"تاريخ راسخ في ذاكرتنا ووجداننا اكثر من رسوخ تاريخ ميلادنا..فبهذا التاريخ تعلمنا في الكلية الحربية اننا "نخبةُ هذا المجتمع لكن مسلحة". قولٌ زُرع فينا فأينع عنفوانا وعزة وكرامة..قول علمنا ان هذه النخبة هي فئةٌ من المجتمع إعتمرت الشرف وقدمت التضحيات والتزمت الوفاء... قولٌ دفع بنا الى إمتهان الخطر لرفع الظلم ، وضرب الارهاب وصد العدوان وتحرير الارض ،والحفاظ على السلم الاهلي..
قولٌ رُسخَ في اعماقنا ..لكننا لم نكن نعلم ان براثن النهب والفساد تكمن لنا على قارعة الطريق لتخطف حقوقنا وعز انجازاتنا وتحولنا برأيهم الى: "نكبة بدلا من نخبة"؟ فهل كان ما تعلمناه سابقا صحيحا ام لا..؟ فهل كان المقصود اننا النكبة ولسنا النخبة..؟ لا اعتقد انه خلل لغوي !! لا بل اعتقد انها استراتيجية حمالةٌ لكل الاوجه منذ نشؤ الجمهورية الثانية... حيث قيل في المؤتمرات الباريسية اننا قِطاعٌ غير منتج..
وفي الكواليس قالوا اننا والقطاع العام نِتاج اخطاء جغرافية !!! يجب إزالتها.. اننا لسنا نكبة...نحن النخبة.. ونخبة هذا المجتمع الشريف المناضل ..نحن من ناضل لبقاء كينونة هذا الوطن .. نحن من قاتل وانتصر على الارهاب.. نحن من حرر الارض ..ومن فكك خلايا الارهاب النائمة .. نحن من حافظ على اعمدة الكيان وكنا حراسه النخبة .. نحن من ساهم في ايصالكم الى مراكزكم ومكاتبكم.. هل كنتم اجتمعتم في اي مكان من لبنان لولا تضحياتنا؟ وانتم اليوم تقررون احتلال جزءأً من رواتبنا ..وسلب ارادتنا... وتقولون ..الافضل ان تكون الرواتب محسومة افضل من ان تخسروها وكاننا نستعطي حقوقنا ..
لكن كلامكم هذا وتهكمكم على حقوقنا سيكون يوما مادة للتندر ، حيث انه يتشابه مع موقف احدى الملكات الفرنسية 《ماري انطوانيت..زوجة احد الملوك الفرنسيين》ابان الثورة الفرنسية.. حين قالت للشعب الفرنسي الجائع والذي لا يملك حتى الخبز: انه يجب ان ياكل البسكويت المحلى ومن جراء كلامها اصبحت ملكةٍ مكروهة وغذت بموقفها هذا الثورة الفرنسية التي اطاحت فيما بعد بالملكية في فرنسا لتنتصر الثورة..
وهنا سينتظركم الويل والثبور وعظائم الامور...من جراء التجرؤ على لقمة العيش وعلى نضال المضحين.. انكم تنعتون شعبكم عسكريين وعمال واساتذة وقضاة بالنكبة.... فبعد كلامكم هذا اصبحتم رموزاً مكروهة ..وستنطلق حتما بوادر ثورة جياعِ لتأكل الاخضر واليابس..بيد انها ستحافظ على حقوقنا ومكتسباتنا...
يا اصحاب القرار لسنا من تهرب من الضرائب ..ولسنا من استفاد من فساد المرافىء..والمعابر غير الشرعية ..لذا فالتجريح بكرامتنا وضرب معنوياتنا هو اجتياز للخطوط الحمراء .. ونسال هنا لمصلحة من مناقشة ارقام اعتمادات موزانات وزارة الدفاع الوطني.. بالعلن وعلى الاعلام واعتقد انكم على قاب قوسين او ادنى لتقوموا بنشر عدد الدبابات وقطع السلاح الخفيفة والثقيلة المشتراة على شاشات التلفزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي..
وسمحتم لاعلامين حاقدين ان يقوموا بحوارات تهكمية وحاقدة على العسكرين والضباط، متناسيين تضحياتهم ومناقبيتهم.. للاسف اوقعتم الوطن ونفسكم في مخاضٍ كبير لن تُحمد عقباه.. فالنكبة هي وجود الفساد والمفسدين.. والنخبة هم نحن الذين سنقتص من هؤلاء الفاسدين...إن النكبة هي التوظيف الغوغائي.. ونحن النخبة الذين سنجبركم على الغاء الوظائف الزبائنية لغير المنتجين ..وما بين النخبة والنكبة لابد من تذكيركم بضبط التهرب الضريبي والجمركي والغاء المجالس والصناديق والهيئات والجمعيات..ويجب فرض الرسوم على الاملاك البحرية والنهرية..
ان النكبة هي الصفقات والتنفيعات .... لكننا بحق نحن النخبة التي ستضغط لتلغي الصفقات والتلزيمات والايجارات الوهمية والتي ستضبط ايرادات الدولة من المرفأ والمضاربات العقارية.. وفساد الدوائر المالية والعقارية ومصلحة تسجيل السيارات ولن ننسى الهندسات المالية التي هي غب الطلب..
كل ذلك خلخل اساس سلسلة الرتب الرواتب والتي هي من بديهيات قرارتكم وها انتم تعودون الى رمي الوطن بالمحظور.. المحظور هو رمي الوطن في مآزق الاضرابات والاضطرابات ودس السم في العسل ليدخل وطننا في نفق مظلم لا يعلم الا من خلقنا بخطورته ونهايته...
منذ عام 1992عاث الفساد الاخلاقي والهدر المنظم في أروقة عقول المخططين الذي اوصلنا الى الدِرك الذي نحن فيه اليوم.. مرت كل العهود ....ولم تبادروا الى دحر الفساد ..ووقف الهدر .. لم تبادروا في الوقت الذي كان الموضوع فيه مُتاحا وسهلا لدرء خطر العجز المالي .. لماذا لم تبدأ المحاسبة في ذلك الوقت..؟
الجواب برسمكم..!!! اننا النخبة ولسنا النكبة.. لماذا لا يستعاد العسكريون من خدمة السياسيين والحزبيين والروحيين الى عملهم الطبيعي الذين طوعوا من اجله...؟ اننا النخبة ولسنا النكبة.. لان الضابط الذي خدم الجيش اكثر من 35:سنة متدرجاً من تلميذ ضابط ال امر فصيلة الى قائد لواء..الى...الى.. والمستفيد من سائق عسكري يدفع من جيبه بدل راتب لهذا السائق وليس كالمستفيدين الاخرين من العناصر العسكرية ولا يُدفعون لهم اي بدل.. اننا النخبة وليس النكبة.. لان الرواتب التقاعدية للعسكريين محسومة من رواتبهم التي تقاضوها خلال خدمتهم .. ولو ان هذه المحسومات استُثمرت بشكل صحيح في صندوق تعاضدي لكانت اليوم كافية لدفع اكثر من مما هو مطلوب كحقوق.. كل ذلك ونحن لم نذكر حالات الحرب والخطر والاغتيال والاستشهاد التي نعيش معها وتتعايش معنا خلال الخدمة وتلحق بنا اثارها واشباحها حتى التقاعد..
اننا النخبة يا لاعني النور.. فنحن لن نمكنكم من دمائنا ولا من دماء ابنائنا وامهات شهدائنا.. نحن النخبة يا جاهلي التارخ والجغرافيا ..لان النور سيبزغ من حدود جغرافية حقوقنا . ومن نور الشهداء امثال الضباط الشهداء هنري شهاب .. ومحمد زغيب ... وشهداء معركة الضنية .. ونهر البارد ، وحرب تموز، وفجر الجرود.. ولن ننسى ان نقول لكم اننا النخبة لاننا من الجيش الذي اسسه باني الدولة الحديثة"في لبنان الجنرال فؤاد شهاب والذي لولاه لما كان هناك مؤسسات ولا كينونة لهذا الوطن ..ولعلكم نسيتم انه كان قائداً للجيش .. ونسيتم اننا نخبة هذا المجتمع لكن مسلحة..ولولا هذه النخبة لما كنتم حيث انتم.. اننا حقا النخبة ..لعلكم تتقون".
