خاص ــ هكذا يتعامل "حزب الله" مع الأزمة.. ماذا عن الحرب القادمة؟
شارك هذا الخبر
Saturday, May 25, 2019
خاص ــ الكلمة اونلاين
بعد خطاب أمين عام حزب الله الذي أشار فيه الى مسألة العقوبات بات واضحاً أن الحزب لا يخفي وجود الأزمة بعد العقوبات الأميركية القاسية التي تم فرضها على الجهات والأفراد، الذين تعتبرهم الإدارة الأميركية يؤمّنون تمويلا للحزب بشكل أو بآخر، ولعل حملة "القجة" التي أعلن عنها تشير بوضوح الى وجود أزمة فعلية يعمل الحزب على الحد من تأثيرها عبر سلسلة من الخطوات.
في هذا السياق تشير مصادر مطلعة على أجواء حزب الله تشير لـ"الكلمة أونلاين" الى أن الحزب دخل في مرحلة التقشف منذ أشهر طويلة تماشياً مع الأزمة التي يواجهها والتي تتلخص بأزمة السيولة، حيث يعاني من وجود مبالغ مالية نقدية "كاش"، بينما ميزانيته ليست مرتبطة بمسألة العقوبات على إيران والتي طالت الدولة بشكل أساسي، وليس القطاعات والمؤسسات لا سيما الدينية منها.
بداية تلفت المصادر الى الميزانية الكبيرة التي خصصها الحزب منذ إنخراطه عسكرياً بالمعارك في سوريا، وفي ظل ما شهدناه من توسيع في الجسم العسكري هناك وهو ما تتطلب رصد ميزانية هائلة لتغطية نفقات المعارك.
كذلك تشير المصادر الى عملية تقليص النفقات الثابتة التي بدأ الحزب بإعتمادها بعد الانتخابات النيابية، لا سيما تخفيض موازنات الحلفاء بشكل كبير، والى جانب ذلك تم العمل على تخفيض الميزانيات التشغيلية من خلال اقفال عدد كبير من المكاتب التابعة للحزب وأبقى على المكاتب الأساسية فقط، ما ساهم في تخفيض المدفوعات الشهرية بشكل كبير، وتزامنت تلك الخطوة مع توقيف ما يسمى بـ" المشاريع" وهي عبارة عن تعاقدات جزئية مع الأفراد، والتي كانت مرتبطة بشكل رئيسي بالأزمة في سوريا.
كذلك تلفت المصادر الى أن للحزب والتي تم تخفيضها بشكل كبير في القطاعين التربوي والاعلامي، الى جانب القطاعات الأخرى.
اما على الصعيد العسكري والحديث عن سيناريوهات المواجهة المقبلة في ظل الأزمة التي يعاني منها الحزب، تشير المصادر الى أن "مصادر رفيعة في حزب الله تؤكد أن الحرب مستبعدة في المدى المنظور، وهي تعتبر أن الاميركي والاسرائيلي يستخدمان سلاح العقوبات كبديل عن الحرب المباشرة".
وفي الوقت عينه تؤكد المصادر أن "الحزب خفّض تواجده في سوريا، وبالتالي باتت قواته الهجومية موزعة على الجبهات في لبنان والجولان حيث تم ربط الجبهات ببعضها من خلال تواجده بالقصير وسلسلة جبال القلمون الى جبل الشيخ وصولا الى الجنوب السوري، مع تواجده أيضاً على الحدود مع العراق في البوكمال، ما يعني أن المواجهة المقبلة ستكون على جبهات أوسع وهذا ما يقلق الإسرائيلي بظل اتساع الجبهات وقدرته على ادخال قوات غير لبنانية، وعليه ترى المصادر ان الحرب مستبعدة في الوقت الراهن".