر الداعشي، وهذا الحادث يمكن ان يحدث في أي بقعة من العالم، لكن آمل ان لا تكون لها أي جذور أو خلفيات، مع تشديدنا على ضرورة الحذر الشديد والجيش والقوى الأمنية الذين نوجه لهم الشكر عينهم ساهرة على الأمن في الليل والنهار، وهم على يقظة بالغة بعد هذه القشية اللافتة".
أما حول الخطوات التي تقوم بها دار الفتوى لإعادة تأهيل الشباب الذين يتم التغرير بهم وتلويث عقولهم بالفكر الإرهابي، يشير المفتي الشعار الى أن "دار الفتوى وعلى صعيد الشمال تحديداً تقوم منذ فترة طويلة بنوع من التوعية والتواصل مع المناطق والشرائح المظللة، لكنه يجزم بأن هذا الفكر ليس موجوداً عند القواعد الشعبية، وهذه حالات إستثنائية ومعظم الناس حتى في المناطق الفقيرة لا سيما خلال الحروب، كانت تتأثر بجهات خارجية كانت تدفع المال بهدف عدم إستقرار البلد، لكن منذ سنوات لم تصلنا معلومات عن وجود هذا الفكر الكاره لنعمة الحياة عند اي فئة أو مجموعة".
ويتابع مفتي طرابلس والشمال مشيراً الى أن "دار الفتوى في الشمال تصدر التعاميم على خطباء المساجد والمدرسين حتى في السجون حيث يزورها مجموعة من العلماء وتلتقي السجناء، وهناك تحسن بنسبة كبيرة عند بعض المساجين، لا سيما في سجون الشمال بتهم المخدرات والخروج عن القانون".
ويختم الشعار مؤكدأ أن "الفكر الداعشي المتطرف والمنتقم قلما نجده عند المساجين في طرابلس، وأعتقد أن هناك بعض الحالات الإستثنائية وربما لها خلفيات مأجورة، ختاماً يجدد الشعار التحية الى الجيش وقوى الأمن الداخلي الذين تحركوا سريعاً وقدموا الشهداء والدماء ومنعوا المجرم من تنفيذ عمل إجرامي أكبر".