خليل مرداس: عملية طرابلس "الداعشية" تقرع جرس الإنذار أمنيا وسياسيا

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 4, 2019



هجوم داعشي بإمتياز عاشته عاصمة الشمال ليلة عيد الفطر إنتهى بإستشهاد أربعة عسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، وهم (الملازم في الجيش اللبناني “حسن فرحات”، الرتيب في الجيش اللبناني “ابراهيم صالح”، والعسكريين في قوى الامن الداخلي “جوني خليل، ويوسف فرج)، وإنتحار الإرهابي الداعشي عبد الرحمن مبسوط، الذي أقدم على تفجير نفسه بعدما أدرك صعوبة الفرار بعد الطوق الذي ضربته عناصر المغاوير وعناصر من المعلومات حول المبنى الذي تحصن بداخله، وقام بإطلاق النار على الجيش من على شرفة الشقة التي دخلها بالقوة.
وبحسب المعلومات فإن الإرهابي الداعشي كان قد أعد العدة وجهز نفسه جيداً للعملية الإجرامية، حيث إستغل الزحمة عشية عيد الفطر فبدأ عمليته الإجرامية من أمام مصرف لبنان بطرابلس حيث إستهداف نقطته الأمنية التابعة لقوى الأمن الداخلي بقنبلة يدوية وبوابل من الرصاص، قبل أن ينتقل الى محيط سنترال الميناء ليستهدف سيارة لقوى الأمن الداخلي كانت عالقة في زحمة السير، فأطلق النار عليها ما أدى الى استشهاد العنصران اللذان كانا في داخلها، وببرودة أعصاب إنتقل الإرهابي مستقلا دراجته النارية الى مرفأ طرابلس حيث إستهدف دورية للجيش ، قبل أن يلجأ الى احدى الشقق في مبنى إيعالي بشارع دار التوليد، وبعد إتخاذ القرار الأمني بمداهمة الشقة التي يتحصن فيها من قبل القوة الضاربة في الجيش والمعلومات، إضطر الإرهابي مبسوط الى تفجير نفسه بالحزام الناسف الذي كان يزنر نفسه فيه ما أدى الى مقتله.
عملية طرابلس الإرهابية تطرح جملة من الأسئلة حول الوضع الأمني في لبنان عموماً والشمال خصوصا، لا سيما وأنها شهدت في أوقات سابقة عدداً من العمليات المماثلة، على صعيد ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية، ولعل السؤال الأبرز المطروح عن وجود خطة فعلية لمراقبة العناصر الإرهابية التي كانت منخرطة في صفوف التنظيمات الإرهابية، حيث أن منفذ عملية طرابلس كان احد الذين غادروا لبنان إلى تركيا عام 2015 وانخرط لاحقا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي وقاتل في الرقة، قبل أن يعود الى لبنان ويتم توقيفه عام 2016، ليُحال على القضاء العسكري، والمفارقة أنه سُجِن في سجن رومية المركزي، قبل ان يخرج عام 2017، ليقوم بالأمس بهذه العملية الإرهابية على غرار عمليات الذئاب المنفرة التي نفذها عناصر التنظيم الإرهابي في عدد من الدول الاوروبية.
فهل ستكون عملية طرابلس بمثابة جرس إنذار للأجهزة الأمنية كي تقوم بتشديد إجراءاتها الأمنية، ومتابعة العناصر التي كانت منخرطة في التنظيمات الإرهابية، وهل تأخذ القوى السياسية العبرة كي تضع خلافاتها السياسية جانباً، والإتفاق على حماية أمن لبنان واللبنانيين، الذي يبدو أنه معرض في أي لحظة لعمل أمني إرهابي على غرار عملية طرابلس؟
الإجابة على هذا السؤال تحتاج الى وجود قرار حاسم وحازم برفع الغطاء الأمني والسياسي عن كل من تدور حولهم الشبهات لجهة إرتباطهم بالتنظيمات الإرهابية، بعيداً عن أي خلفيات مذهبية أو طائفية لأن الإرهاب لا يستثني أحداً، وما حصل في طرابلس خير دليل على ذلك.

Lebanon News Online