خاص ــ قصة وزير فاسد

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 6, 2019

خاص ــ الكلمة اونلاين


كان معروفاً بوضعه المادي العادي، الا ان مسيرته الحزبية حملته الى مجلس النواب ومن ثم الى الحكومة اكثر من مرة، وبدأ وضعه المادي يرتفع يرتفع يرتفع من دون اي أفق او سقف، وبدأت سمعته تنتشر وتنتشر وفاحت رائحة فساده وصفقاته المشبوهة ليس في منطقته فحسب بل في كل لبنان.

هذا الوزير لم يترك مناسبة او منصة او طلة تلفزيونية الا وحاضر بالعفة ودعا الى مكافحة الفساد، وكأنه يعيش حالة schizophrenia اي انفصام بالشخصية... وكأنه لم يسرق ولم يقبض ولم يغش ولم يحصل على عمولات ولم يبن قصراً ولم يشتر بيوتاً...!

هذا المعالي اجتهد في الآونة الأخيرة على المنابر وامتطى حملة مكافحة الفساد حاملاً سيف المحاسبة والإصلاح ، الامر الذي خلق موجة استياء عارم داخل بيئة حزبه ومنطقته، لان صيته الفاسد لامع، فطلبت القاعدة الحزبية وكذلك المناصرون من القيادة إيقاف هذه المسرحية المستفزة وإلا "سنلجأ الى أساليب أخرى" . واحتراماً لجمهورها منعت القيادة الحزبية هذا الوزير من اعتلاء المسارح والمنابر في الوقت الراهن.

قد تكون هذه الأسطر تلخص واقع وزير معين، وهي كذلك، لكن وللأسف، فهي تناسب عدداً كبيراً من وزراء ونواب ومسؤولين سرقوا ونهبوا وعاثوا فساداً في البلد، وها نحن نراهم ونسمعهم كل يوم يعدون بمكافحة الفساد رافعين الصوت والإصبع. بئس هذا الزمن!