المتظاهرون السودانيون يتهمون النظام السابق بأعمال العنف الليلية
شارك هذا الخبر
Tuesday, May 14, 2019
يوجه المتظاهرون السودانيون الذين لا يزالون تحت صدمة مقتل خمسة من رفاقهم خلال أعمال عنف ليلية في الخرطوم، أصابع الاتهام إلى مناصري النظام السابق، معتبرين أنهم لا يزالون يسعون إلى القضاء على تحركهم الشعبي. وكانت الأجواء ملبدة صباح الثلاثاء في موقع الاعتصام أمام مقر عام قيادة الجيش في الخرطوم، وبسبب الحرارة والصيام كان عدد كبير من المعتصمين لا يزالون نائمين داخل خيامهم، والتي كانت تكتسي باللافتات وصور جرائم النظام السابق والإبادة في الأقاليم مثل دارفور. ومساء الإثنين، قتل مسلحون مجهولون خمسة مدنيين وضابط جيش بعد أن فتحوا النار على متظاهرين أمام القيادة العامة للجيش بحسب مصادر طبية وعسكرية. وهي المرة الأولى منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل تقع فيها أعمال عنف دامية في موقع الاعتصام. ونسب المجلس العسكري الذي بات يقود البلاد هذه الحوادث إلى "عناصر" راغبة في تخريب المفاوضات مع قادة حركة الاحتجاج حول نقل السلطة إلى حكومة مدنية. وبالنسبة إلى بعض المتظاهرين، لا شك أن أنصار النظام السابق مسؤولون عن أعمال العنف هذه الرامية إلى عرقلة نقل السلطات إلى المدنيين. وقال أحد المحتجين هشام علي سيد حاملاً علم السودان: "هذا شغل قذر.. شغل فرق تسد". وأضاف: "من يريد حماية الثورة.. بس يحمي متاريس الاعتصام". واتهم عبود حسن وهو متظاهر آخر، مباشرة رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان. وقال: "في حال لم يسلم البرهان السلطة سنطلب من المحكمة الجنائية الدولية ملاحقته تماماً كالبشير". وصدرت بحق البشير المعتقل والذي وجه إليه الإثنين القضاء السوداني تهمة "التحريض على قتل المتظاهرين"، مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وحرب خلال النزاع في دارفور (غرب) الذي نشب في 2003. وأضاف عبود حسن (45 عاماً) "نحن نتهم قوات الدعم السريع بارتكاب ما حدث.. هذه قوات غير قانونية". وقوات الدعم السريع تضم عناصر من منظمات تعنى الدفاع عن حقوق الإنسان متهمة بارتكاب تجاوزات في دارفور وباتت تابعة للجيش السوداني. وكثيراً ما يشاهد عناصرها منتشرين عند تقاطعات طرق رئيسية في شاحنات صغيرة مزودة برشاشات. ويشغل قائد المجموعة محمد حمدان دقلو، الملقب حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس العسكري. وإضافة إلى المتظاهرين القتلى، جرح آخرون ونقلوا إلى المستشفى. من جهة أخرى، أغلق عشرات المتظاهرين الشوارع وأحرقوا الإطارات في مدينة أم درمان المجاورة للعاصمة السودانية الثلاثاء، لأول مرّة منذ شهر بعد مقتل ستة أشخاص في الخرطوم. وقتل ضابط برتبة رائد وخمسة متظاهرين في إطلاق نار في ساحة الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم الإثنين، وفق ما أفاد المجلس العسكري الحاكم و"لجنة أطباء السودان المركزية" المرتبطة بحركة الاحتجاج، بعد ساعات من الإعلان عن تحقيق اختراق في المفاوضات بين قادة التظاهرات والعسكريين. وتجمّع المتظاهرون في حيي العبّاسية والعرضة في أم درمان حيث هتف كثيرون بشعارات مناهضة للمجلس العسكري، وفق ما أفاد شهود عيان. وهتف المتظاهرون "يا وطنك يا تجهّز كفنك". وفي العرضة، أغلق بعض المتظاهرين الشوارع باستخدام إطارات مشتعلة، بحسب شهود أشاروا إلى انتشار الجنود في المكان. وشهدت أم درمان تظاهرات يومية تقريبا على مدى أربعة شهور من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد وأدت لإطاحة الرئيس السابق عمر البشير بتاريخ 11 أبريل. ويتوقع أن يناقش الطرفان تشكيلة الهيئات الانتقالية، وهو أمر اختلفا عليه خلال الفترة الماضية. ويطالب قادة الحركة الاحتجاجية بأن يقود المدنيون هذه الهيئات وبأن يشكلوا الأغلبية فيها مع تمثيل للعسكريين. وبينما أبدى الجيش استعداده للقبول بحكومة مدنية بمعظمها، إلا أنه طالب بأغلبية للعسكريين في مجلس سيادي مقترح تعود الكلمة الفصل إليه في شؤون الدولة. ويشمل جدول الأعمال كذلك مدة الفترة الانتقالية إذ يدعو الجيش لإطار زمني لمدة عامين بينما يطالب المتظاهرون بأربع سنوات لإتاحة الوقت لإدخال مجموعة من الإصلاحات التمهيدية التي يعتبرونها ضرورية. ويأتي استئناف المحادثات الاثنين بعد توقف المفاوضات وتهديد قادة الحركة الاحتجاجية بالتصعيد لضمان تولي المدنيين الحكم. ودفع ذلك المتظاهرين لمواصلة اعتصامهم بدون انقطاع منذ إطاحة البشير.