كيف أجعل طفلي يطيعني؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 17, 2019

من أصعب الأمور اليومية التي تحيّر الأهل، هي كيفية إطاعة أطفالهم لهم. فيحتالون عليهم بشتى الطرق. في بعض الأحيان تنجح هذه الحيل، وأحياناً أخرى لا. وتسعى الأم، مع طول بال لا قياس له، أن تطبّق قوانين البيت لكنّ الطفل لا يطبّق إلّا ما يناسبه وهي لا تسمع منه إلّا العبارات التالية: «لا أريد هذا! أريد تلك!...» وتكرّر هي مطالبها دون جدوى. فما هي أفضل طريقة لجعل طفلكم طفلاً مطيعاً؟ وما هي القواعد التي يجب تطبيقها لينصاع هذا المخلوق الصغير لمطالب أهله؟
يعبّر كثير من الأهالي عن مشكلاتهم في التربية خصوصاً في ما يتعلّق بإطاعة أطفالهم لهم. ليس من الصعب أن يصبح طفلكم مطيعاً لكل مطالبكم. فما هي «الخلطة السحرية» التي تجعله يطبق كلام أهله بحذافيره؟ وما هي القاعدة الذهبية التي تحوّل الطفل من مشاكس وعنيد وغير مبال لـ»أوامر» أهله إلى طفل مطيع؟ إليكم بعض النقاط التي يمكن أن تستعينوا بها كأهل لجعل طفلكم أكثر ليونة وتقبّلاً لأوامركم.

الإبتعاد عن تكرار الملحوظات طوال الوقت
لكي ينجح الأهل في مهمتهم التربوية، يجب الإبتعاد قدر المستطاع عن «تكرار» الملحوظات لأطفالهم وعدم إصدار الأوامر طول الوقت. هذان التصرفان يجعلان الطفل أكثر حساسية تجاه أهله وبالتالي تجاه كل ما يصدر منهم من طلبات. لذا، لا تستخدموا الجمل التي تحد من قدراته كـ»لا تفعل ذلك!» أو «ممنوع عليك أن تقوم بهذا العمل!» بل فسّروا له عن تصرفاته غير المقبولة من خلال الحوار الإيجابي والمنطقي. وخلال السنوات الأولى من حياة الطفل، يجب أن يتعلّم هذا الأخير من أهله القواعد «المنزلية» التي لا يمكن التغاضي عنها. فلا يمكن أن نطلب من الطفل «أمراً ما» وهو لم يعتد عليه منذ صغره، كالنوم عند الساعة الثامنة مساءً مثلاً. إذا لم يعتد الطفل على النوم منذ صغره عند وقت محدّد، لن يستطيع تطبيق هذا الأمر عندما يصبح أكبر سناً.

تجنّب الغضب
لا يجب أبداً أن يظهر غضب الأهل على أطفالهم. هذا التصرف «غير الصحي» يمكن أن يؤذي الطفل ويجعله شخصاً عدائياً تجاه الآخرين. فحتى لو كان من الصعب السيطرة على الإنفعالات، يجب إلغاء قدر المستطاع الصوت العالي والصراخ. إذ يصبح بعض الأطفال أمام صراخ وغضب أهلهم لا يبالون لأيّ طلب من والديهم . كما «ينفصل» بعض الأطفال عن الواقع المرير أمام صراخ أهلهم ويتحولون إلى «أصنام» لا مشاعر لهم، ويمكن أن ينقلوا هذا التصرف إلى عالمهم الخارجي.

تهديدهم بإخبار أبيهم
تهرع كثير من الأمهات إلى الآباء لطلب النجدة وكأنّ الأب وحده يقدّم «صورة الإطاعة وتنفيذ الاوامر». وهذا التصرف غير مقبول، لأنّ الطفل يجب أن يعرف بأنه كما يطيع أباه يجب أن يطيع أمه أيضاً. وتطبيع مبدأ «الحوار» مع الطفل هو من أنجح الطرق التي يمكن أن يستعملها الأهل تجاه أطفالهم بعيد عن «الشكوى» والتهديد والوعيد...

لا للإبتزاز
للتخفيف من المشكلات مع الطفل، تلجأ الأم إلى مبدأ «الإبتزاز». ولكن هذا التصرف يعلم الطفل أن لا يقوم بشيء بدون مقابل. فمن الأفضل الإبتعاد عن الإبتزاز وتحويل طاقة الطفل والأم إلى التبادل العاطفي والحواري لحل الأمور بينهما. كما يجب أن يفهم الطفل من خلال تصرفات الأم أن من واجبه أن يطبق ما تطلبه أمه منه. فبكلمات بسيطة وبهدوء مطلق، يمكن أن تفسّر الأم لطفلها الصغير أنها مسؤولة عنه وعن تصرفاته. وطبعاً لكي يفهم الطفل هذا «المبدأ»، يجب أن تكرّر الأم تفسيراتها بشكل منتظم وهادئ لكي يستوعب الطفل بأنه «ليس المسؤول» في منزله، بل أمه وأباه هما المسؤولان عنه.

عدم إستعمال القوة
نرى الكثير من الأطفال خصوصاً ما بين عمر السنتين والثلاث سنوات يستعملون القوة للحصول على مطالبهم. لا يجب أن يرضخ الأهل لمطابهم، بمجرد أن يضربوا أحد أخوتهم أو يقوموا بأذيّة أحد أفراد العائلة. بل يجب أن يكون دور الأهل حازماً والشرح أنّ القوة لا تنفع بشيء. وفي حال تكرّر هذا المشهد العنفي من الطفل تجاه الأخرين، ينبغي تطبيق مبدأ المعاقبة التربوية الإيجابية التي تعلم الطفل التصرف الصحيح ولا تدمّره. كما لا يجب أن يستسلم الأهل تجاه مشاكسات طفلهم وإعطائهم زمام الأمور بل يجب أن يعي الطفل بأنّ أهله هم المسؤولون عنه وليس العكس.

عدم تغيير أو تبديل القوانين المنزلية
تعتمد كل عائلة على قوانين تطبقها في منزلها. تختلف عادة هذه القوانين مع مرور الوقت وبإختلاف عمر الأطفال. ولكن عندما يقرّر الأب والأم في تطبيق قانون معين، لا يجب التراجع عنه أو التراخي أو حتى إستبداله، لأنّ هذا التصرف سيجعل الطفل غير مبال لقرارات أهله ويتحوّل إلى طفل غير مطيع.
فالإلتزام بقوانين العائلة أساسي جداً لكي يتحضّر الطفل منذ صغره لإطاعة أهله وتنفيذ طلباتهم دون أن ننسى الحوار البنّاء الذي يمكن أن يُبنى بين الطرفين.

صراخ الطفل لا يحلّ الأمور
لا يجب أبداً أن تعالج المشكلات مع الطفل بسبب صراخه، بل على الأهل أن يطلبوا اليه الذهاب غرفته ويفجّر غضبه ويصرخ فيها. وبعد أن يهدأ، يمكن التكلم معه عن مشكلاته وعمّا يغضبه لإيجاد طريقة لحل الأمور.

تشجيعه عندما يطيع
لكي يصبح الطفل مطيعاً، يجب تشجيعه عندما يقوم بشيء إيجابي وعدم التركيز على النقاط السلبية في تصرفاته بل التركيز على النقاط الإيجابية وشكره على حسن تصرّفه من خلال كلمات بسيطة وحنونة.

د. أنطوان الشرتوني