خاص - "صفقة القرن" أيّ مواجهة ديبلوماسيّة لبنانيّة؟
شارك هذا الخبر
Tuesday, May 28, 2019
خاص - الكلمة اونلاين
هل أنهت الإدارة الأميركية الاستعدادات لإتمام "صفقة القرن"؟ وما هي مندرجات هذه الصفقة خصوصاً في ما يُعنى بفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في البلدان المضيفة واستدعاء إنهاء دور الأونروا؟ وكيف يمكن للديبلوماسيّة اللبنانيّة مواجهة هذه الصفقة؟
زياد الصائغ الخبير في السياسات العامة واللاجئين وفي حديث خاص لـ"الكلمة اونلاين"، أشار الى أن "صفقة القرن استعادة لصفقات كثيرة بدأت منذ ما قبل النكبة (1948)، واستمرّت من بعدها تحت شعار صهيوني مفاده أرضٌ بلا شعب، لشعب بلا أرض، مع ما رتّب ذلك من جرائم تاريخيّة كارثيّة مأساويّة بحق فلسطين وأبنائها، ولم تُفلِح هذه الجرائم المستمرّة في تصفية النضال الفلسطيني، وهي حتماً ستندحر أمام صمود فلسطين وكل الأحرار في العالم".
وعن مندرجات "صفقة القرن" فيما يُعنى بقضية اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك خطر توطينهم في البلدان المضيفة لهم، ومنها لبنان، قال الصائغ: "المطلوب استجماع أوراق القوّة اللبنانية بالمعنى الديبلوماسي الهجومي المنسّق مع دولة فلسطين، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، على قاعدة البحث في خيارات المواجهة وآليّاتها بعيداً عن الشعارات الجوفاء إلاّ من ادّعاء انتصارات وهميّة".
وأضاف الصائغ: "حق العودة المنصوص عنه بالقرار 194، ولو أن ثمّة إشكاليّة في مدى إلزاميّته إذ هو صادرٌ عن الجمعيّة العامة للأمم المتحدة وليس عن مجلس الأمن، لكنه مؤسَّسٌ على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما هو مرتبط بالقرار 181 القائل بدولتين قبل طرح حلّ الدولتين الذي تكرّس في مسارَي مدريد وأوسلو للسلام، ناهيك بما ورد في مبادرة السلام العربية. من هنا قواعد الاشتباك الديبلوماسي القانوني الدولي في قضية اللاجئين متوفّرة، ويُقتضى تمتينها بملف متماسك، بدل الاكتفاء بالاستعراضات المنبريّة، وترجمتها عملانيّاً بمبادرةٍ فاعلة في كلّ عواصم القرار نصرةً لفلسطين، وليس تخويفاً فقط من المخاطر على لبنان، وهنا بيت القصيد. إذ إنَّ تعميم الخوف والتخويف، والانكفاء الى مربّع استنفار الغرائز لا يُجدي نفعاً، فكَم بالأحرى في حِقبةٍ شديدة الخطورة".
وشدّد الصائغ على الدعوة الى تنسيقٍ لبناني عربي يستهل مع "فلسطين والأردن ومصر بحُكم التداخل الجيوسياسي معهم، مع أهمية الانطلاق نحو الاتحاد الاوروبي حيث هناك استياءٌ مما قد تحمِله هذه الصفقة".
وختم: "نحتاج ديبلوماسيّة وازنة تعمل بصمت وفاعليّة!"